Aug 16, 2018 2:08 PM
خاص

نرفض أن تكون حكومة العهــد مليئة بالتناقضات
"التيار": كنا في غنى عن "عقدة سوريا" في التأليف

المركزية- لم يكن ينقص الرئيس المكلف سعد الحريري إلا دخول الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله شخصيا على خط مفاوضات تأليف الحكومة الحافلة أصلا بالألغام المطلبية، ليضيف إلى العقد المعروفة، تلك المرتبطة بالدعوة إلى تطبيع العلاقات اللبنانية السورية، في رد على كلام الحريري عن أن الدفع في هذا الاتجاه قد يؤدي إلى عدم تشكيل حكومة أساسا.

هذه الصورة تدفع عددا من المراقبين إلى القول إن الأنظار السياسية ستتجه أولا إلى التيار الوطني الحر، ومعه العهد بطبيعة الحال، على اعتبار أن اليومين الماضيين شهدا موقفين متناقضين من النظام السوري أطلقهما حليفا التيار، التقليدي، من جهة، وشريك التسوية التي قام عليها العهد العوني من جهة أخرى، بما يؤشر إلى احتمال أن يكون القصد حشر التيار بين حليفيه، وهو الغارق في دهاليز مفاوضات التشكيل.

كل هذا يجري في وقت  أعطى النائب تيمور جنبلاط إشارة واضحة جديدة إلى تمسك الحزب التقدمي الاشتراكي بمطلبه حصر التمثيل الدرزي به في الحكومة العتيدة، في مقابل تصلب مماثل في موقف التيار المصرّ على ضم رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال إرسلان إلى التشكيلة الحكومية الموعودة، من باب ما يسميه "الحق" في ترجمة النتائج التي حققها تحالف التيار- إرسلان في المعقل الجنبلاطي الأهم، دائرة الشوف-عاليه.

وتعليقا على هذه الصورة المحفوفة بالترقب والتشاؤم إزاء أي انفراج حكومي قريب، اعتبرت مصادر في تكتل "لبنان القوي عبر "المركزية" أن "البلاد في غنى عن أي عقدة جديدة من شأنها أن تصعّب مهمة تشكيل الحكومة، ذلك أننا نحتاج إلى تذليل العقبات بدلا من إضافة ما يسمى "عقدة سوريا"، منبهة إلى أن "الأمور تشي بأن إرادة مجهولة لا تريد للحكومة العتيدة أن تبصر النور".

غير أن المصادر نفسها لفتت في الوقت نفسه إلى أن "سوريا تعد عمقا للبنان، وإن كان البعض قد لا يتقبل مفهوم التطبيع، علما أن المدير العام للأمن العام يتولى راهنا العلاقات السياسية بين البلدين"، مذكرة بأن الحكومة الحالية هي التي عينت السفير اللبناني في دمشق".   

وفي معرض تشريح المطبات الكامنة للرئيس الحريري على كوع مفاوضات التأليف، لم تخف المصادر العونية تشاؤمها إزاء أي تقدم محتمل في هذا الشأن، بدليل أن النائب جنبلاط خرج أمس من بيت الوسط ليعلن تمسكه بحصة درزية ثلاثية "صافية"، في مؤشر إلى مزيد من التعقيد، معطوفة على عودة القوات إلى العزف على وتر عدم التخلي عن الحقيبة السيادية.

وختمت مصادر تكتل لبنان القوي: نحن اليوم في طور تشكيل حكومة يمكن تسميتها حكومة العهد. لذلك، لن نقبل بأن تكون حكومة تناقضات من شأنها، إذا انفجرت، أن تعطل مجلس الوزراء وتمنع العهد من التقدم وتحقيق الانجازات التي يسعى إليها".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o