Sep 23, 2018 6:35 PM
أخبار محلية

أبو فاعور: الانتخابات جرّت علينا مزيدا من التقوقع

أولم النائب السابق أنطوان سعد في دارته في راشيا، لفاعليات في المنطقة، في حضور عضوي اللقاء الديموقراطي النائبين هنري حلو ووائل أبو فاعور، النائب السابق أمين وهبي، الأكسيريخوس إدوار شحاذي ممثلا المطران الياس كفوري، الاب يواكيم أبو كسم، القاضي وسيم أبو سعد، طبيب قضاء راشيا الدكتور سامر حرب، مسؤول القوات اللبنانية المحامي ايلي لحود، مسؤول "تيار المردة" في راشيا موسى زغيب، وكيل داخلية التقدمي رباح القاضي، رئيس بلدية راشيا بسام دلال، رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ صالح أبو منصور، عضو هيئة مكتب الإتحاد العمالي العام النقابي أكرم عربي، نائب رئيس اتحاد بلديات قلعة الاستقلال عصام الهادي، رئيسة بلدية بيت لهيا جيزيل خوري، المخرج بودي معلولي، أعضاء المجلس المذهبي الدرزي علي فايق، مروان شروف، نضال أبو حجيلي وعدد من رؤساء البلديات والفاعليات.

وألقى سعد كلمة قال فيها: "من دواعي سروري اليوم ان نلتقي قامات كريمة من طينة هذه المنطقة التي تفخر بأهلها الطيبين الصادقين، قامات كرست نهج العيش الحقيقي والشراكة الفعلية، وأغنت هذه القرى بقيم الخير والاصالة. نشأت على حب راشيا وأهلها، بعيدا من التعصب والانحياز والتطرف، وانحزت الى الشراكة والتآخي وقبول الآخر، وهذا ما تعلمته من مسيحيتي التي وجدتها واقعا حقيقيا حين تعرفت وتعمقت بالشهيد الكبير كمال جنبلاط الذي كان فكره ونهجه جوهرة الأديان ونسيجها الروحي، وفي هذه المرحلة الاستثنائية التي يشتد فيها اللعب على الوتر الطائفي والمذهبي، وقف بالأمس وليد جنبلاط ودعا الى التواصل ورفض أساليب الشحن ليلاقي البطريرك الراعي في زيارته إلى الجبل بكل رحابة صدر ومحبة، علها رسالة تصل إلى من يحاول أن يشوه مشهدية التلاقي المسيحي الدرزي، ويطل البعض مغردا خارج السرب الوطني، ناشرا الفتنة بين المذاهب والطوائف، معيدا شبح الإنقسام الذي تجاوزناه، مكرسا منطق الأحادية التي دفنت بعد ولادة اتفاق الطائف الذي كان نتاج تعقل لبناني بعد سنوات الحرب الطويلة".

أضاف: "هي رسالة بكل صدق لتأكيد أن مصالحة الجبل أوثق مصالحة تاريخية عرفها لبنان الحديث، حين وقف جبل قبالة جبل ليعقدا صلحا غير قابل للمساومة أو الانكسار، حين وقف بطريرك المحبة والتسامح والتصالح مار نصرالله بطرس صفير مصافحا وليد جنبلاط في قصر المختارة، بمباركة كنسية واسعة وبترحيب حزبي من غالبية الأحزاب والتيارات والقوى السياسية، ليستفيق البعض في لحظة إقليمية وداخلية حرجة محاولا الإنقلاب على هذه المصالحة وتفريغها من مضمونها. لهؤلاء نقول إن مصالحة الجبل مقدسة، ولا يحاولن أحد أن يمس مقدسات الجبل، واذا كان فائض القوة عند هذا البعض يتيح له نبش القبور والتذكير بسنوات الحرب، فهو واهن وواهم. ورغم ذلك وقف الزعيم وليد جنبلاط بكل شجاعة ووجه دعوة حقيقية لإزالة الحواجز ايا تكن هذه الحواجز، ليكتمل عقد المصالحة، بعيدا من منطق الإستقواء أو الاستلحاق أو الشعور بالتحسس من هذا الانجاز الوطني".

وتابع: "نعيش واقعا لبنانيا مأزوما يتجاوز أزمة تشكيل الحكومة إلى أزمة نظام وكيان، لا بل أزمة وطن، لأن ثمة من يحاول أن ينقلب على اتفاق الطائف، إذ بدأ الإنقلاب عبر قانون انتخاب عنصري مذهبي، قانون مسخ خاطه عقل مسخ، لتكريس منطق التمذهب والتقوقع، قانون العقارب والافاعي كما اسموه، الذي اعتقد انه غرز سكينا قاسيا في جسد الوحدة الوطنية، فأفرز تحالفات هجينة ومركبة وأعادنا الى الوراء، وقد يكرس في السنوات المقبلة مبدأ المثالثة".

