Jul 23, 2018 4:22 PM
خاص

هل اقتربت الأزمة السورية من نهايتها؟
عبد القادر: لا حـل في الافق المنظـور

المركزية - شكّلت قمة هلسنكي منعطفاً تاريخياً للنزاع الدائر في الشرق الأوسط، وكانت سوريا البندَ الرئيس في محادثات هلسنكي كما اكد سفير روسيا في واشنطن أناتولي أنطونوف. ومن بين الامور التي تم الاتفاق عليها التأكيد على سيطرة الجيش السوري من دون سواه على الجنوب السوري بكامله، وصولاً الى خطوط الفصل مع الالتزام باتّفاق العام 1974، ما يعني إمساك الجيش السوري بإشراف روسي مباشر وصارم بالجولان السوري كاملاً والبالغة مساحته 510 كلم2 وصولاً الى قوات «الاندوف» التابعة للامم المتحدة والبالغ عديدها زهاء 1100 ضابط وعنصر.

العميد المتقاعد نزار عبد القادر قال لـ"المركزية" "إن الانتشار السوري من درعا وصولا الى الجولان يأتي نتيجة سيناريو بالاساس عرضه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قبله وأعلم الاميركيين به، لذلك يأتي وكأنه مطلب اسرائيلي مقابل أن يتعهد الروسي بإبعاد الايرانيين وحزب الله وكل الميليشيات التي تعتبر جزءا من النفوذ الايراني في سوريا مسافة 40 او 50 ميلاً وليس كلم، الى ما وراء دمشق. لذلك سيعود الجيش السوري الى الاماكن نفسها ويجري إحياء اتفاقية الفصل بين سوريا واسرائيل الموقعة عام 1974 ويقوم الجيش السوري بحماية الامن الاسرائيلي على خط الجولان".

وأضاف: "لو لم تلق هذه العملية الرضى الاسرائيلي الكامل لما وافق الاميركيون على ما جرى في الجنوب الغربي السوري من محافظة درعا الى محافظة القنيطرة".

وفيما خص الجولان، أكد عبد القادر "أن نتنياهو طلب مؤخرا من الرئيس الاميركي دونالد ترامب ضم الجولان ولكن الاميركيين رفضوا ذلك. في الواقع هذا المطلب قديم، اولا عام 1981 قالت اسرائيل ان الجولان اصبح أرضاً اسرائيلية ولكن المجتمع الدولي لم يعترف بذلك، وفي نيسان 2016 أصدرت اسرائيل أيضا قرارا بضم الجولان، وفي 27 من الشهر عينه اجتمع مجلس الامن وقرر بالاجماع عدم الاعتراف بالقرار الاسرائيلي، الان يحاولون إقناع الولايات المتحدة".

لا يرى عبد القادر حلا للأزمة السورية في الافق المنظور ويقول: "بالرغم من كل التنسيق الاميركي- الروسي ولقاء هلسنكي اعتقد اننا ما زلنا بعيدين عن الدخول فعليا في اجواء الحل لأنه يتطلب توافقا دوليا واقليميا على طبيعة هذا الحل، الهندسة العامة له، وبالطبع ضمن هذه الهندسة يجري عقد مؤتمر دولي لفرضه، على ان يتناقش الافرقاء السوريون حول توزيع السلطة على غرار ما جرى في مؤتمر دايتون في البوسنة. على روسيا تقديم طرح يؤدي الى وضع دستور سوري قبل الاتفاق على الحل السياسي وتوزيع النفوذ ودور سوريا في المنطقة وهذا ما زلنا بعيدين عنه".

وتابع: "على اي حل مستقبلي ان يأخذ بالاعتبار أمرين: اولاً، النازحون واللاجئون السوريون خارج او داخل سوريا، وثانياً من سيمول اعادة اعمار سوريا المدمرة بنسبة 60 % من البنى العمرانية وليس فقط البنى التحتية والتي يقدّر اعادة اعمارها حتى الان بنحو 530 مليار دولار، من سيستثمر هذه الاموال في اعادة الاعمار، ولنأخذ مثلا الموصل في العراق التي تحررت منذ اكثر من سنة ولكن حتى الان لم يجر بناء واحد في المئة منها، موضوع سوريا معقد جدا بدءا من  الموضوع العمراني الى الاجتماعي والنازحين السوريين...".

وتطرق عبد القادر الى موضوع النزوح السوري في لبنان وقال: "عاد من لبنان نحو 400 نازح واعتقدنا أننا حللنا مسألة النازحين السوريين في لبنان. اذا سرنا على هذا المنوال وهذا النمط الذي يروج له وزير خارجيتنا جبران باسيل وحزب الله فإننا نحتاج الى 80 سنة لاعادة كل النازحين، العملية بسيطة، اذا عاد 15 ألف نازح في السنة من أصل مليون و200 الف، نحتاج بذلك الى 80 سنة للعودة الكاملة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o