Oct 11, 2018 3:53 PM
خاص

"حظوظ متقاربة مع أرجحية للديمقراطيين والسياسة الداخلية في خطر"
طبارة: الانتخابات الاميركية متوقفة على نتائج مجلس النواب

المركزية- بكثير من الترقب تستعد الادارة الأميركية للانتخابات النصفية الأهمّ في تاريخها، بحيث تحولت الى استفتاء على سياسة الرئيس دونالد ترامب الذي أثار في النصف الأول من عهده الكثير من الجدل في الداخل الاميركي والعالم جراء سلوكه غير المألوف. فإذا كان الحزب الجمهوري الداعم لترامب يُهيمن الآن على السلطة التشريعية في مجلسي الشيوخ والنواب، وعلى السلطة التنفيذية في "البيت الأبيض"، والقضائية في المحكمة الدستورية العليا، إلا أن هذا الواقع قد يتبدل بعد هذه الانتخابات في حال تمكن الديمقراطيون من انتزاع الاغلبية، وبذلك يصبح عزل ترامب ممكنا، إضافة الى نسف مجمل سياساته المثيرة للجدل كقوانين الهجرة، الجدار مع المكسيك، العقوبات على إيران، العلاقة مع روسيا، الحرب التجارية على الصين، والوجود الاميركي في الشرق الاوسط، العلاقة مع الحلفاء الخليجيين والاوروبيين، مصير الناتو، صفقة القرن والدعم اللامحدود لاسرائيل....

ويتوجه الناخب الاميركي في السادس من تشرين الثاني المقبل إلى صناديق الاقتراع، للتصويت مباشرة لجميع أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 435 إلى جانب ثلث أعضاء مجلس الشيوخ (34). فهل ستشهد السياسة الاميركية تعديلات جذرية وتستحوذ "الموجة الزرقاء" (مصطلح إعلامي في إشارة الى الديمقراطيين) على الاغلبية، أم ينجو حكم ترامب من محاولة العزل أو في الحد الادنى الشلل الذي قد يصيب إدارته في حال فوز منافسيه، علما أن استطلاعات الرأي تشير قبل أقل من شهر من موعد الانتخابات الى تفضيل الناخبين المرشحين الديموقراطيين على الجمهوريين، فـضلا عن أن 54.2 بالمئة منهم غير راضين عن أداء ترامب مقابل 41.9 عبروا عن رضاهم.

سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة قال لـــ"المركزية" إن "استطلاعات الرأي متقاربة جدا بين الحزبين، وحتى موعد الانتخابات يمكن أن تتبدل الكثير من المعطيات، ولكن في الوقت الحاضر هناك أرجحية كبيرة أن يخسر الجمهوريون في انتخابات مجلس النواب".

وأشار الى أن "نسبة نجاح الديمقراطيين في مجلس الشيوخ ضئيلة وذلك باعترافهم، ولكن في حال فوزهم في انتخابات مجلس النواب فستتغير الكثير من موازين القوى في السياسة الداخلية. أما في حال فوز الجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ، يكون ترامب حقق نصرا كبيرا، وأنقذ عهده. من هنا يمكن القول إن الانتخابات متوقفة بشكل كبير على نتائج مجلس النواب".

وأضاف أن "فوز الديمقراطيين بمجلس النواب، والجمهوريين بمجلس الشيوخ، سيعرّض حكم ترامب لضغط كبير خصوصا على صعيد السياسة الداخلية التي ستصبح مقيدة، كون مجلس النواب هو المسؤول عن اقرار الموازنة والملفات الداخلية، ما سيؤدي الى مواجهات سياسية بين الطرفين قد تشل عمل الحكومة كما حصل في وقت سابق".

وتابع "في حال فوز الديمقراطيين بمجلسي النواب والشيوخ، يصبح مركز رئيس الجمهورية في خطر، ومع إمكانية إحالته الى المحكمة بتهمة التعامل مع موسكو في الانتخابات الرئاسية، ما سيؤدي الى فوضى كبيرة لم تشهد الادارة الاميركية مثيلا لها، ولكن رغم ذلك تبقى للرئيس صلاحيات واسعة كون النظام رئاسيا، وهامش تحرك خصوصا على صعيد السياسة الخارجية".

ولفت الى أن "التغيير في مجلسي النواب أو الشيوخ، لن يغير في السياسة الاميركية تجاه إيران، إذ هناك اجماع من الديمقراطيين والجمهوريين على فرض عقوبات على النظام الايراني والحرس الثوري. ولكن ما يسري على إيران  قد لا يسري على باقي ملفات المنطقة حيث التباين فاضح بين الحزبين".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o