وسأل: "ماذا سيفعل صانعو هذا القانون الهجين؟ يجب البحث عن تعديلات جوهرية لهذا القانون".

وختم سعد: "أهلا بكم في بيت وليد وتيمور جنبلاط، في بيت كل المحبين، هذا البيت كما كان على العهد سيبقى مفتوحا لكل أهالي المنطقة، ولئن توقفت عن ممارسة مهامي كنائب، لن أتوقف عن ممارسة دوري الوطني، وسأبقى وفيا لوليد جنبلاط، ولن أنسى ما حييت وقفته الى جانبي وخصوصا ازاء ما حصل في الانتخابات النيابية الاخيرة، فكانت وقفته اهم بكثير من اي مقعد نيابي او وزاري وسنستمر الى جانب تيمور جنبلاط، ويدا بيد مع النائب أبو فاعور الذي له في ذمة المنطقة دين كبير وسنبقى سويا في السراء والضراء".

بدوره قال أبو فاعور: "هذا اللقاء يمثل روح العيش الواحد والمصالحة التي أرساها وليد جنبلاط والبطريرك الرمز الكبير التاريخي مار نصرالله بطرس صفير، هذا الرجل الذي حمل هم لبنان وحمى وحدته، وسيكتب تاريخ هذا الوطن ان المصالحة التي ارساها البطريرك صفير هي التي قادت الى الاستقلال، والاستقلال الذي انجز هو نتاج تلك السياسة الحكيمة والصلبة والمتبصرة ووجهة النظر والرؤية البعيدة لغبطته".

أضاف: "شكرا لواء سعد هذه الدعوة التي نلتقي فيها مع أهل وأصدقاء ومحبين في راشيا ومنطقتها، وقد خضنا وإياك كل السنوات والاستحقاقات الماضية منذ العام 2005 الى العام 2018، سنوات عجاف كان فيها اغتيالات وتهديدات والكثير من التحديات والاستحقاقات، لكن كانت دائما مطعمة بطعم الكرامة والوحدة الوطنية والسيادة والحرية والديموقراطية والاستقلال، حتى اننا كنا نأخذ عليك انك لا تساير ولا تناور، دائما في الموقف الصلب الذي كانت تقتضيه احيانا سياساتنا ان نبارحه الى وقت معين. قلت هذا البيت هو بيت وليد وتيمور جنبلاط، ونحن نقول معك هذا هو بيت وليد وتيمور جنبلاط، وهو بيت كل ابناء راشيا والبقاع الغربي بكل طوائفهم، هو بيت المصالحة. صحيح انك خلعت عنك رداء النيابة ولكن لم تخلع عنك رداء الوطنية، تركت النيابة لكنك لم تترك الدور والموقع الوطني، ومن هذا المنطلق نقول بنيابة او من غير نيابة انت الشريك والصديق ومن نعتبر انه مساحة اللقاء والمحبة والعيش الواحد وركن المصالحة في راشيا، وهذا امر لا يحتاج الى دلائل، انت لم تعبر عنه بالبيانات او التصريحات، بل عبرت عنه بالمسلك والسياسة الصحيحة وبكل الاستحقاقات التي كنت تسعى فيها الى ما يجمع ابناء هذه المنطقة".

وتابع: "للأسف أحيانا تخرج الخطابات بمعنى غرائزي وبمنطلق التحشيد، وكما قلت بان القانون الانتخابي السيء الذكر الملعون الذي اقر، هو الذي عمق الطائفية وأعاد البلاد سنوات الى الوراء في لعنة الصوت التفضيلي وهو صوت شبه طائفي، والذي هو تحايل شكلي وظاهري على القانون المسمى زورا بالقانون الارثوذكسي. رأينا اليوم كيف ان الانتخابات وما أعقبها جرت علينا مزيدا من التقوقع المذهبي والطائفي ومن الغرائز وسنبقى واياك نسير عكس السير ونبحر عكس امواج التعصب والمذهبية التي يريد البعض ان يستفيد منها او ان يستغل هذه القوانين والطروحات لكي يتقوقع اللبناني أكثر فأكثر، كل في حيزه الخاص او طائفته ومذهبه".

وختم متوجها الى سعد: "اذا كان البعض يتعامل معك تاريخيا على اساس انك عقبة في راشيا تم تجاوزها، فنحن نقول لم تكن في يوم من الايام عقبة بل كنت مرتقى للعيش الواحد والمصالحة في راشيا، وانت بعد النيابة ارتقيت أكثر فأكثر، ولن يستطيع ان يتجاوز العلاقة بيننا وبينك كائنا من كان في هذه المنطقة، وسنبقى نأتي الى هذا البيت، بيت اللواء سعد، بيت المصالحة والعيش الواحد، فتحفز وتحضر، لدينا الكثير من الاستحقاقات نخوضها سويا بل لنتقاسم ايضا زاد المصالحة والوحدة الوطنية".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o