Sep 15, 2018 3:49 PM
تحليل سياسي

بعد السـعودية...سهام الانتقاد الى الكويت والقضاء يتــحرك
حركة مثلثة الاطراف بين بعبدا وبيت الوسط ولا "صحـة" للحزب
محمد الحلبوسي المدعوم ايرانيا رئيسـا للبرلمـان العراقـــي

المركزية- الى هموم وازمات اللبنانيين المتراكمة سياسيا واقتصاديا ومعيشيا وحتى دستوريا، اضيفت اليوم ازمة مفتعلة جاءت لتزيد مدماكا الى جدار محاولات تعكير العلاقات مع الدول الخليجية. ففيما تراجعت وتيرة الحملات التي يشنها حزب الله على المملكة العربية السعودية، بدأت طلائع حملة اعلامية على الكويت من بوابة موقف اعتبره الرئيس سعد الحريري "تطاولا على الكويت وأميرها الذي نكن له كل احترام وتقدير ونحفظ له في قلوبنا مكانة خاصة لما له من تاريخ مشرف في الوقوف الى جانب اللبنانيين في السراء والضراء."

الموقف اطلقه الاعلامي سالم زهران عبر قناة "المنار" اعتبر فيه "إن أمير الكويت الذي ذهب للولايات المتحدة لإجراء فحوص طبية، استدعي من قبل الرئيس الأمريكي لخمس دقائق، حيث طلب منه إلغاء عقود موقعة مع الصين بقيمة 11 مليار دولار، والتوقيع مع شركات أميركية على عقود بقيمة 14 مليار دولار". الكلام استوجب ردا من وزارة الإعلام الكويتية التي سارعت الى الاستنكار في بيان اعتبرت فيه "ان ما أورده هذا الإعلامي يمثل افتراء وادعاء وتزييفا للحقائق وتضليلا للرأي العام بادعاءات صاغها بعيدا من الواقع تشمل إساءات تكشف عن نوايا شريرة ومقاصد خبيثة لن تنال من العلاقات الأخوية والتاريخية بين لبنان والكويت ولن تعكر صفو هذه العلاقات أبدا".

القناعي في بيت الوسط: وعلى الاثر، وبعد بيان استنكار من تيار المستقبل ومطالبة بتحرك قضائي، كلّف النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمّود قسم المباحث الجنائية المركزية تفريغ مضمون المقابلة التي اجراها الصحافي زهران تمهيدا لاجراء المقتضى القانوني، فيما تحرك السفير ​الكويتي في ​لبنان​ ​عبد العال القناعي​، في اتجاه ​بيت الوسط​ حيث استقبله الرئيس ​الحريري​، واعلن بعد اللقاء "ان الكويت واميرها الشيخ صباح الاحمد جابر الصباح حفظه الله ورعاه هو قامة وهامة عربية ودولية اسلامية رفيعة، لا تلتفت الى الصغار والصغائر من الامور. المقابلة التي جرت اطلعتم عليها وما يثلج الصدر ويسعدنا ان الردود على هذا الشخص والمدعي من لبنان اكثر من اي جهة اخرى. ثانيا، اود ان اقول ان علاقة الكويت بلبنان هي علاقة تاريخية متجذرة لا يمكن ان تتأثر بهذه الصغائر ومعروف الهدف من ورائها، ومن هو المدعي؟ يعني هذا الشخص هو من وجهة نظري ونظر الجميع انما هو تابع لمتبوع وكلما تأزم المتبوع اوحى الى تابعه بالنفخ  في العلاقات العربية -العربية. لكن اؤكد للجميع انه لا يمكن لهؤلاء المدعين والمتحزلقين ان يؤثروا في هذه العلاقة الراسخة التي بنيّت على قواعد واصول سليمة، ولا يمكن ان تتأثر بمثل هذه الصغائر. واوضح ان الحريري

اعرب عن استنكاره واستيائه الشديد لهذا الامر، ووعد باتخاذ كافة الاجراءات الكفيلة لردع هذا الشخص عن ادعائه وغيه.

