Sep 14, 2018 9:08 PM
متفرقات

حاصباني أطلق حملة التوعية على الصحة النفسية

أطلق نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال غسان حاصباني الحملة الوطنية للتوعية على "الصحة النفسية"، في حفل أقيم في ساحة النجمة - وسط بيروت، في حضور ممثلين عن قادة الأجهزة الأمنية وجمعيات المجتمع المدني ومواطنين.

وتخللت الاحتفال شهادات لأشخاص خضعوا للعلاج النفسي شرحوا فيها "أهمية أن يتم العلاج مع اختصاصيين"، وتوزيع دروع تكريمية على المشاركين في الحملة.

حاصباني
وألقى حاصباني كلمة قال فيها: "علينا تعزيز الصحة النفسية السليمة ليكون لدينا مجتمع سليم. في كل دول العالم، الصحة النفسية مسألة ذات أهمية محورية، اذ لا صحة من دون صحة نفسية، فالاضطرابات النفسية منتشرة أكثر بكثير، مما يعتقد الناس بمعظمهم. وهناك شخص من كل 4 أشخاص سيمر في اضطراب نفسي خلال حياته. ورغم ارتفاع معدل انتشار الاضطرابات النفسية في لبنان، كما في كل أنحاء العالم، لا تزال خدمات الصحة النفسية العالية الجودة غير متوافرة".

أضاف: "يعاني 9 من كل 10 أشخاص اضطرابات نفسية، ولا يمكنهم الوصول إلى الرعاية التي يحتاجون إليها بسبب عوامل عدة، منها عدم توافر الخدمات، والأهم الوصمة الاجتماعية. وتساهم في هذه الوصمة مجموعة من المفاهيم الخاطئة والشائعة حول الصحة النفسية، والتي تشكل حاجزا أمام الناس يمنعهم من التحدث عن معاناتهم وطلب المساعدة والوصول إلى الخدمات المناسبة لمساندتهم في مسيرة التعافي، فالأمر لا يزال لدى بعضهم "عيبا" ومحرما تناوله tabou. كما أن قلة المعرفة بالصحة النفسية تمنع الاشخاص أيضا من إدراك أن ما يمرون به هو اضطراب نفسي يمكن معالجته".

وتابع: "لذلك، حان الوقت لنتحدث عن الصحة النفسية ونكسر حاجز الخوف أو الخجل ونصحح المفاهيم حولها، فالاضطراب النفسي هو حال صحية، وهناك علاج فعال لهذه الاضطربات، كما هي حال الاضطرابات الصحية الجسدية. ومع العلاج المناسب، يمكن للشخص أن يتعافى ويعيش حياته بشكل طبيعي".

ولفت حاصباني إلى أن "وزارة الصحة اللبنانية تغطي كلفة الاستشفاء في مستشفيات الأمراض النفسية، إضافة إلى تأمين الأدوية النفسية للمرضى الذين ليست لديهم جهة ضامنة. كما أطلقت في عام 2014 البرنامج الوطني للصحة النفسية، بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية واليونيسيف والهيئة الطبية الدولية. وكذلك، تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية الأولى للصحة النفسية لإصلاح واعادة هيكلة نظام الصحة النفسية في لبنان"، وقال: "ضمن نطاق توفير خدمات الصحة النفسية، تقوم وزارة الصحة حاليا ببناء نظام مستند على الخدمات المجتمعية سيسمح للأشخاص بالحصول على الخدمات المناسبة العالية الجودة في المكان الأقرب إلى مكان سكنهم، وسيتم ذلك من خلال دمج الصحة النفسية في الرعاية الصحية الأولية وتدريب أكثر من 75 مركز رعاية صحية أولية على رأب الفجوة في الصحة النفسية".

أضاف: "كذلك، تعمل وزارة الصحة، بالتعاون مع مختلف الشركاء، على إنشاء مراكز صحة نفسية مجتمعية، وتم انشاء مركزين اثنين من هذه المراكز حتى الآن، وهناك خطة لانشاء 6 مراكز أخرى خلال العام المقبل. وستبدأ الوزارة بتغطية الصحة النفسية كجزء من مشروع "التغطية الصحية الشاملة" بدعم من البنك الدولي ضمن هذه المراكز. وإضافة إلى تغطية كلفة الاستشفاء للرعاية النفسية، بدأت الوزارة بالتعاقد مع مستشفيات عامة تحتوي على وحدة للطب النفسي وتدريب موظفي أقسام الطوارئ على كيفية التعامل مع الأشخاص الذين يمرون في حالة نفسية. وتم وضع قائمة موحدة للأدوية وإطلاق دليل توجيهي للوصفة الطبية المرشدة للأدوية النفسية، ووضع إرشادات ومعايير الإعتماد لخدمات الصحة النفسية بهدف ضمان جودة عالية من الخدمات تتماشى مع أحدث الأدلة العلمية".

