Oct 16, 2018 3:03 PM
خاص

لأن موجات النزوح تقض مضجعهم.. الاسـتقرار اولوية الأوروبيين لبنانيـا
ماكرون اقترح على عون ارسال شرطة فرنسية الى بيروت لضبط الشواطئ

المركزية- بعد استعراض مضمون المحادثات التي يجريها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع المسؤولين الدوليين الذين يزورونه في قصر بعبدا، وأولئك الذين قابلهم على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي وفي يريفان خلال مشاركته في اعمال القمة الفرنكوفونية منذ اسبوع، تصل مصادر سياسية مطّلعة الى استنتاج واضح يقول ان "الحفاظ على الاستقرار الامني" هو ما يهمّ العواصم الخارجيّة لبنانيا. أما عدا ذلك، فتفاصيل ثانوية في نظرها، تأتي في مرتبة أدنى.

فالمجتمع الدولي عموما، والاوروبي في شكل خاص، يقض مضجعَه هاجسُ النازحين السوريين ويخشى انتقالهم من لبنان الى شواطئ "القارة العجوز"، في حال اهتز الامن في بيروت. وانطلاقا من هنا، تشدد دول الاتحاد الاوروبي، خلال اي اجتماع يحصل بين قياداته ومسؤولين لبنانيين، على ضرورة صون الاستقرار والابتعاد عن كل ما يمكن ان يعكّره.

وفي السياق، تقول المصادر لـ"المركزية" ان، ازاء المواقف التي أطلقها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من الامم المتحدة اخيرا، متحدثا عن معامل صواريخ لحزب الله في محيط مطار لبنان ومعطيا لنفسه مبررا للاعتداء على لبنان، نصح اكثر من مرجع غربي، وأبرزهم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، بيروت، بضبط النفس والحفاظ على الهدوء في الجنوب ومنع "حزب الله" من المبادرة الى اي خطوة غير محسوبة النتائج لان تداعياتها قد تكون وخيمة.

ودائما في اطار تعزيز دعائم الاستقرار، سمع رئيس الجمهورية من ماكرون في الاجتماع الذي ضمها في العاصمة الارمينية، تمنياً بالتزام سياسة النأي بالنفس والحياد عن المحاور المتصارعة في المنطقة، لتفادي انتقال شراراتها الملتهبة الى لبنان.

وتشير المصادر الى ان الدعم الخارجي غير المسبوق للاجهزة الامنية والعسكرية اللبنانية، ومدّها في صورة متواصلة، بالسلاح والعتاد الذي تحتاج لتفعيل قدراتها وأدائها، أكان بصورة "إفرادية" او "جماعية" من خلال مؤتمرات الدعم وكان آخرها في روما مطلع العام، يشكل الدليل الأبرز الى الاهمية التي توليها الدول الغربية للاستقرار في لبنان.

وفي عود على بدء، تكشف المصادر عن اقتراح جديد قدّمه الرئيس ماكرون في يريفان الى الرئيس عون، يعكس مدى القلق الذي يتركه النزوح، في نفوس الاوروبيين. ففي سبيل منع اي موجات نزوح جديدة عبر المتوسط، من الساحل اللبناني الى اوروبا، وبعد ان تمنى "سيد الاليزيه" ان يُبدي لبنان تشددا في مراقبة تحرّكات النازحين السوريين ومواصلة التصدي لمحاولاتهم ركوبَ البحر، عَرَض إرسال عناصر من الشرطة الفرنسية الى بيروت لمساعدة الاجهزة اللبنانية في إحكام قبضتها على المنافذ البحرية وتفادي اي خرق "غير شرعي" لها.

فكان ان رد الجانب اللبناني شاكرا ومؤكدا القدرة على القيام بالمهمة بنفسه. وتمنى على ماكرون والمسؤولين الغربيين السعي لدى واشنطن لاستعجال عودة النازحين الى بلادهم، في ضوء المبادرة الروسية في هذا الخصوص. غير ان الرئيس الفرنسي أبلغ نظيره اللبناني ان هذا الملف بات جزءا من شد ّالحبال الاميركي – الروسي في سوريا وان اي تعاون من واشنطن مع المبادرة، لتمويلها او تسهيلها، مرتبط بمدى تجاوب موسكو مع المطالب الاميركية سوريًّا، وعلى رأسها ضروة تشذيب الوجود الايراني فيها...

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o