Aug 10, 2018 2:21 PM
خاص

سواتر رسمية ومصلحة لبنانية تعوقان" اعادة وصل ما انقطع" مع سوريا
عودة النازحين ومعبر نصيب في القبضة الروسية و"النأي" يمنع التواصل

المركزية- لا تفوّت القوى السياسية اللبنانية التي تدور في الفلك السوري- الايراني، مناسبة الا وتغتنمها لتمرير مواقف وتوجيه دعوات للسلطة السياسية لاعادة وصل ما انقطع من علاقات مع النظام السوري، مدججة  بسلاح ما تسرب من معلومات عن التسوية الدولية المرسومة لسوريا، والمتضمنة ابقاء الرئيس بشار الاسد في السلطة من ضمن مهمة ودور محددين والتنازل عن شرط تنحيه.

آخر الدعوات صدر امس من حزب الله الذي خصص فقرة في بيان اجتماع كتلة "الوفاء للمقاومة" لحث النظام اللبناني على التواصل رسميا مع السوري "تحت طائلة" مخاطر جسيمة قد تصيب لبنان فاعتبر "ان المقاربة السلبية الراهنة للعلاقات اللبنانية الرسمية مع الحكومة السورية تتسبب بكثير من المشاكل والاعباء التي باتت تضغط بشكل كبير على اللبنانيين ومصالحهم، فضلا عن امنهم الاجتماعي والاقتصادي. إن الكتلة تنبه الى مخاطر جسيمة بدأت مؤشراتها الحادة تطفو على السطح، سواء لجهة قضية النازحين السوريين او لجهة تصدير الناتج الزراعي الى سوريا او عبرها الى البلدان العربية، او لجهة مساهمة اللبنانيين في اعادة اعمار سوريا. لقد بات واضحا تماما ان الاتصال السياسي بين حكومتي البلدين هو الممر الالزامي الوحيد لمعالجة هذه الامور وغيرها، وأي رهان آخر سيكون مضيعة للوقت وهدرا للفرص تتحمل مسؤوليتها الحكومة اللبنانية".

فبعدما اوفد الحزب وزيره حسين الحاج حسن منذ نحو اسبوعين الى دمشق، من دون تكليف رسمي من مجلس الوزراء، حيث شارك في مؤتمر "آفاق الاستثمار في مرحلة إعادة إعمار سوريا"، بعد زيارات اخرى كثيرة سابقة، بدأ بتوظيف ورقتي اعادة النازحين وفتح معبر نصيب الحدودي مع الاردن لتمرير الصادرات اللبنانية فعمد كما تقول مصادر في الفريق السياسي المناهض  لـ"المركزية" الى استغلال مناسبة تشكيل الحكومة والمشاورات التي يجريها الرئيس المكلف سعد الحريري مع القوى السياسية ليمارس عليه ضغطا من خلال مطالبته وباصرار بالتواصل مع النظام السوري والاتصال بالرئيس بشارالاسد، في اطار حملة منظمة وزعت فيها الادوار بين مختلف المكونات السياسية المؤيدة لمحوره، وكل على طريقته.

واعتبرت المصادر ان المحاولات هذه لن تصل الى هدفها، خصوصا ان الذرائع التي يتلطون خلفها غير مقنعة سواء بالنسبة لاعادة النازحين او لفتح معبر نصيب، ففي الحالتين الامر للجانب الروسي، فهو في الاولى قدم مبادرة دولية تحتاج الى موافقة اميركية ودعم مادي دولي، وفي الثانية تبقى الكلمة الفصل له استنادا الى المعطيات الميدانية والجغرافية المتحكمة بمعبر نصيب.

والى المعطيين، تضيف المصادر ان سوريا النظام، ما زالت "موضوعة خارج الخدمة" عربيا ما دامت لم تستعد بعد موقعها في الجامعة العربية الذي شغر منذ اندلاع الثورة ولا تشارك في القرارات، فأين تكمن مصلحة لبنان الذي يلتزم سياسة "النأي بالنفس" في التواصل مع نظام متهالك، لا تعترف به الامة العربية، ثم مع اي سوريا يريدون التواصل والاتصال ومعظم نظامها في حال من الانقسام؟ وتلفت الى ان لبنان المنخرط في المنظومة العربية الشاملة لا يمكن ان يعمد الى خطوة من هذا النوع قبل حصول تطور عربي رسمي ايجابي في اتجاه سوريا، وارساء صيغة الحل الدولية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o