الرئاسة ضحية التوتر الاقليمي.. هل في جعبة الخماسي "اسلحة" جديدة؟
لارا يزبك
المركزية- تحركت بقوة المياه الراكدة في المستنقع الرئاسي، مع انتهاء شهر رمضان وعطلة عيد الفطر. سفراء الخماسية عادوا الى بيروت في الساعات الماضية واستأنفوا مجددا لقاءاتهم حيث يجتمعون اليوم في دارة السفير المصري علاء موسى. ايضا، هم سيستكملون جولتهم على القوى السياسية المحلية للبحث في الملف الرئاسي.
في السياق، تزور الخماسية بنشعي الأربعاء للإجتماع برئيس تيار المردة المرشح الرئاسي سليمان فرنجية وتلتقي ايضا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل. كما ان وفد الخماسية سيلتقي نواب كتلة الوفاء للمقاومة من دون مشاركة السفيرة الأميركية والسفير السعودي. وسيجتمع خلال الأيام المقبلة برئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في غياب السفيرة الأميركية.
اما على ضفة الحراك الداخلي، فقد استأنف وفد الاعتدال الوطني بدوره، نشاطه، بعد ان علّقه في رمضان. وفي هذا الاطار زار امس كتلة الوفاء للمقاومة وتسلّم منها جوابها في شأن مبادرة التكتل الرئاسية، بعد ان سلّمه اياها منذ اسابيع. وافيد ان كتلة الحزب النيابية، ابلغت وفد "الإعتدال" "اننا موافقون على الحوار لإيجاد مخرج رئاسي على أن يكون الحوار برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري ومن دون قيد أو شرط"، وقالت للاعتدال: إياكم أن تيأسوا أو يصيبكم الإحباط وثابروا في مسعاكم.
هذا الموقف، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، يشكل دليلا قاطعا على ان الامور لا تزال في مكانها رئاسيا. وهو يقطع الطريق باكرا على المساعي التي سيباشرها سفراء الخماسي. فمسألة الحوار برئاسة الرئيس بري وبالصورة التي يطلبها الاخير، اي حوار حول طاولة تجمع ممثلي الكتل النيابية او حتى رؤساء الاحزاب، امر يرفضه الفريق المعارض رفضا مطلقا، الا انهم لا يمانعون - وقد ابلغوا وفد الاعتدال بذلك - حوارا مفتوحا بين النواب او ممثليهم في مجلس النواب، لمحاولة الاتفاق على اسم مرشح رئاسي. وهذا ما نصت عليه في الواقع، مبادرة الاعتدال.
انطلاقا من هنا، يمكن القول، تتابع المصادر، ان وفي حال لم تلجأ الخماسية الى "اسلحة" جديدة في مساعيها التوفيقية رئاسيا، وبشكل اوضح، اذا لم تطلب من ايران التدخّل لدى حزب الله لتليين مواقفه ولفك اسر الرئاسة والاقلاع عن ربطها بالمستجدات الاقليمية، فإن الفراغ سيستمر. الا ان هذا التواصل الخماسي – الايراني، قد يكون مستحيلا اليوم، سيما بعد توتّر العلاقات بين عواصمه وطهران اثر الرد الايراني على غارة المزة. الرئاسة اللبنانية مجددا اذا، ضحية للاشتباك الدولي – الايراني، ولن تكون الا ثمرة تقاطع او تقارب بين هذين الجانبين، تختم المصادر.