اسرائيل تقاطع الامم المتحدة: مؤشر اضافي الى مضي نتنياهو في جنونه!
لورا يمين
المركزية- أعلن وزير الخارجية الاسرائيلي يسرائيل كاتس أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش شخصية غير مرغوب فيها في إسرائيل، وقرر منع دخوله إلى إسرائيل، وقال "إن من لا يستطيع أن يدين بشكل لا لبس فيه الهجوم الإجرامي الإيراني على إسرائيل، لا يستحق أن تطأ قدمه أرض إسرائيل". واضاف "يتعلق الأمر بالأمين العام الذي يكره إسرائيل ويقدم الدعم للإرهابيين والمغتصبين والقتلة، وسيُذكر غوتيريش باعتباره وصمة عار في تاريخ الأمم المتحدة".
تعليقا، أشار متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أنّ "إعلان إسرائيل هذا فيه قرار سياسي واستمرار للهجمات ضد موظفي المنظمة الأممية"، بحسب "وفا". وخلال الإيجاز الصحافي اليومي أعرب دوجاريك عن ترحيبه بـ"دعم أعضاء مجلس الأمن الدولي لغوتيريش". ولفت إلى أن "دولا أخرى اتخذت قرارات مماثلة في حق موظفين آخرين في الامم المتحدة، مضيفاً: "كما أعربنا سابقا، لا نعتقد أن هذا الوضع يمكن تطبيقه على موظفينا". وأكد دوجاريك أنه "لم يسبق أن صادف بيانا مماثلا خلال حياته المهنية التي استمرت 24 عاما".
وكان غوتيريش دعا الثلثاء، إلى إنهاء التصعيد في المنطقة ووقف إطلاق النار، بعد هجوم إيران الصاروخي على إسرائيل. جاء ذلك وفق منشور عبر منصة "إكس"، بعد أن قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن إيران أطلقت 180 صاروخا. وقال غوتيريش: أدين اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، وهذا يجب أن يتوقف. وأضاف: نحن بحاجة ماسة إلى وقف إطلاق النار.
قبل ساعات ايضا، رفض غوتيريش أي اجتياح برّي إسرائيلي للبنان، وفق ما أعلن الناطق باسمه الاثنين. وبحسب "وكالة الصحافة الفرنسية"، قال دوجاريك للصحافيين: لا نريد رؤية اجتياح برّي من أي نوع كان. وأكد المتحدث أن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان "يونيفيل" لم تتمكن من القيام بدوريات بسبب شدة الضربات الإسرائيلية وصواريخ "حزب الله" التي تستهدف إسرائيل.
تل ابيب لم تعد تتردد اذا في مواجهة الامم المتحدة بالمباشر. هي ربما تريد منها، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، ان تدعم تخطيَها كل الحدود الحمر، كما تفعل في لبنان وغزة، والا تكتفي بالمطالبة بوقف النار، كما فعل غوتيريش بعد الهجوم الايراني على اسرائيل، بل ان تشجّع تل ابيب على الرد وإشعال المنطقة، والا فإنها اي اسرائيل، لن تفكّر مرتين قبل ان تقطع علاقتها بالمنظمة الاممية.
هذا السلوك دليل اضافي وقاطع، على ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو تجاوز كل السقوف والاطر التي ترعى العلاقات الدولية، وبات لا يبالي اذا رضي أرفعُ صرح عالمي عن قراراته، ام لم يرض. ويشير موقف كاتس، الى ان اسرائيل مصممة على الذهاب قدما في حربها، على كلّ مَن يلحق بها الاذى، ولو مهما كلّفت هذه الحرب، ولو اقتضت تعليق "عضويتها" في الامم المتحدة! هو جنون ما بعده جنون لم تعرف اسرائيل له مثيلا منذ سنوات، ومؤشرٌ مُقلق الى مصير المنطقة في المرحلة المقبلة، تختم المصادر.