Aug 18, 2018 12:04 PM
أخبار محلية

الراعي:الحكومة ليست ملكا لأصحاب الحصص

رأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداسا احتفاليا عند "السنسول" البحري في ميناء عمشيت، كرّس خلاله تمثال سيدة البحار، وذلك بدعوة من "مؤسسة ميشال عيسى للتنمية المحلية" و"الجمعية التعاونية لصيادي الاسماك" في ميناء عمشيت، عاونه فيه راعيا ابرشيتي جبيل وصربا المارونيتين المطرانان ميشال عون وبولس روحانا، والكاهنان جوزف زيادة وشربل ابي عز، وخدمته جوقة القديسة رفقا بقيادة الاخت مارانا سعد.

حضر القداس شربل سليمان ممثلا الرئيس ميشال سليمان، المدير العام للنقل البري والبحري عبد الحفيظ القيسي ممثلا وزير الاشغال العامة في حكومة تصريف الاعمال يوسف فنيانوس، منسق قضاء جبيل في "التيار الوطني الحر" طوني ابي يونس ممثلا وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال ورئيس "التيار" جبران باسيل، منسق قضاء جبيل في "القوات اللبنانية" شربل ابي عقل ممثلا رئيس الحزب سمير جعجع والنائب ستريدا جعجع، النائب زياد الحواط، رئيس المجلس الدستوري القاضي عصام سليمان، العقيد وسام الراسي ممثلا قائد الجيش العماد جوزيف عون، الوزيران السابقان مروان شربل واليس شبطيني، النائب السابق ميشال خوري، مدير عام الطرق والمباني في وزارة الاشغال طانيوس بولس، مدير عام مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان جان جبران، قائمقام جبيل نتالي مرعي الخوري، نائب رئيس اتحاد بلديات القضاء خالد صدقة، رئيس رابطة المختارين ميشال جبران، رئيس بلدية عمشيت انطوان عيسى ونائبه ناجي الخوري والاعضاء، قنصل لبنان في فرانكفورت مروان كلاب.

كما حضر قائد اللواء التاسع العميد سامي الحويك، رئيس مكتب امن جبيل في الجيش اللبناني العقيد شارل نهرا، آمرا سريتي الشواطئ في بيروت وجبل لبنان العقيدان نبيل فرح وانطوان فرنجية، آمر فصيلة جبيل في قوى الامن الداخلي الرائد كارلوس حاماتي، الامين العام الاسبق لحزب الكتلة الوطنية جان الحواط، منسق الوطنيين الاحرار في القضاء ميشال طربيه، الرئيس الاسبق لاقليم جبيل الكتائبي روكز زغيب، رئيس "مؤسسة ميشال عيسى للتنمية المحلية" طوني عيسى والاعضاء، رئيس "الجمعية التعاونية لصيادي الاسماك" في ميناء عمشيت فارس ابي انطون والاعضاء، رئيسة مركز الصليب الاحمر في جبيل رندا الكلاب، رئيس جمعية "آنج" الاجتماعية اسكندر جبران، رئيس مركز الدفاع المدني شكيب غانم، رئيس مصلحة مياه جبيل صخر جرمانوس، امين سر البطريرك الخوري شربل عبيد وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير وحشد من الفاعليات والمؤمنين وكهنة الابرشية.

وبعد الانجيل المقدس، القى البطريرك الراعي عظة بعنوان "تعظم نفسي الرب" (لو46:1) جاء فيها "نشيد امنا وسيدتنا مريم العذراء، "تعظم نفسي الرب" الذي انشدته في زيارتها لأليصابات بعد بشارة الملاك، إنما هو نشيد نبوي. فهو من جهة، ينطوي على كل العظائم التي اجراها الله في مريم، وسيجريها في البشر عبر التاريخ، ومن جهة اخرى، اصبح نشيد الكنيسة وكل مؤمن ومؤمنة، عندما يرى كل منا عمل الله في حياته الخاصة ونشاطاته وإنجازاته".

وقال "ان مبادرة رفع تمثال سيدة البحار مشكورة وممدوحة، لأنها تعطي طابعا قدسيا لهذا المكان ببحره وشاطئه وبيئته. انه يذكرنا بكلام الرب يسوع وآياته، وجرى معظمها على شاطئ بحيرة طبريا وعلى مياهها. فيها كان الصيد العجيب مرتين: الأولى، في بداية رسالته، عندما اختار الأوائل من رسله، سمعان- بطرس ويعقوب ويوحنا (لو 5: 4-11)؛ والثانية، بعد قيامته، وبعد العودة بالشباك المملوءة 153 سمكا كبيراً من دون ان تتمزق، اعلن سمعان بطرس حبه الشديد ليسوع، فسلمه الرب رعاية الكنيسة (راجع يو21: 1-16). على ضوء كلام يسوع وآياته، نقرأ رموزها، فالبحر هو العالم، والأسماك هم البشر، والشباك هي الإنجيل، والصيادون هم الأساقفة والكهنة. في الواقع، عندما عاد الصيادون من ذاك الصيد العجيب الأول، واندهش سمعان بطرس وانحنى على قدمي يسوع لأنه شكك في قدرته، انهضه الرب وقال له: "لا تخف، فمن الآن تكون صياد البشر للحياة" (لو11:5). نحن لا ندري اية مشاعر ستترك مريم امنا "سيدة البحار" في نفوس الصيادين والسواح والمارة وممارسي رياضة البحر والبر، عندما يطلبون شفاعتها، لكننا نعرف حقا ان "سيدة البحار" ستعمل على طريقتها في استجابة التماس أبنائها وبناتها المؤمنين".

