Sep 25, 2018 4:46 PM
تحليل سياسي

كباش سياسي في المجلس وناقوس خطر اقتصادي من قوى الانتـاج
الحريري يرفع الصوت: "حاج بقا هجوم عا رياض سلامــة والليـرة"
تحقيق قضائي في خرق لأمن الرئيس... ولا لقاء بين ترامب وروحاني

المركزية- في اليوم الاول من الشهر الخامس على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، وعلى رغم المسار التصاعدي لـ "عدّاد" الشغور الحكومي الذي يبدو لم يعد يستفز الكثيرين، بعد "التطبيع" مع الأمر الواقع الناشئ منذ 24 أيار الماضي، وسهولة الحديث عن عدم ابصار الحكومة النور قبل نهاية العام، استكمل المجلس النيابي مسار تشريعه "الضروري" الذي لم تخلُ جلسته اليوم من الحماوة السياسية دافعة بعض النواب الى المغادرة والآخر الى افتعال سجالات مع الرئيس الحريري، فيما تركزت بوصلة المتابعات خارج ساحة النجمة على الملابسات التي احاطت بسفر الرئيس ميشال عون الى نيويورك واشكالية الطائرة وتسريب اسماء الوفد الرئاسي المرافق. كل ذلك على وقع ناقوس الخطر الاقتصادي الذي دقّته اليوم قوى الانتاج في لقاء قلّ نظيره بين الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام، بعدما بلغ السيل الزبى ولامس الوضع الخط الاحمر.

جلسة مكهربة!: فخلافا للاجواء التي سادت مجلس النواب أمس، سيطرت مناخات مشدودة على الجلسة التشريعية اليوم. اذ سُجّلت كباشات سياسية بالجملة، ناتجة من جهة، من بنود جدول الأعمال، وهو ما حصل لدى البحث في معاهدة "نقل وتجارة السلاح" - التي أقرّت بعد اعتراض من كتلة "الوفاء للمقاومة" التي رأت فيها استهدافا لحزب الله وسلاحه- ومن جهة أخرى من "لطشات" عديدة أطلقها النائب جميل السيد، بحسب وصف الرئيس المكلف سعد الحريري. فبعد ان اتهم السيد الرئيسَ الحريري بالابتزاز، استدعى كلامه ردا قويا من الاخير الذي قال له "من أول الطريق ساكتين وكل شوي قاعد بتلطوش عشو بدك تلطوش؟" وتابع "انا هنا لتشريع البنود المطلوبة في "سيدر" اذا كنتم لا تريدون التشريع بهذه البنود فأنا سأنسحب". وفي حين بدا لافتا وقوف الرئيس نبيه بري ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الى جانب الحريري في وجه السيد، كانت للرئيس المكلف مواقف عالية السقف رافضة للمناخات السلبية التي يُعمل على اشاعتها في ما خص الوضع الاقتصادي والنقدي.

الحريري..حاج بقى!: فقد شدد الحريري على ان "هناك حملة في البلد لضرب الاقتصاد ودفع اللبنانيين الى الهجرة". وقال "لسنا في حالة يرثى لها ولدينا مقومات للنهوض بالاقتصاد، هناك حملة على الليرة والاقتصاد لاحباط اللبنانيين"، مضيفا "حاج بقى نهجم عرياض سلامة (حاكم مصرف لبنان) والليرة، البلد مش مفلس انما عند البعض هواية احباط اللبنانيين". وأكد ان "لبنان ملزم تنفيذ المشاريع التي اقترضنا لأجلها 12 مليارا ونصف من البنك الدولي. واشار الى "اننا كلنا مع المبادرة الروسية ونريد انجاحها والخلاف الداخلي هو الذي يبقي النازحين على ارضنا". وفي وقت تُستكمل الجلسة في السادسة عصرا، أرجئ البحث في بند دعم فوائد قروض الاسكان الى الجلسة المسائية.

سفر الرئيس في القضاء: على خط آخر، وفيما يلقي رئيس الجمهورية كلمة لبنان امام العالم غدا، في نيويورك، اتخذت قضية سفره وما احاط بها من ملابسات بعداً جديدا، مع بدء مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس تحقيقاته في الموضوع ، في ما اعتُبر اشارة الى وجود خرق أمني للاجراءات المحيطة بأمن الرئيس ورحلاته الرسمية الى الخارج. وقد توجه القاضي جرمانوس الى مطار رفيق الحريري الدولي للإستفسار عن كيفيّة تسريب أسماء الوفد الرئاسي من باب الحيطة الأمنيّة واستمع الى عدد من الأمنيين والموظفين المدنيين للتثبت من صحة هذه المعلومات ودقتها، واتخاذ المقتضى القانوني في هذا الشأن وأفادت المعلومات أنّ الحصول على أسماء الوفد المُرافق سهل لأنّها واردة في كتيّب يتضمّن أرقام المُشاركين في الوفد، من أمنيّين وإعلاميّين وإداريّين وغيرهم. بدورها، افادت مصادر أمنية انه عادة لا تتحرك النيابة العامة العسكرية الا في امور ذات بعد أمني.

