Sep 13, 2018 2:35 PM
خاص

"فوستوك 2018" المناورة الروسية - الصينية العسكرية الأكبر
هل تسعى روسيا الى الالتفاف علــــى العقوبات الاميركية؟

 

المركزية – تقوم روسيا حالياً بأكبر مناورة عسكرية منذ العام 1981. هذه المناورة التي بدأت في 11 ايلول وتستمر لخمسة أيام بمشاركة الصين تم التسويق لها كأكبر لعبة حرب منذ عقود، تجري في شرق سيبيريا في منطقة فوستوك vostok تحت اسم "فوستوك 2018 " ويشارك فيها 300 ألف جندي روسي اي ما يقارب ثلث عديد القوات الروسية والف طائرة مقاتلة و 36 الف دبابة وعربة مدرعة. في حين ستشارك الصين بـ 3200 عنصر و900 دبابة وعربة مدرعة وبعض القوات العسكرية من منغوليا. فما الهدف من المناورة؟ وبماذا تختلف العلاقات الروسية – الصينية عن العلاقات الاميركية – الصينية؟

تعود العلاقات الاميركية – الصينية الى عام 1972 مع زيارة الرئيس الاميركي ريتشارد نيكسون الى الصين. ويؤكد الخبراء السياسيون أن هناك تشابهاً بين الانفتاح الاميركي الصيني الذي حصل منذ خمسين عاما وبين سياسة الانفتاح المستجدة بين روسيا والصين انما على حساب الولايات المتحدة الاميركية هذه المرة.

ويبدو أن روسيا تحاول من خلال هذه المناورات الحديثة والضخمة، التصدي للولايات المتحدة الاميركية، حيث تقوم بتطويقها من بحر الشمال والمحيط المتجمد الشمالي ومن مختلف المنافذ البحرية التي تحاول النفاذ من خلالها الى المياه الدافئة.

وعلى عكس التدريبات على حدود روسيا الغربية والمناورات البحرية التي تجريها موسكو في المتوسط والتي من خلالها تحضّر قواتها لصراع محتمل مع الغرب، فإن مناورة "فوستوك 2018" مصممة لإظهار قوة التقارب الروسي مع الصين، هذا البلد الذي كانت تعتبره روسيا لسنين قليلة ماضية، يشكل تهديدا عسكريا مباشرا.

كما تصادف مناورة فوستوك 2018 مع انعقاد المنتدى الاقتصادي الشرقي وهو اجتماع اقتصادي سياسي يعقد في فلاديفوستوك الروسية Vladivostok بمشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى والرئيس الصينى شي جين بينج ورئيس وزراء كوريا الجنوبية لى ناك يون  ورئيس منغوليا Khaltmaagiin Battulga.

ما يطمح اليه بوتين هو ان يكون التفاهم والتقارب مع الصين أعمق وأفضل من التفاهم الذي عقده الرئيس نيكسون عام 1972 خصوصا ان روسيا لطالما اعتبرت أن التعاون الاميركي الصيني ضد موسكو هو أسوأ إخفاق عرفته روسيا خلال الحرب الباردة وأن عليها العمل على تجنبه في المستقبل مهما كلف الثمن.

بدأت العلاقة الروسية الصينية تستقيم عام 1989 عندما زار ميخائيل غورباتشيف بكين وتابع هذه الخطوة بوريس يلتسن عام 1990 ومن ثم مع الرئيس بوتين في السياق عينه، حيث أنهى المشاكل الحدودية بين البلدين عام 2004، لكن الولايات المتحدة الاميركية وحلفاءها لم يكترثوا للأمر ظناً منهم أن روسيا كقوة متداعية، تخاف من الصين خصوصا وأن هذا التقارب لم يكن موجها ضدها، لكن الامور تغيرت بعد ضم روسيا للقرم في 2014 وما استتبعه من عقوبات غربية على روسيا، ما دفع بها للانعطاف نحو الصين كحليف سياسي ضد الغرب، وكمصدر بديل للاستثمار والتجارة.

وبالرغم من أن شهية الصين للاستثمار في روسيا كانت محدودة، فقد استغلت تصدع العلاقة بين روسيا والغرب لتحسين تأثيرها على روسيا، خصوصا ان لدى الرئيسين بوتين وكزي تحفظات شخصية مبنية على الخوف المشترك من الثورات الشعبية، ما دفع بهما الى تنفيذ مناورات مشتركة بهدف قمع وإطاحة أي ثورات ممكن أن تحصل في كلا البلدين.

ويقول الكسندر غابويف alexander gabuev من مركز كارنيغي في موسكو ان الرئيس بوتين يرمي من خلال هذه المناورات العسكرية الى إرسال رسالة باتجاهين:

الاتجاه الاول نحو الصين وذلك ببيعها أحدث التكنولوجيا العسكرية بما فيها الصواريخ أس 400 أرض - جو المضادة للصواريخ والطائرات المقاتلة "سو 35" و80 طراد وفرقاطة بحرية استنادا الى وزارة الدفاع الروسية، ودعوتها للمشاركة في أضخم تمرين عسكري بالرغم من أن الصين ليست حليفاً رسمياً وبذلك يكون قد أظهر أن روسيا لم تعد تنظر الى الصين كتهديد محتمل. في المقابل تتوقع روسيا أن تبادلها الصين هذه الثقة بإعطائها المزيد من الاموال لمواجهة تداعيات العقوبات الاميركية.

الرسالة الثانية موجهة الى الغرب بمعنى أنه اذا لم يرد الغرب دفع روسيا أكثر نحو الصين فليتوقف عن حشر روسيا في الزاوية بواسطة العقوبات، الامر الذي سيؤدي الى تعزيز الحذر الصيني من روسيا ونفورها من أي تحالف استراتيجي. ويجب على الغرب أن يعي ان روسيا كانت دائما ولا تزال تتطلع نحو الغرب أكثر من تطلعها الى الصين وهذه فرصة يجب اقتناصها.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o