Sep 24, 2018 3:14 PM
خاص

"هالة النظام الامني الايراني سقطت والاتهامات المتسرعة للتغطية"
عبد القادر: هجوم الاهواز نقل صراع المنطقة الى الداخل الايراني

المركزية- في وقت كانت إيران تقدم لجيرانها والعالم استعراضا عسكريا ضمن فعاليات "العرض السنوي الكبير للقوات المسلحة الإیرانیة لمناسبة أسبوع الدفاع المقدس"، في ذكرى الحرب الإيرانية- العراقية، إضافة

الى مناورات بحرية في الخليج العربي، تلقى الحرس الثوري ضربة قاسية جراء الهجوم المسلح المباغت الذي وقع في الاهواز وأودى بحياة العشرات من جنوده. الهجوم الدامي يشكل اختراقا أمنيا ضخما لأحد أشد المؤسسات الامنية تحصينا في العالم، بعد عام على هجوم البرلمان في صيف 2017. وأبعد من فداحة العملية الارهابية على الصورة الامنية المحصنة للنظام الايراني، يحمل موقع الهجوم رسائل عديدة لنظام المرشد الأعلى، فالأهواز عاصمة إقليم خوزستان المتاخمة للعراق ودول الخليج، تشكل موطن معظم أبناء الأقلية العربية التي تعاني من إهمال الحكومة المركزية، بحيث يصل معدل البطالة في الاقليم إلى 14.5 في المئة أي أعلى من المعدل الوطني البالغ 11.8 في المئة. المسؤولون الايرانيون لم يتأخروا في توجيه أصابع الاتهام الى دولتين خليجيتين وأميركا، متوعدين برد "مدمر"، على منفذي الهجوم. وفي ظل تضارب المعلومات حول الجهة المسؤولة، بعد تبني كل من "داعش" و"المقاومة الوطنية الأهوازية" الهجوم، تكون الساحة الايرانية دخلت في صراع أمني كبير، ففي حال ثبت الاتهام على الثانية يمكن القول إن أنشطة المسلحين الانفصاليين عادت بقوة الى الواجهة بعد سبع سنوات من الهدوء النسبي.

العميد المتقاعد نزار عبد القادر أشار عبر "المركزية" الى أن "النظام الايراني يرفع الصوت الآن ويهدد الولايات المتحدة ودول الخليج، في محاولة لتغطية فشله في منع الهجوم الذي أسقط هالة النظام الامني الايراني"، معتبرا أن "الرد الايراني محدود الخيارات، ولن يكون مباشرا بحيث أن طهران لن تنجر الى حرب كبرى مع أعدائها في المنطقة". واعتبر أن "طهران لا تزال تعاني من تداعيات الهجمات التي تبنتها سابقا ضد أهداف معادية لها، فالهجوم على المركز اليهودي في بيونس أيرس أفقدها الكثير من مصداقيتها أمام المجتمع الدولي، وأضعف صورتها أكثر بكثير من الحرب الايرانية-العراقية".

ولفت الى أن "التسرع في رمي الاتهامات، لن يكون لمصلحة طهران التي لها عداوة مع معظم دول المنطقة، إضافة الى الاكراد، اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية، فكل هذه الجهات لها مصلحة بزعزعة النظام الايراني من الداخل بعد التمدد الذي حققته طهران في المنطقة".

وأضاف أن "طهران تدفع ثمن سياسة الاذرع العسكرية التي زرعتها في عدد من الدول العربية، فبعد سنوات من نجاحها في استثماراتها في الساحات البديلة، محيدة بذلك ساحتها الداخلية عن صراعها مع أعدائها، أتى الهجوم ليقلب هذه المعادلة، ويضع الدولة الفارسية في مأزق أمام شعبها الذي يعاني أصلا من ضائقة اقتصادية كبيرة جراء تخصيص قسم كبير من ميزانية الدولة لدعم حركات خارجية والحرس الثوري الايراني"، مشيرا الى أن "الاهواز شهدت أحداث عنف وتظاهرات قبل الهجوم بأيام وقد يكون الهجوم رأس جبل الجليد الذي يتنظر إيران من اعدائها والحركات الانفصالية في داخلها".

وقال "هناك تقصير واهمال أمني فاضح أدى الى وقوع الهجوم، خصوصا أنه استهدف عرضا عسكريا يفترض أن يكون مطوقا بالكامل ومنذ أيام منعا لأي ثغرات فكيف بالاحرى هجوم دموي كالذي حصل"، مضيفا أن "أي عمل عسكري يسبقه تقييم أمني يحدد الاخطار ومن ثم الوسائل الكافية لتفاديها".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o