استهداف الحديدة.. رسالة لما ينتظر ايران إن ضربت اسرائيل
يولا هاشم
المركزية – منذ اسابيع، شنت المقاتلات الإسرائيلية سلسلة غارات على ميناء مدينة الحديدة غربي اليمن بعد يوم واحد من أول هجوم لجماعة أنصار الله (الحوثيين) على تل أبيب بطائرة مسيّرة،
فلماذا استهدفت الصواريخ الاسرائيلية مرفأ الحديدة وعطلته وجعلته خارج الخدمة دون غيره من المواقع، في ردها على الصاروخ الذي اطلقه الحوثيون باتجاه اسرائيل؟ وهل هي رسالة لإيران عما يمكن ان يحصل لاحقا؟ خاصة وان اعادة تأهيل المرفأ يحتاج الى خمس سنوات وملايين الدولارات ولذلك سيبقى المرفأ خارج الخدمة في الوقت الحاضر.
العميد المتقاعد جورج نادر يؤكد لـ"المركزية" ان "قصف مرفأ الحديدة وإخراجه من الخدمة يحمل دلالات عدة. هو مطلب عالمي لكل الشركات العالمية، بمعنى ان كل سفن الشركات اليوم، من الشرق والغرب، التي تمرّ في قناة السويس عبر البحر الأحمر، اضطر قسم كبير منها لتغيير مساره آلاف الاميال البحرية والعبور عبر رأس الرجاء الصالح للوصول الى أوروبا او العكس للتوجه نحو آسيا. لذلك هو ضرر كبير للاقتصاد العالمي"، مشيراً إلى ان "ما حصل في البحر الأحمر عرقل عمل السفن. هناك بعض السفن التي لا علاقة لها بالصراع لم يعد باستطاعتها المرور خوفاً من التعرض لها، كما ان السفن الغربية التي تتجه نحو إسرائيل او تتعاطف معها، او تلك التي يشكون بأنها تتجه نحو إسرائيل أصبحت تحت مرمى نيران الحوثيين. لذلك، عندما غيّرت مسارها أصبح هناك ضغط على الاقتصاد العالمي في هذه المنطقة بالذات، بالأخص انهم هددوا بقطع كابلات انترنت تمر تحت البحر الأحمر وتغذي قسما كبيرا من الانترنت العالمي. إذاً هذا مطلب أساسي لكل الشركات الكبرى العملاقة العالمية".
ويرى نادر ان "المطلب الثاني أميركي – إسرائيلي لأن كل البواخر التابعة لشركات تتجه نحو إسرائيل، او تضم إسرائيليين يتم قصفها، وبالتالي تمس مباشرة بالمصالح الإسرائيلية والأميركية تحديداً، رغم وجود السفن والمدمرات وحاملات الطائرات الغربية في البحر الأحمر، بقيت في مرمى الحوثيين الذي يتمكنون من التعرض لها او عرقلة على الأقل خط التجارة العالمي الذي يمر في البحر الأحمر الى أوروبا وبالعكس. إذا هو مطلب أميركي إسرائيلي يتعلق بالأمن القومي للبلدين"، معتبراً أنها "رسالة ليس فقط للحوثيين وهم أداة بيد ايران، بل لإيران بذاتها ، بأن المرفأ الذي تتكل عليه بأن يعرقلنا ضربناه وعرقلنا عمله، ولتفعل ايران ما تشاء إذا كان باستطاعتها ذلك"، مؤكدا ان "مقتل رئيس حركة حماس إسماعيل هنية أيضا رسالة لإيران ولحماس وحزب الله في الوقت عينه، أي لكل منظومة ما يسمى بمحور الممانعة".
ويشدد نادر على ان "إسرائيل ارتاحت بضرب الحديدة، كما ان التحالف الغربي الذي أنشأته الولايات المتحدة الأميركية في البحر الأحمر أيضا ارتاح بعد استهداف مرفأ الحديدة بهذا الشكل، وبالطبع هناك تعاون غربي إسرائيلي للمعلومات ولتأمين مسار الطيران الحربي الإسرائيلي وكان هناك تعاون لأقصى الحدود لضرب المرفأ"، لافتاً الى ان "النتيجة ان المرفأ دُمِّر ولم يعد باستطاعتهم عرقلة عمل السفن وحركة الملاحة العالمية عبر البحر الأحمر او تمت عرقلتها بشكل جزئي ويتم ضربها من البر، وهذا ما سيدفع أيضا ايران لمراجعة حساباتها لأنها فقدت اهم ذراع لها، وفقدت ذراع الحوثيين في البحر الأحمر الذي يعرقل حركة الملاحة العالمية".
ويختم: "بالطبع تبقى القوة البرية والصاروخية للحوثيين، والتي اشك بأنها ترعب إسرائيل. قد يصل بعض الصواريخ الى إسرائيل لكن في مساره الجوي، يمكن لحاملات الطائرات وسلاح الجو ومنظومة الدفاع الجوي الغربية بأسطولها في البحر الأحمر ان تؤثر عليه، بالإضافة الى ان إسرائيل يمكنها ان تكشفه عبر الأقمار الاصطناعية وتتصدى له، ويحتاج الى وقت طويل من اليمن ليصل الى اسرئيل. أي ان الحوثيين ليسوا مرمى تهديد مباشر لإسرائيل، بينما التهديد المباشر هو الوجود الفلسطيني اكان في الضفة الغربية عموماً وغزة خصوصاً ووجود حزب الله على الحدود الشمالية".