Aug 17, 2018 1:47 PM
خاص

"موسكو تبحث عن مصادر تمويل صينية-عربية بديلة"
المنلا: فصل بين العودة وإعادة الاعمار وتعويل على لقاء بوتين-ميركل

المركزية- صحيح أن المبادرة الروسية لعودة النازحين وضعت على السكة، إلا أن محركاتها لم تنطلق بعد نظرا لمطبات عديدة تعرقل طريقها، تبدأ بالضمانات المطالبة الدولة السورية بتأمينها للنازحين المعارضين، وصولا الى التفاوت بين الاميركيين والروس في النظرة الى الحل النهائي الذي يشكل محور الصراع السياسي الدائر اليوم في سوريا بعد هدوء صوت المدافع. موقف واشنطن الذي أعلنه أمس وزير خارجيتها مايك بومبيو بعد لقائه المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا ستيفان دي ميستورا​، بأنّه "يجب على جميع الجهات المضي قدمًا بالمسار السياسي، وأنّ أي نقاش حول مسألة إعادة البناء سابق لأوانه في ظلّ غياب الحل السياسي"، يكشف إصرار  واشنطن على ربط ملف عودة النازحين بالحل السياسي، ما يفرمل المبادرة الروسية التي تتطلب تمويلا وتعاونا دوليا. هذه المعوقات استدعت تحركا لبنانيا، تجلى أمس بلقاء مستشار الرئيس المكلّف سعد الحريري جورج شعبان مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، على أن تستكمل بزيارة لوزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل الاحد الى موسكو. 

مستشار الرئيس الحريري لشؤون النازحين نديم المنلا أشار عبر "المركزية" الى أن "روسيا متمسكة بمبادرتها، وتقوم بعملية مسح  للأضرار  في الداخل السوري تمهيدا للعودة إلا أن عودة النازحين بأعداد كبيرة لن تتأمن ما لم يتوفر التمويل الدولي والضمانات الامنية، ولقاء شعبان مع بوغدانوف بحث هاتين المسألتين"، مشيرا الى أن "بوغدانوف كشف أن بعد تبلغ بلاده من الاميركيين أنهم غير مستعدين لتمويل العودة، بدأت موسكو العمل الجدّي للبحث عن مصار تمويل بديلة من الصين والدول العربية وغيرها من البلدان المتعاونة، وتتطلع الى اللقاء الذي سيجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمستشارة الاميركية أنجيلا ميركل في ألمانيا غدا"، لافتا الى أن "موسكو تعمل على الفصل بين العودة وإعادة الإعمار، نظرا للكلفة المنخفضة للأولى مقابل كلفة باهظة للثانية، والعمل جار على تأمين الضمانات السياسية والامنية اللازمة التي لا تزال غير كافية الى الآن".

في سياق متصل، وتعليقا على موقف المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ​بأنّها "لا تسهل عودة النازحين الى سوريا، إلى أن تصبح الظروف ناضجة لذلك"، أشار المنلا الى أن "المفوضية كانت ممثلة في اجتماع سوتشي الاخير،  وهناك تنسيق بينها وبين الروس بشأن آلية ومستلزمات وضمانات العودة، ولكن الامور لا تحصل بكبسة زر، خصوصا في ظل شد الحبال الاميركي-الروسي، فأميركا تعتبر أن أي تطبيع مع النظام يجب أن يأخذ طريقه بعد تسوية سياسية، وذلك ضن اطار الكباش السياسي الحاصل على الارض السورية، والامر سيان بالنسبة للأوروبيين الذين يطالبون بمعطيات ملموسة بشأن المسار السياسي".

واعتبر أن "روسيا كانت متفائلة بعض الشيء بالفترة الزمنية التي طرحتها، (عودة 900000 نازح من لبنان خلال سنة أي ما يعادل 3000 يوميا)، واعتقدت أن أوروبا يمكن أن تكون أكثر تساهلا، ولكن الواقع مخالف لذلك والامور تتطلب بعض الوقت لتنضج بشكل كامل".

وعن مصير اللجنة المطلوب من لبنان تشكيلها للتنسيق مع الجانب الروسي، قال "اللجنة عبارة عن فريق لوجستي -أمني-تقني، ولبنان كلف المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم بهذه المهمة، بحيث تتشكل اللجنة من  الامن العام والجيش اللبناني من دون وجود ممثلين سياسيين أو اداريين فيها، وعندما تنطلق عملية العودة بشكل جدي ستتوسع اللجنة حكما، وسيصار الى تشكيل لجان متفرعة لمواكبة وتيرة العمل، ولكن الان الامور محصورة بشكل أساس باللواء ابراهيم".

وتعليقا على زيارة باسيل الى موسكو الاحد، والكلام عن تخطي الخارجية لموقع رئاسة الحكومة، قال "لا خلاف حول هذا الموضوع، ونرحب بكل من يستطيع ان يحرز تقدما في الملف، ولكن لا نتوقع نتائج اضافية من زيارة باسيل"، مشيرا الى ان "زيارة شعبان مقررة مسبقا في إطار جهود الحريري المتواصلة لمواكبة المبادرة الروسية ولا علاقة لها بزيارة باسيل".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o