Feb 08, 2018 7:29 AM
صحف

ساترفيلد: لا نريد إحراج لبنان...لكن!!

فيما يستعد لبنان لاستقبال وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون في ١٥ الجاري في زيارة يُمهّد لها مساعده ديفيد ساترفيلد، الذي تابع امس محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين باحثاً معهم في شؤون المنطقة وقضايا لبنان، علمت «الجمهورية» "ان  ساترفيلد كان صريحاً خلال المحادثات معهم وابلغ اليهم انّ الولايات المتحدة الاميركية «لا تريد إحراج لبنان وانها تدرك جيداً وضعه الداخلي ومحيطه، ولكن عليه ان يعطي رسالة ليس اليها وإنما للعالم مفادها انه ملتزم حقيقة «النأي بالنفس».

وقال ساترفيلد انّ بلاده «دخلت الآن في مرحلة جديدة في المنطقة تقوم على فرز قوى الخير من قوى الشر، وهي تتمنّى ان يكون لبنان في هذا الاطار قوة مساعدة في عمليات السلام المطروحة في المنطقة بالتزام عدم تدخل «حزب الله» في الحرب، وأن يسهّل مشروع بناء الدولة في لبنان ووقف كل العمليات التي تسيء الى الدول الخارجية».

واكد عزم واشنطن على «السير في مشروع العقوبات ضد «حزب الله» حتى النهاية»، مشدداً على «انّ هذه العقوبات غير موجهة ضد الشعب اللبناني ولا ضد الدولة اللبنانية، لكنها ضد الحزب الموجود خارج الدولة اللبنانية وفي اكثر من دولة في المنطقة، ويقف في الجهة التي تخاصم اميركا في منطقة الشرق الاوسط، وإذا كانت واشنطن تأخذ وضع لبنان في الاعتبار، لكنّ ذلك ليس على حساب الاستراتيجية الاميركية الجديدة».

ودعا الحكومة اللبنانية الى «تحمّل مسؤولياتها في هذه المرحلة، وان تعطي دوراً اكبر للمؤسسة العسكرية في أمن لبنان الاستراتيجي وفي صون الحدود وفي تطبيق القرارين 1559 و1701».

وفي ملف النفط، أبدى ساترفيلد «سرور» بلاده «لأن يصبح لبنان دولة نفطية، فهذا امر يساعده على امتصاص ديونه الخارجية وتأمين فرص للاجيال المقبلة وتأمين استقرار اقتصادي ومالي».

لكنه دعا الى «درس اكثر للتعاطي مع ملف النفط لأنه ليس ملفاً عادياً، بل هو استراتيجي ويدخل في اطار الامن والسلام في المنطقة». ووعد بأن تُجري بلاده اتصالات مع اسرائيل «لكي لا تؤذي لبنان في هذه المرحلة»، مشيراً الى «انّ فريقاً اميركياً يدرس مدى صحة مزاعم اسرائيل بأنّ البلوك 9 ليس لبنانياً».

وتحدث ساترفيلد عن «انطلاق عملية السلام العربي-الاسرائيلي في المرحلة المقبلة في حال نجحت التسويات في المنطقة»، وطلب «ان يكون لبنان عنصراً فعّالاً إنطلاقاً من مبادرة الملك عبد الله للسلام في قمة بيروت عام 2002». كذلك اكد استمرار بلاده في «دعم الجيش اللبناني وضرورة ان يكون العامل الوحيد في الاستقرار». وأبدى «انزعاج الادارة الاميركية من الاحداث الاخيرة»، معتبراً «انها مؤشر على هشاشة الاستقرار اللبناني وضعف الدولة امام قوى الامر الواقع».

من جهة ثانية، وضعت شخصية لبنانية مقرّبة من الدوائر الأميركية عبر "الاخبار" زيارة ساترفيلد في إطار «استطلاع رأي مسؤولين لبنانيين، على رأسهم الحريري، حول عدّة أمور، لا تتعلّق فقط بالجدار الإسمنتي الذي تعتزِم إسرائيل بناءه، ولا البلوك رقم 9 الذي ادّعت مُلكيته»، بل إن الأهم من هذين الملفين هو «التوضيحات التي سيطلبها المسؤول الأميركي عن بعض تصريحات الحريري بشأن حزب الله، والتأكيد على صياغة علاقة مع إدارة ترامب متحدة لمواجهة ضغط الكونغرس باتجاه تخفيض أو قطع المساعدات عن لبنان» .

ونقلاً عن الدوائر نفسها، تقول الشخصية اللبنانية إن «سياسة الأميركيين تجاه المنطقة تغيّرت عمّا كانت عليه في عهد الرئيس السابق باراك أوباما»، لذا «سيستفسر الضيف الأميركي من المسؤولين اللبنانيين عن مدى قابلية الإدارة اللبنانية على التفاعل مع خطّة التضييق التي تتبعها الإدارة الأميركية ضد الحزب، خصوصاً أنها لمست أن العقوبات المالية بدأت تؤتي ثمارها» على حدّ تعبيرها. وبحسب هذه الشخصية «سيربُط الزائر الأميركي التعاون اللبناني بالمساعدات الأميركية، التي وصلت في عام 2017 إلى حوالى 383 مليون دولار (مساعدات إنمائية واجتماعية وتربوية ودفاعية)، إضافة إلى 250 مليون دولار إلى قوات الطوارئ العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، من باب أن توقيف هذه المساعدات سيهزّ الاستقرار في لبنان».

وعطفاً على التهديدات الأمنية المُتصاعدة من الجانب الإسرائيلي، أكدت هذه الشخصية أن «الأميركيين يرفضون حصول أي احتكاك لبناني ــ إسرائيلي»، لكنهم «في محادثاتهم مع الجانب اللبناني سينقلون رسائل عدّة كانوا قد تلقّوها من الإسرائيليين بأن الحرب مع لبنان باتت أقرب من أي وقت مضى»، لأن «قواعد اللعبة التي أدت إلى المحافظة على الهدوء والاستقرار على جانبي الحدود منذ عام 2006 قد سقطَت، وأن الإسرائيلي بات يعتبر حزب الله تهديداً وجودياً له نتيجة تعاظم قوّته، وهو جادّ في تهديداته تجاه لبنان، ويرى أن اللحظة الإقليمية والدولية مؤاتية له، وربما لن تتكرّر في السنوات المقبلة». وأشارت أنهم سيطلبون أيضاً توضيحات من «الجهات اللبنانية الرسمية عن حقيقة محاولات إيران بناء مصانع أسلحة وصواريخ في لبنان»، لأن «وجودها سيكون الحجّة التي ستستخدِمها إسرائيل لفتح المعركة، ولن يكون بالإمكان ردعها»، على حدّ تعبير الشخصية اللبنانية نفسها!

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o