Aug 18, 2018 12:07 PM
خاص

بولتون الى تل ابيب فأوروبا..عـــــــــــــارضا الوجود الايراني في سوريا
اسرائيل قلقة من تعزيزات عسكرية..وواشنطن لموسكو: للتقيّد بـ"هلسنكي"

المركزية- يزور مستشار الامن القومي الاميركي جون بولتون، تل أبيب مطلع الاسبوع المقبل، في إطار جولة مشاورات ستقوده ايضا الى كييف وجنيف وباريس. وفيما القضايا ذات الاهتمام المشترك، من الدور الايراني في الشرق الاوسط، الى النفوذ الروسي في اوكرانيا وشبه جزيرة القرم، فالملفات الدولية الساخنة كلّها كالعلاقات مع موسكو وأنقرة وقضايا اليمن وسوريا والعراق، ستكون كلّها حاضرة في محادثات المسؤول الاميركي مع مضيفيه، فإن النقطة الاولى، وتحديدا مسألة الوجود الايراني في سوريا، ستحتل حيزا يكاد يكون الاوسع من المفاوضات المرتقبة ولا سيما في تل أبيب، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية".

فبحسب المعلومات، يطلب الكيان العبري تطمينات اضافية في شأن الحضور الايراني على مقربة من حدوده. ففي وقت ضمن له اتفاق هلسنكي خروجا ايرانيا من الجنوب السوري، وقد أكدت له موسكو ان الجمهورية الاسلامية ستتراجع 85 كيلومترا عن الجولان، تسعى تل أبيب الى إبعاد الايرانيين أكثر عن حدودها من جهة، والى إخراجهم كلّيا من سوريا في فترة مقبلة، من جهة ثانية. وفي الوقت الفاصل، فإنها تتشدد في مسألة استقدام ايران تعزيزات عسكرية الى الداخل السوري.

والواقع أن اسرائيل لمست في الايام الماضية ان حركة الامدادات الايرانية الى سوريا لم تتوقف، وهو ما لم يرق لها. فأبلغت المعنيين بأنها تحتفظ بحقها في استهداف كل ما ترى فيه تهديدا لامنها القومي في سوريا. وستكون هذه المسألة مدار بحث بين مسؤوليها وبولتون، الذي سيستمع الى معطياتهم في هذا الشأن وينقل اليهم الحسم الاميركي في منع ايران من تثبيت أرجلها في سوريا.

غير ان بولتون لن يكتفي بالاستماع. فوفق المصادر، قد ينقل الملف هذا معه الى جنيف، حيث من غير المستبعد ان يقابل مسؤولين روساً- قد يكون منهم نظيره الروسي نيكولاي باتروشيف - محذّرا اياهم من أن أي خطوات ايرانية من هذا القبيل، تشكّل خرقا لتفاهم هلسنكي الاميركي – الروسي، والذي تعهّدت موسكو بضمان تطبيقه على الارض وبالتوسّط أو "الضغط" على طهران للالتزام به.

وليس بعيدا، تقول المصادر ان رغم التوتر الذي يشوب العلاقات الاميركية – الروسية بفعل العقوبات التي اعادت واشنطن فرضها على موسكو (وعلى أنقرة وطهران، من بعدها، كلّ منها، لأسباب مختلفة)، فإن التواصل والتنسيق بين الجبّارين الدوليين، لم يتوقف خصوصا في ما خصّ سوريا، حيث ان الاتصال دائم وفق المصادر، أكان عبر القنوات الامنية او عبر وزيري خارجيتي البلدين مايك بومبيو وسيرغي لافروف. أما حجز الزاوية لهذا التنسيق، فعنوانه "تطويق دور ايران في سوريا" كمقدّمة لإعادة الاطراف كلّهم الى طاولة المفاوضات التي ترسم طريق الحل السياسي للنزاع.

على اي حال، وفي ضوء إعلان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مؤتمر صحافي عبر الهاتف الخميس، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يشارك في قمة مع زعيمي تركيا وإيران، رجب طيب اردوغان وحسن روحاني، في بداية أيلول (في لقاء هو الاول بينهم بعد اجتماعهم في انقرة في نيسان الماضي)، تعتبر

المصادر ان الاجتماع المرتقب، إن حصل، فهو قد يشكل مناسبة يجدد فيها "القيصر" الطلب الى ايران التقيد بشروط اللعبة الجديدة في سوريا.

 

 

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o