باسيل: وليس بعيدا، واصل وزير الخارجية جبران باسيل تصويبه على منتقدي العهد. فحمل أمام وفد لبناني في فيلاديلفيا في الولايات المتحدة، قبل ان ينضم الى الوفد الرسمي في نيويورك على "بعض السياسيين الكاذبين الذين يبعدون الناس عن الحقيقة فهم ملّكونا غواصة وطائرة وربما قمرا اصطناعيا في السابق واليوم يتحدثون عن اربع طائرات وهذه حرب شائعات لقتل الناس بسمعتهم تماما كما يقتلون بالرصاص". واعتبر ان "التشويش هدفه عدم التمييز بين الأوادم والزعران والفاسدين والصالحين، وموضوع الميدل ايست المركب يستحق التحقيق. فرأس الدولة عندما يشوه بهذا الشكل يصبح الامر تعرضا لجميع اللبنانيين ومن يقوم به يفعله عن سابق تصور وتصميم وتخطيط ويجب ان يحاسب لأن هذا الامر لم يعد حرية تعبير. فهم يتنطحون لتأليف اكاذيب مثل كذبة "سيمنز" التي لم تمر الا على من لا يعرف الحقيقة. فلو أخذنا العرض بلا مناقصة كانت قامت القيامة وهم كما دمروا لبنان بالحرب يدمرونه اليوم بالكذبة ومعركتنا معركة الحقيقة نقولها اينما كان".

الراعي مصر: من جهة أخرى وفيما اتصالات التأليف مجمدة، أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي من كندا "أن لا احد من الأفرقاء والكتل النيابية يتزحزح عن مطالبه، مرّت اربعة اشهر من الفراغ الحكومي وهو امر مُعيب جداً، خصوصا اننا خارجون من مؤتمر "سيدر" في باريس، حيث أمّنت الأسرة الدولية مبلغ 11مليارا ونصف المليار دولار لمساعدة لبنان على الانطلاق اقتصادياً، في وقت يموت لبنان اقتصادياً ومالياً بخلاف كل ما يقوله السياسيون". وقال "بما أن ليس من تحرّك إلى الأمام فأنا مصرّ على تأليف حكومة طوارئ مصغرة ومستقلة عن كل الكتل النيابية والحزبية، تضم شخصيات محترمة وقادرة على إجراء الإصلاحات المطلوبة من "سيدر" وإنفاق الأحد عشر مليار دولار وبناء الوحدة الوطنية، وبعدها فليشكلوا الحكومات كما يجب، وانا مصرّ على هذا الحل".

"معا لانقاذ الوطن": على الضفة الاقتصادية، وتحت عنوان "معا لانقاذ الوطن" اطلقت قوى الإنتاج، المتمثلة بالهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام ونقابات المهن الحرة ونقابات قطاع التعليم والادارة العامة، وثيقتها الاقتصادية في لقاء جامع تحت شعار "في مقرّ الاتحاد العمالي، "رفضاً للتأخير في تشكيل الحكومة، وحفاظاً على مقدراتنا وحمايةً لأوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية والإنتاجية وصوناً لبلدنا ومستقبل أجيالنا". وطالبت الأفرقاء السياسيين بـ"الذهاب فوراً إلى تشكيل حكومة جامعة ونوعية وذات مصداقية، البدء بالإصلاحات المالية والادارية والقطاعية، الشروع في مكافحة واستئصال الفساد وإعتباره أولوية وقضية وطنية، اتخاذ قرار حازم بوقف الهدر وشدّ أحزمة مختلف مؤسسات الدولة، والعمل على عودة سريعة وكريمة للنازحين السوريين".

لا لقاء بين ترامب وروحاني: الى ذلك، وفيما الانظار الدولية شاخصة في اتجاه الاروقة الاممية في نيويورك علها تشهد على لقاء بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب والايراني حسن روحاني يكسر حدة المواجهة الشرسة بين الدولتين على خلفية الملف النووي، وهو ما يتطلع اليه ويسعى له الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، أعلن الرئيس الأميركي ان ليست لديه نية للقاء الرئيس الإيراني، لكنه أشار إلى أنه ربما يكون مستعدا لذلك في المستقبل. وكتب على تويتر "رغم الطلبات، ليست لدي خطط للقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني. ربما يوما ما في المستقبل. أنا متأكد أنه رجل لطيف جدا."وكان مساعد كبير للمرشد الاعلى للثورة علي خامنئي أكد  "اننا لن نقبل أبدا عرض ترامب ومايك بومبيو (وزير خارجيته) لقاء زعماء ايرانيين".

انفصاليو الاهواز: الى ذلك، اعلنت وزارة الداخلية الإيرانية في بيان على الانترنت ان "الهجوم الذي أوقع 24 قتيلا في الأهواز جنوب غرب إيران، نفذته مجموعة مرتبطة بانفصاليين". واكدت أنه "تم التعرف الى خمسة أعضاء من مجموعة إرهابية مرتبطة بجماعات انفصالية تكفيرية تدعمها دول عربية رجعية".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o