وختم حاصباني: "لفترة طويلة جدا، كانت الصحة النفسية مهمشة، عالميا وفي بلادنا أيضا. لقد تغير ذلك الآن، وبدأ عهد جديد للصحة النفسية في لبنان، حقبة تعتبر فيها الصحة النفسية حاجة وحقا لكل شخص يعيش في لبنان، فلا تترددوا أن تحكوا عن صحتكم النفسية، "صار وقت نحكي"، وهناك من يصغي".

شماعي
وكان الحفل قد استهل بالنشيد الوطني وعرض فيلم عن أهمية التوعية على الصحة النفسية، ثم ألقى الدكتور ربيع شماعي كلمة قال فيها: "للأسف، حين يسألني أحدهم عن الاختصاص الطبي الذي أعمل فيه، ويعرف أني طبيب نفسي تكون ردة فعله مفاجئة، ويقول: طبيب مجانين، إن شاء الله ما منعوزك بحياتنا". أما أنا فيكون جوابي يمكن أن يتعرض معظمنا لضغوط واضطرابات نفسية، ويمضي في حياة طبيعية. وللأسف، يلجأ البعض إلى استشاراتي، ولكن بشرط خارج العيادة، كأنه يخجل من العلاج السليم، وكل ذلك يعود إلى ضعف التوعية على الصحة النفسية".

وأكد أن "هناك خوفا من الحديث عن الصحة النفسية"، وقال: "من أجل ذلك، يمكننا القول حان الوقت للتوعية على الصحة النفسية".

وطالب الاعلام ب"الإضاءة على أهمية التوجه إلى الطبيب للتشخيص في حالات الاضطرابات النفسية بهدف تلقي العلاج اللازم في الوقت الصحيح"، وقال: "علينا أن نتعاون مع الاعلام لتحقيق صحة نفسية سليمة لمجتمع سليم".

عناني
من جهتها، تحدثت مديرة منظمة "أبعاد" غيدا عناني عن "أهمية إطلاق الحملة الوطنية الثالثة للتوعية على الصحة النفسية، بالشراكة مع وزارة الصحة العامة اللبنانية"، لافتة إلى "أهمية تكاتف هيئات المجتمع المدني والجمعيات المختصة مع وزارة الصحة العامة لتعزيز الصحة النفسية".

خان
بدوره، تحدث علي خان من السفارة الكندية، فأكد "أهمية هذه الحملة".

راضي
وألقت مديرة البرامج في منظمة الصحة العالمية في بيروت الدكتورة إليسار راضي كلمة قالت فيها: "نجتمع اليوم لإطلاق الحملة الوطنية الثالثة للتوعية على الصحة النفسية، التي تنظمها وزارة الصحة، مع العلم أن الإنسان أيقن منذ العصور القديمة أهمية الصحة النفسية، فاختارت حضارة اليونان على سبيل المثال آلهة للصحة النفسية كإله قلق وإله سعادة".

وأشارت إلى أن "هناك علاقة بين الصحة والراحة النفسية والصحة النفسية"، لافتة إلى أن "المجتمع الذي يتمتع أبناؤه بصحة نفسية تزيد السعادة 20 بالمئة فيه. أما محاربة الفقر فتزيد فقط السعادة في المجتمع"، وقالت: "ما زال يعاني 450 مليون شخص في العالم من مشاكل نفسية. وفي كل عام، هناك أكثر من مليون حالة انتحار و20 مليون محاولة انتحار. وكذلك يؤكد العلم الحديث أن الصحة النفسية تؤثر في الامراض المزمنة وفي إنتاج الفرد في المجتمع.

ورأت أن "دمج معالجة الصحة النفسية في التعليم والرعاية الاجتماعية وقطاع الصحة يساهم في التخفيف من أعداد المرضى المصابين بالاضطرابات النفسية"، وقال: "نحن ملتزمون دعم هذا الملف، بالتعاون مع وزارة الصحة العامة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o