اتصالات ثلاثية: في المقلب الحكومي، وفي وقت امل الرئيس المكلف سعد الحريري "ان تزول الخلافات التي نراها في تشكيل الحكومة"، وقال "ايماني بأن كل الافرقاء السياسيين يعرفون التحديات التي تواجهنا، اكانت اقليمية او امنية او اقتصادية او بيئية. ويجب علينا ان نتواضع قليلا ونفكر اكثر بالبلد، لان الوضع الاقتصادي بحاجة الى عناية، ونحن لدينا فرصة تاريخية من خلال مؤتمر "سيدر" للنهوض بالبلد، كشفت مصادر مطلعة لـ"المركزية" عن استمرار الإتصالات بعيدا من الأضواء على اكثر من مستوى ورصدت امس حركة مشاورات بين بعبدا وبيت الوسط ووزارة المالية تناولت في جوانب منها بعض المقترحات المطروحة للخروج من المازق الحكومي عبر اعادة نظر بالتشكيلة الحكومية الأخيرة التي رفعها الرئيس المكلف الى رئيس الجمهورية في 3 ايلول الجاري في ضوء الملاحظات التي عبر عنها رئيس الجمهورية. وقالت هذه المصادر ان الإتصالات تكثفت امس بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تشكيل الحكومة بصفته رئيسا لحكومة تصريف الأعمال ووزارة المالية بهدف معالجة ما طرأ من ردات فعل على ما رافق الكشف عن مهلة نهاية ايلول الجاري لتطبيق ما قضت به الضريبة المقطوعة بالنسبة الى الشركات والمؤسسات والمهن الحرة. وقالت المصادر لـ"المركزية" ان رئيس الجمهورية ضم رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان الى لائحة الموفدين الشخصيين في الملف الحكومي وهو من اوفده الى بيت الوسط ووزارة المال من اجل المشاركة في صياغة المخرج الذي تم التفاهم بشأنه وقضى بتأجيل تطبيق هذه الضريبة الى العام 2020.  وعلى هامش الحوار الإقتصادي والمالي تناول البحث ما هو مطروح من تعديلات على التشكيلة الحكومية الأخيرة وسط تكتم شديد على المخارج الممكنة.

من بيت الوسط الى بعبدا: فكنعان الذي التقى الرئيس الحريري في بيت الوسط بعد الظهر، تضيف المصادر، عاد عصرا الى بعبدا واطلع رئيس الجمهورية على ما جرى التفاهم بشأنه وكذلك بالنسبة الى ما تناوله البحث في التشكيلة الحكومية. وأضافت: ان المخارج التي بدأ البحث بشأنها بين الوزيرين جبران باسيل وغطاس خوري قبل عشرة ايام تقريبا في اعقاب زيارة خوري الى قصر بعبدا في السابع من ايلول لم تبلغ بعد حدود التوافق توصلا الى مخرج قابل للتنفيذ. فلم يتم التفاهم نهائيا على استعادة رئيس الجمهورية حقيبة وزارة العدل بعدما ربطت القوات تخليها عنها وعن إحدى الحقائب الأربعة التي نالتها في تشكيلة الحريري المبدئية والقبول بحقيبة دولة بحصولها في المقابل على حقيبة سيادية من الحقيبتين المسيحيتين وهو ما يعني ان الحديث عن حل عقدة العدل يظهر لاحقا انه تسبب بعقدة اكثر صعوبة. واضافة لم تتوفر بعد اي صيغة حلل للعقدتين الدرزية والسنية فرئيس الجمهورية متمسك بمقعد سني يخصه دون ان يحتسب على سنة 8 آذار، ولذلك يقال ان هناك مخرجا يقضي باختيار الحريري لوزير سني يشكل نقطة تقاطع مع السنة من خارج تيار المستقبل.

لا "صحة" لحزب الله؟ وليس بعيدا، كشفت مصادر وزارية مطلعة لـ "المركزية" ان الفيتو الأميركي على اعطاء حزب الله وزارة الصحة بات مؤكدا وأن اسلوب الرفض الأميركي تعدى النصح للحريري الى مرحلة التنبيه من خطورة فرض عقوبات ووقف المساعدات للقطاع الصحي اذا ما تم ذلك. وهو ما تبلغه الرئيس نبيه بري ايضا بشكل معين ويسعى بالتعاون مع الحريري وحزب الله لمواجهة هذه العقدة التي تم احياؤها بعدما اعتقد البعض انها حلت او انها قابلة للحل.

