Sep 18, 2018 3:44 PM
خاص

اتفاق إدلب مؤشـر اضافي الى ذهاب المنطقة نحو التسـوية الكبرى
اجتماعات نيويورك فرصة لعرض سبل تنسيق الجهود لتزخيم الحلول

المركزية- نزعت القمة التي جمعت أمس الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان في سوتشي، فتيل المواجهة العسكرية في إدلب، بين النظام السوري والفصائل المعارضة المتواجدة في المحافظة الشمالية الحدودية.

فقد انتهى اللقاء الثنائي الى اتفاق يقضي بإقامة منطقة منزوعة السلاح بعرض يتراوح بين 15 و20 كيلومترا على طول خط التماس ابتداء من 15 تشرين الأول من هذا العام. وستسيطر "وحدات من الجيش التركي والشرطة العسكرية الروسية على هذه المنطقة بعد إخلائها من السلاح الثقيل التابع "لجميع فصائل المعارضة" بحلول العاشر من تشرين الأول المقبل. وينص الاتفاق أيضا على أن تنسحب جميع الفصائل المسلحة التي وصفت بالمتطرفة من المنطقة المنزوعة السلاح، بما فيها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا)، كما أن حركة السير على طريقي حلب-اللاذقية، وحلب-حماة ستستأنف قبل نهاية العام الجاري.

ومع ان طهران ودمشق كانتا تفضّلان اعتماد الخيار العسكري للحسم في ادلب، علّهما تتمكنان من صرف المواجهة المفترضة في سوق التسوية السياسية المرتقبة للازمة السورية، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، أشاد اليوم بنتائج الاجتماع الروسي التركي في سوتشي، واصفا إياها "بالدبلوماسية المسؤولة". أما الحكومة السورية فرحبت بالاتفاق الروسي التركي بإقامة منطقة عازلة في إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة، وتعهدت بالمضي قدما في "حربها ضد الإرهاب حتى تحرير آخر شبر من الأراضي السورية سواء بالعمليات العسكرية أو بالمصالحات المحلية". ونقل التلفزيون عن مسؤول في وزارة الخارجية قوله "هذا الاتفاق كان حصيلة مشاورات مكثفة بين الجمهورية العربية السورية والاتحاد الروسي وبتنسيق كامل بين البلدين".

وبعيدا من التفاصيل السورية، تقول المصادر ان الحل لمعضلة إدلب يشكل دليلا اضافيا الى ان المنطقة مقبلة نحو تسوية كبرى، توقف المواجهات العسكرية التي تجتاحها وترسي حلولا سياسية لنزاعاتها. ففي العراق، تشير المصادر الى ان انتخاب محمد الحلبوسي (محافظ سابق للانبار) رئيسا لمجلس النواب، هو في الواقع نتاج توافق أميركي – ايراني – سعودي، ويتم البحث حاليا عن  شخصية مستقلة لتولي رئاسة الحكومة تكون ايضا محط توافق اميركي ايراني سعودي.

أما في اليمن، فبحث الحوثيون مع مبعوث الامم المتحدة مارتن غريفيث منذ ايام في مسقط، ترتيبات عقد مشاورات سلام جديدة "في أقرب وقت"، بعد إلغاء محادثات كانت مقررة في جنيف بسبب مطالبة الحوثيين بضمان عودتهم الى صنعاء. واعلنت وكالة "سبأ" الناطقة باسم الحوثيين أن اللقاء ناقش "الأسباب" التي حالت دون مشاركة الوفد في مشاورات جنيف، و"الترتيبات اللازمة" لعقد لقاء جديد "في أقرب وقت".

ورغم استمرار المناوشات في هذه الميادين، يبدو المناخ العام ذاهبا نحو تفعيل الاتصالات لاسكات المدافع وإجلاس المتخاصمين الى طاولات الحوار للبحث في سبل الحل السياسي، وقد يشكل اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة الاسبوع الطالع وما سيعقد من لقاءات بين زعماء العالم على هامشها، فرصة للبحث في سبل تنسيق الجهود الدولية لتزخيم الحلول...

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o