Sep 18, 2018 1:57 PM
خاص

هذه ابعاد الحراك الفرنسي على خط تسريع تشكيل الحكومــة
باريس تنتظر تقرير فوشيه للمبادرة وتداعيات "النووي" حاضرة

المركزية- في قصر بعبدا، حطّ امس السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه حيث أجرى ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون جولة افق تناولت، الى الاوضاع العامة والعلاقات الثنائية، ملف تشكيل الحكومة تحديدا. واشار فوشيه الى ان بلاده تبدي اهتماما خاصا بهذا الموضوع لاسيما لجهة متابعة تنفيذ قرارات وتوصيات مؤتمر "سيدر"، كاشفا ان زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لبيروت ستتم بين 11 و 14 شباط المقبل.

الحركة الفرنسية في اتجاه بعبدا لبحث الازمة الحكومية كما الاعلان عن موعد زيارة ماكرون للبنان، لم يمرا من دون توقف المحللين السياسيين عند ابعادهما، خصوصا في ظل معلومات عن دخول باريس مباشرةً على خط المساعدة، علّها تستطيع ان تسهم في وضع حد للنزاع الحائل دون ابصار الحكومة النور بما ينعكس سلبا على مؤتمر "سيدر" ويتهدد المساعدات التي اقرت للبنان خلاله وتناهز الـ12 مليار دولار، كما على الدولة الفرنسية التي جهدت في سبيل اقناع الدول للمشاركة وتقديم الدعم، فيما تسائلها اليوم عما يفعل لبنان في هذا السياق، واين اصبحت الاصلاحات الموعودة والحكومة المولجة تنفيذها.

وتحت عنوان "ماذا يمكن لفرنسا ان تفعل" لاخراج لبنان من الازمة قبل ان تتبخر المساعدات والدعم الخارجيين، افادت اوساط دبلوماسية غربية "المركزية" ان اجتماعات عدة عقدت بين مسؤولين فرنسيين معنيين بحثت في الخطوات الممكن ان تقدم عليها باريس لدفع اللبنانيين الى تشكيل حكومتهم، على غرار ما فعلت إبان ازمة استقالة الرئيس سعد الحريري حينما تمكنت من خلال شبكة اتصالاتها الاقليمية من انهائها. وانقسمت اراء هؤلاء حول المسار المفترض اعتماده لحل الازمة بين من يرى وجوب البحث عن المخارج لدى ايران والسعودية، وبين من يقول ان الازمة لبنانية صرف ولا تأثير للخارج المنهمك بأزماته فيها، ويعزز موقفه هذا بأن علاقة فرنسا مع ايران وحتى مع السعودية لم تعد كما كانت إبان ازمة الشغور الرئاسي او اثناء استقالة الحريري. فالجمهورية الاسلامية عاتبة على اوروبا عموما وفرنسا خصوصا بفعل خروج الشركات الفرنسية العملاقة من ايران تجنبا لشظايا العقوبات الاميركية، واخفاق باريس في حمل الرئيس الاميركي دونالد ترامب على التخفيف من عدائيته والبقاء في الاتفاق النووي وتليين موقفه افساحا في المجال لحوار بين واشنطن وطهران عبر الدول الموقعة على الاتفاق.

وتخللت الاجتماعات، تضيف الاوساط، نقاشات مستفيضة في بعض التفاصيل المتصلة بالعقد والعراقيل الحائلة دون انهاء الازمة. ووصف بعض المسؤولين الفرنسيين النقاش حول الاوزان والاحجام والقراءة في نتائج الانتخابات بانه عقيم كمن يبحث عن جنس الملائكة، فلا بد من تشكيل حكومة وحدة وطنية تتمثل فيها المكونات السياسية وتعتمد سياسة النأي بالنفس والمحافظة على الاستقرار واحترام وتطبيق القرارات الدولية. وطرحت جملة اقتراحات من بينها استعداد فرنسا، اذا رغب اللبنانيون، استضافتهم في مؤتمر لمناقشة الازمة على غرار مؤتمر سان كلو، وكان اقتراح بتوجيه الدعوة الى رئيس مجلس النواب نبيه بري لزيارة باريس على رأس وفد برلماني يمثل المكونات السياسية في المجلس للبحث في المخارج، لذلك وجه رئيس الجمعية الوطنية الدعوة الى الرئيس بري الذي شكره على المبادرة واعدا بتلبيتها بعد تشكيل الحكومة.

وينتظر الرئيس ماكرون كما تؤكد الاوساط، تقرير السفير فوشيه في شأن الازمة لتحديد الخطوة الفرنسية التالية، بعد انهاء جولته على المسؤولين لمعرفة مكمن المشكلة الحقيقي بعيدا من تبادل الاتهامات، فتعمد باريس انذاك الى التحرك الفعلي. إما في الداخل مع القوى السياسية المعنية او في الخارج باعتماد القنوات الخلفية للمفاوضات. لكن وقبل ان تستهل تحركها، تلفت الاوساط، الى انها حرصت على تحديد موعد زيارة الرئيس ماكرون للبنان في 11 شباط المقبل لتؤكد عزمها وجديتها في السعي لحل الازمة الحكومية قبل هذا التاريخ، فيتسنى لماكرون البحث مع المسؤولين في كيفية تنفيذ مقررات المؤتمرات وتسويقها لانقاذ الاقتصاد.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o