اضاف "نحن نؤمن مع الكنيسة ان مريم ام الإله المتأنس، يسوع المسيح، هي امنا بالنعمة، إذ من فيض استحقاقات آلامه وصلبه لفداء الجنس البشري، ومن وساطته الوحيدة بين الله والبشر، تستمد لنا مريم النعم الخلاصية، وذلك بفضل مشاركتها في عمل يسوع ابنها الخلاصي، وبفضل ما تميزت به من بطولة في الإيمان والرجاء والمحبة. فباتت شفاعتها لا ترد. تعظم نفسي الرب" (لو46:1). وفي هذا النشيد تنبأت مريم عن العظائم التي يجريها الله فيها: فقد عصمها من الخطيئة الأصلية، وصانت هي نفسها من كل خطيئة شخصية بقوة النعمة الإلهية؛ دعاها، وهي عذراء، لتكون اما لابنه مخلص البشرمن خطاياهم بقوة الروح القدس؛ حفظ بتوليتها الدائمة قبل الميلاد وفيه وبعده، لتكون وجه الكنيسة النقي الطاهر، ومثال المكرسين والمكرَّسات؛ اشركها بقوة الإيمان والرجاء والمحبة في آلام ابنها يسوع من اجل فداء العالم؛ اقامها بثمرة آلامها مع ابنها يسوع، اما للكنيسة والبشر ولكل إنسان بشخص يوحنا الحبيب من على الصليب (راجع يوحنا19: 25-27)؛ وفي نهاية حياتها على الأرض نقلها بنفسها وجسّدها إلى مجد السماء، وتوجها سلطانة السماوات والأرض، لتكون اكثر شبها بابنها يسوع، ملك الملوك وسيد السادة. بانتقالها إلى السماء، لم تغادر ارضنا. بل ظلت معنا بعينها الساهرة وبتشفعها لدى ابنها الإلهي، لكي يبلغ جميع المسافرين في بحر هذا العالم إلى ميناء الخلاص".

وتابع الراعي "ايها الإخوة والأخوات الأحباء، من هذا الشاطئ وقبالة البحر نتذكر ان البحر كان بالنسبة إلى اللبنانيّين على ممر العصور، وسيلة عبور وتواصل تجاري واقتصادي مع العالم الغربي. ومن ثم بحكم موقعه الجغرافي ونظامه السياسي، كان لبنان جسراً حضاريا وثقافيا عرف الغرب على الشرق، والشرق على الغرب. نتذكر بالتالي ان لبنان لم يشهر يوما حربا على احد، ولا انطلقت من بحره اساطيل وسفن حربية. ونتذكر ان الشعب اللبناني ناضل ببطولة بوجه الطامعين والفاتحين حفاظا على ارضه. وها هي ذكريات مرورهم وانكسارهم وفنائهم محفورة على صخور نهر الكلب. وشاء الطوباوي ابونا يعقوب حداد الكبوشي ان يرفع تمثال المسيح الملك على تلة نهر الكلب في زوق مصبح، ليقول ان كل الملوك والأباطرة والحكام الطغاة اندحروا وزالوا، ويبقي ملك المحبة والسلام، يسوع المسيح".

وشدد على "ان الشعب اللبناني مدعو إلى ان يكون شعب المحبة والسلام. ويرفض ان تكون ارضه مقراً او ممراً للاعتداء على الغير ولإشعال الحروب. فلا بد من ان يتميز لبنان بحياده الإيجابي، فيكون مكان لقاء وحوار للجميع، ويتبنى قضايا عالمنا الشرق اوسطي في كل ما يختص بالعدالة والسلام وحقوق الإنسان والشعوب. هذه كانت رسالة لبنان، ويجب ان تبقى. فتقتضي من الجميع الولاء المطلق للبنان، واحترام كل الدول والتعاون معها وفقا للأصول الدستورية ومبادئ السيادة والاستقلال. على هذه الأسس يمكن تأليف الحكومة، ونطالب به بإلحاح ومسؤولية. فالحكومة ليست ملكا لأحد من اصحاب الحصص والمصالح والمآرب الخاصة والنفوذ. فالشعب اللبناني، المتضرر كله من هذه الممارسة السياسية، يرفض التلاعب بمصيره وبلقمة عيشه وبمستقبل اجياله الطالعة. انه في خيبة امل، لا ينسى وعودكم الإنتخابية".

وختم البطريرك الراعي "إلى امنا مريم العذراء، سيدة البحار، نكل وطننا وشعبنا ملتمسين الخروج من المعاناة والأزمات. فنرفع نشيد المجد والتسبيح للثالوث القدوس الذي اختارها، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

بعد القداس، اقيم احتفال التكريس، قبل ان توزّع الدروع التقديرية، ومن ثم رتبة التكريس وازاحة الستارة عن التمثال.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o