باسيل وافشال العهد: اما مسلسل تبادل الاتهامات في شأن عرقلة التشكيل فلم ينحصر في الداخل، بل تمدد الى كندا، حيث يفتتح وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل في السادسة والنصف مساء بتوقيت بيروت رسمياً "مؤتمر الطاقة الاغترابية الاقليمي الثالث لشمالي اميركا"، اذ اكد خلال مأدبة عشاء اقامها على شرفه "كولكو كندا" ان "آخر تهمة وجهت لنا اننا نعرقل تشكيل الحكومة، كيف يمكن لأحد ان يعرقل نفسه؟ ويتهموننا بأن وزارة الطاقة معنا ولا نريد توفير الكهرباء للمواطنين، كل ما هو غير منطقي يرمونه علينا. وهناك من يتباهى بالحديث عن أن العهد، فشل، وممن اعتبروه انه ولد فاشلا من اليوم الاول حتى انهم لم يعطوه اي فرصة".أضاف "يمكن ان نفهم سياسيا انهم بتأخيرهم تشكيل الحكومة يُفشلون العهد، واذا ليس من حكومة اصلا يكون افضل لهم. هؤلاء نفهمهم اذا طالبوا بأمور اضافية ليست من حقهم، لأن هدفهم معروف وهو افشال رئيس الجمهورية وافشال ما يسمّى اليوم بمشروع توافقي او ما يسمونه تسوية رئاسية، وهو توافق بين اللبنانيين وبين كل المكوّنات اللبنانية حتى تسير الامور في البلد.اقول لكم ان البعض لا يريد حكومة في لبنان وغير مستعجلين وسعداء بعرقلة تشكيل الحكومة وهذا هو هدفهم.

الراعي لحكومة طوارئ: وليس بعيدا من الملف الحكومي، شدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على "ان قيمة لبنان بمكوناته المتنوعة ولا يمكن الاستغناء عن اي مكوّن، فأهمية لبنان هي بتعدديته وبحرياته".وقال من منطقة الباروك حيث بدأ زيارة راعوية الى الشوف "نجدد اليوم ايماننا بلبنان والتزامنا بمعاني النشيد الوطني لكي نترجمه في عملنا السياسي والوطني."، لافتا الى "اننا نعيش اليوم ازمة محبة وازمة ثقة تتسبب في تأخير تشكيل الحكومة"، مؤكداً "ان حكومة الوحدة الوطنية تبدأ بالمصالحة الوطنية الشاملة"، داعيا إلى "حكومة طوارئ حيادية للحفاظ على لبنان".

الحلبوسي رئيسا للبرلمان العراقي: عراقيا، انتخب مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي (المدعوم من التحالف الموالي لايران) رئيساً في جلسة استغرقت ساعات خرقتها انسحابات لكتل سياسية كبيرة من الجلسة وعودتها للقاعة لاحقا، بحسب ما افادت المعلومات. وشارك في جلسة الانتخاب 251 نائباً، واُعيدت جولة الانتخاب لعدم حصول اي مرشح على الأغلبية المطلقة. وكانت انطلقت جلسة مجلس النواب العراقي الجديد المخصصة لاختيار رئيس للمجلس من بين 4 مرشحين فقط، هم: اسامة النجيفي، محمد الحلبوسي، خالد العبيدي ومحمد الخالدي بعد انسحاب 4 هم: طلال الزوبعي، رعد الدهاكي، احمد عبد الله الجبوري ومحمد تميم. وفي مستهل الجسة انسحب "ائتلاف سائرون" الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، اكبر كتلة حصلت على مقاعد في البرلمان الجديد، كما انسحب نواب الحزب "الديمقراطي الكردستاني" من الجلسة ايضاً، قبل ان يعودوا لاحقاً للمشاركة في الجلسة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o