Sep 22, 2018 3:43 PM
تحليل سياسي

الحكومة تنكفئ لصالح التشريع وجلستا البرلمان فرصة للتواصل والتبريد
اقتراحات لتذليل عقد التأليف على نار هادئة..و"المردة" يصوّب على باسيل
الارهاب يضرب الاهواز:الحرس الثوري يتهم الخليج..واميركا تحشد أمميا ضد طهران

المركزية- يُتوقّع ان يضيع الملف الحكومي، بأوراقه التي لم تَعرف اي جديد منذ أسابيع، خلف "دخان" الآلة التشريعية التي ستُشغَّل محركاتُها بزخم الاثنين المقبل في ساحة النجمة، في جلسة تستمر حتى الثلثاء. وستتقدّم عليه أيضا اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك التي ينتقل اليها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون غدا، وما يمكن ان تشهده من لقاءات ومحادثات بين الاخير وزعماء العالم. غير ان الحكومة المنتظرة، ستظل الحاضر الابرز في خلفية الصورة. فالمحطات المرتقبة في الداخل والخارج، لا بد وأن تحمل دعوات الى الاسراع في التأليف. فالتحذيرات الدولية من ضياع مساعدات مؤتمر سيدر اذا استمر التخبط، تتوالى، وصرخات العمال وأرباب العمل ترتفع، وهي ستتوحد الثلثاء المقبل، مطالبة السياسيين بوقفة ضمير تنقذ القطاع الاقتصادي المنازع. كل ذلك، في وقت أعرب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اليوم من كندا، عن أسفه لكون "المسؤولين السياسيين في لبنان يخربون اكثر مما يبنون"...

اقتراحات قيد الدرس: لا حراك على خط تأليف الحكومة، أقلّه في العلن. والمراوحة السلبية مستمرة ومرشّحة للتمدد لأسبوع جديد مع سفر رئيس الجمهورية ووزير الخارجية جبران باسيل في الساعات المقبلة الى نيويورك. غير ان مصادر سياسية متابعة لـ"الملف" تقول لـ"المركزية" إن الاتصالات التي يجريها الرئيس المكلف سعد الحريري مع الاطراف المحليين المعنيين بالتأليف وتعقيداته، لم تتوقف يوما وهي ستتواصل في الايام المقبلة، وإن خلف الكواليس، للبحث في مخارج للعقد التي لا تزال تعوق الولادة المنتظرة. وفي السياق، تلفت الى ان ثمة اقتراحات قيد البحث، لا تزال مدار أخذ وردّ، تُعنى في شكل خاص بالحصتين القواتية والاشتراكية، يدرسها الرئيس الحريري مع المعنيين، بعيدا من الاضواء لعدم "حرقها"، قد تساعد في الخروج من عنق الزجاجة. وتوضح المصادر ان هذه الطروحات، التي قد تصبح ناضجة قبيل عودة الرئيس عون من الخارج، تنطلق من المسودة التى وضعها الحريري، ولا تنقضها او تنسفها.

بين المردة والتيار: وفي وقت تبدو حقيبة الاشغال، هي الاخرى، من المطبات الاساسية التي تعترض طريق الحكومة، حيث يتمسك بها تيار المردة ويضع التيار الوطني الحر "عينه" عليها، لفت النائب طوني فرنجية إلى أن "لا بوادر لتشكيل حكومة في الوقت القريب"، متمنيا "نجاح العهد، لأن نجاحه من نجاح لبنان وفشله فشل للبلد". وقال في دردشة مع الاعلاميين في اهدن "العهود الناجحة لا تقاس بما نالته من وزراء بل بماذا قدمت للبنان. لم يعد باستطاعة اللبنانيين التحمل، وجزء منهم كان يعلق الآمال على هذا العهد إلا أنهم يعيشون، اليوم، نوعا من الإحباط بعد تراكم الفشل في عدد من الملفات"، مضيفا "أنصار "التيار الوطني الحر" لم يناضلوا من أجل وزراء وأصهرة بل نضالهم كان من أجل لبنان وهم ضحوا بأنفسهم وأموالهم وحياتهم من أجل البلد وليس من أجل الأشخاص. ليس العهد من يعرقل نفسه بل من يحيط به، لأن فريق العمل هو الذي يقود إلى الفشل احيانا".

ثنائية تشريعية: وسط هذه الاجواء الملبّدة، المجلس النيابي لن ينتظر لتبيان ما قد يتمخّض- او لا- عن المشاورات الخجولة الجارية حكوميا. اذ يلتئم في ثنائية تشريعية هي الاولى له منذ انتخابه، بدعوة من رئيسه نبيه بري الاثنين والثلثاء، وسط اجماع سياسي لافت على المشاركة، خاصة وأن الجلسة تنعقد تحت عنوان "تشريع الضرورة"، والقوانينُ التي ستبحث خلالها مرتبطة بمؤتمر سيدر.. فقد تصدّرت جدول اعمالها مشاريع القوانين التي انجزت في اللجان المشتركة والتي ترتبط بالإصلاحات التي تعهّد لبنان تطبيقها خلال مؤتمر "سيدر"، ومنها الوساطة القضائية، ومكافحة الفساد في عقود النفط والغاز، ونظام الأوف شور للشركات.

