Aug 18, 2018 11:10 AM
خاص

اقتراح اميركي بنقل تجربة التعاطي مع الوجود الايراني في جنوب سوريا الى لبنان

المركزية-  دعت مصادر دبلوماسية عبر "المركزية" اللبنانيين الى "انتظار النتائج التي يمكن ان تفضي اليها سلسلة القمم الجديدة التي سيشارك فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثنائية مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل والثلاثية مع كل من نظيريه التركي رجب طيب اردوغان والإيراني حسن روحاني قبل رصد اي تطور جديد على الساحة السورية"، معتبرةً "ان هذه القمم هي إحدى المعابر الإجبارية لإستكشاف شكل ومضمون الحرب الجديدة في سوريا في إطار التحولات الموسمية التي شهدتها الأزمة السورية بجولات العنف فيها والتي قطعت حتى اليوم تقريبا نصف سنتها الثامنة".

على هذه الخليفات، كشفت تقارير دبلوماسية متقاطعة وردت من العواصم التي تستعد لهذه القمم في القريب العاجل، ان من اليوم وحتى منتصف ايلول سيكون على القيصر الروسي ان يتّخذ قرارات صعبة منها ما يتصل بحلفائه الجدد وتلك المتعلقة بالأجوبة على المطالب الأميركية التي كبّلته وجمّدت العديد من الخطط على الساحة السورية، لا سيما تلك المتعلقة باعادة سبعة ملايين ومئة الف نازح ولاجئ سوري الى بلدهم عدا عن الإستحقاقات العسكرية المتصلة باوضاع الشمال السوري من ادلب الى طول الحدود السورية التركية وتلك التي يمكن ان تهدد من جديد امن وسلامة الساحل السوري والوجود الروسي فيها والتي لا يمكنه التفرج عليها وسيكون عليه ان يتخذ موقفا واضحا منها.

وفي المعلومات، ان موسكو التي تسلّمت سلّة المطالب الأميركية من اكثر من قناة دبلوماسية وعسكرية  تدرس جديا كيفية الرد عليها وهي تتلخص بإثنتين رئيسيتين منها:

1-تجميد العمليات الجارية من اجل اعادة النازحين السوريين الى بلدهم قبل البتّ النهائي بالحجم الذي يجب ان تحتفظ به ايران في سوريا عسكريا ودبلوماسيا وسياسيا وقبل ضمان امن العائدين الى مناطقهم الاصلية وما تحتاجه من اعمال اعادة الإعمار فضلاً عن امن وسلامة العائدين وحرية القيام بحركتهم السياسية والإقتصادية، فلا يمكن ان يقبل الحلف الدولي بعودة تُنعش النظام السوري وتقود الى الإعتراف بدوره ومحو ارتكاباته السابقة.

2-لا يمكن التفكير بالخطط الموضوعة للحل السياسي قبل وضع التصور النهائي لشكل النظام السوري الجديد ودور الأسد فيه دستوريا وحكوميا وامنيا وعسكريا وكيفية التعاطي مع الشمال السوري والوجودين الأميركي والروسي كما باقي الاطراف الإقليمية.

وعلى  هامش هذين الملفين الكبيرين، يجري الحديث بين العواضم الدولية عن ملفات وعقبات اخرى يتصل منها بالوضع في دول الجوار السوري وما سيكون عليه الدور التركي في الشمال السوري ودور ايران في العراق ودورها ومعها "حزب الله" في لبنان، وبوجود اقتراح اميركي يساوي بين شكل التعاطي في الجنوب السوري مع الوجود الإيراني وامكان نقل التجربة الى الجنوب اللبناني رغم الفوارق في حجم القوى ونوعها والخصوصية اللبنانية.

وفي المعلومات ايضاً، ان المطالب الأميركية اقتربت من طرح خطة سريعة تقضي باعادة نظر سريعة بالترتيبات المتخذة في جنوب لبنان لإستكمال البحث في تطبيق القرار 1701 بما يفرضه من إجراءات لم تتخذ بعد في المنطقة لجهة ضمان سيطرة الجيش اللبناني الى جانب القوات الدولية "اليونيفيل" وحصر الوجود العسكري بهما دون غيرها من القوى الحزبية ولجم حرية الحركة التي يتمتع بها "حزب الله" وعدد من المنظمات العراقية والسورية الموالية لإيران على طول الحدود اللبنانية -السورية من خلال تسهيل انتقال قادتهم ومعهم آلاف المقاتلين بين البلدين ونقل المزيد من الأسلحة الى لبنان والتي يمكن ان تشكّل كسراً للتوازن مع اسرائيل.

على هذه الخلفيات، تربط المراجع الدبلوماسية عبر "المركزية" بين ما يمكن ان يؤدي اليه الحراك الروسي الدولي للرد على المطالب الأميركية والذي ورغم محاولاته للإلتفاف عليها او التهرب منها او تقليصها على الأقل، بات مستقبل كل هذه الملفات رهن بالجواب الروسي قبل ان تبدأ واشنطن وموسكو مفاوضاتهما من اجل رسم خريطة الطريق امام قمة جديدة يرغب بها الرئيس الأميركي سعيا منه لفتح صفحة جديدة وهو ما ينعكس على كل التطورات في المنطقة، تحديدا في سوريا ودول الجوار السوري.

وعليه، فان لبنان الذي يترقّب وصول موفد اميركي في الأيام المقبلة، ينتظر عبور هذه المرحلة قبل ان يتلمس حلحلة على صعيد الحكومة الجديدة، فالربط الذي احدثه الرئيس المكلف تشكيل الحكومة بمعبر نصيب لم يكن عبثيا. وجاء رد "حزب الله" ليؤكد ذلك ويشير الى حجم الصراع الخفي بين محورين مختلفين. فبمجرد ان يتمنى عليه القبول بما هو مطروح اليوم افضل بكثير من بلوغ مرحلة فرضه، اعطى ما يكفي من الإشارات الى ضرورة انتظار كل جديد من هذه التطورات. فلن يصل اللبنانيون قبل تلك المرحلة الى اي تفاهم وهو ما ستظهره الأيام المقبلة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o