لبنان في نيويورك: وبعد الجلسة "المزدوجة" التي ستشهد بلا شك على هامشها لقاءات بين القوى السياسية قد تتطرق الى مساعي التأليف، وستكون مناسبة لتبريد الاجواء وكسر الجليد بين الفرقاء، ستنتقل وجهة الرصد المحلية من ساحة النجمة الى نيويورك. فرئيس الجمهورية، الذي لم تُحسم بعد أجندة لقاءاته في الصرح الاممي، يلقي من على منبر الأمم المتحدة، كلمة لبنان، قبل ظهر الاربعاء المقبل بتوقيت نيويورك (بعد الظهر بتوقيت بيروت). وبحسب ما تقول مصادر مطّلعة لـ"المركزية"، فهو سيتطرق خلالها الى الوضع المحلي، والى القضايا الاقليمية والدولية. وفي السياق، سيجدد الدعوة الى حل النزاعات عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية. كما سيتوقف مطولا عند تحدي النزوح الذي يثقل كاهل لبنان حيث سيشدد على ضرورة عدم انتظار الحل السياسي في سوريا بل المباشرة بإعادة النازحين الى المناطق الآمنة في ضوء المبادرة الروسية في هذا الشأن. كما سيتطرق الى وقف تمويل الولايات المتحدة لمنظمة الاونروا، مصوّبا على الخطوة التي تذهب في اتجاه توطين اللاجئين الفلسطينيين الذي يلتقي اللبنانيون على رفضه رفضا مطلقا. واذ سيشدد على ضرورة المضي قدما في محاربة الارهاب، سيجدد دعوته الى اعتماد لبنان مركزا لحوار الحضارات والاديان.

مركب عكار: وليس بعيدا من مآسي اللجوء، تمكن الجيش اللبناني اليوم من انقاذ عدد من النازحين السوريين الذين غرقوا في عرض البحر مقابل شاطئ عكار، وهم كانوا على متن زورق اثناء محاولتهم مغادرة لبنان بطريقه غير شرعية، وتم نقلهم جميعا الى احد مراكز الجيش في العبدة. واوضحت قيادة الجيش في بيان ان المركب كان على متنه 39 شخصاً وان الدورية انتشلت جثة طفل يبلغ من العمر 5 سنوات وأنقذت الباقين، حيث نقل منهم أربعة إلى مستشفيات المنطقة، بمساعدة الصليب الأحمر اللبناني.

بعلبك – الهرمل: أمنيا، أكد قائد الجيش العماد جوزيف عون من مركز محافظة بعلبك أن "منطقة بعلبك الهرمل مثل غيرها من المناطق اللبنانية، وهي ليست خارجة عن القانون كما يحاول أن يصورها البعض، فالجيش موجود فيها مع سائر القوى الأمنية، والوضع الأمني الذي تحسن في المنطقة لسنا لوحدنا من عمل عليه، فأنتم الأساس في المدينة ونحن عامل مساعد لكم". وأوضح ان "لا يوجد شيء اسمه خطة أمنية، توجد تدابير أمنية متواصلة، نخففها أو نزيدها وفق المعطيات والمعلومات".

عملية الاهواز: اقليميا، هزت عملية ارهابية مدينة الاهواز الايرانية موقعة أكثر من 20 قتيلا من بينهم عناصر في الحرس الثوري الايراني، خلال عرض عسكري. وذكر التلفزيون الايراني أن مسلحين فتحوا النار خلال العرض. وفي وقت تبنّت حركة عربية اهوازية الهجوم، وتنظيم "داعش" أيضا،  اشار متحدث عسكري في الحرس الثوري، في موقف تصعيدي تجاه الدول الخليجية، الى ان "منفذي الهجوم تلقوا تدريبات في دولتين عربيتين خليجيتين ولا ينتمون لداعش لكنهم على صلة بأميركا واسرائيل". من جهته، اكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده سترد على الهجوم "بسرعة وحسم". واتهم ظريف "عملاء نظام أجنبي" بشن هجوم الأهواز محملا "رعاة الإرهاب" في المنطقة وأسيادهم الأميركيين المسؤولية.

ترامب سيفشل: وعشية اجتماعات دولية تعتزم الخارجية الاميركية عقدها على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة، للبحث في سلوك ايران وأذرعتها العسكرية في الشرق الاوسط والعالم، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم في ذكرى الحرب الإيرانية العراقية إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "سيفشل في مواجهة إيران كما فشل صدام حسين". وأكد في كلمة تلفزيونية مباشرة أن إيران ستعزز قدراتها الدفاعية ولن تتخلى عن أسلحتها الدفاعية بما في ذلك صواريخها التي تثير غضب الأميركيين. واعتبر روحاني أن أميركا ستواجه نفس مصير صدام حسين في الحرب الإيرانية العراقية، وقال "نفس الشيء سيحدث لترامب".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o