Jul 23, 2018 2:25 PM
خاص

بعد موافقة الاسد على اقصاء ايران من الميدان وتثبيت هدنة ال74
تصعيد السيّد ضد "امل" رسالة للـ"ثنائي" ايذانا بعودة النفوذ السوري

المركزية- يتكشف مع كل يوم يمر على قمة هلسنكي جديد من نتائجها التي بقيت في معظمها سرية، وقد تبقى كذلك الى حين ترجمتها في الميدان، لا سيما ما يتصل منها بالوضع السوري الذي يشهد تطورات بالغة الاهمية توحي بتحوّل جذري في مسار الازمة. من ملف عودة النازحين الذي تفاعل بشكل كبير في دول الجوار لا سيما لبنان والاردن الى الحديث عن تفاهم اميركي- روسي على ان ينتشر الجيش السوري على طول الحدود السورية ـ الأردنية ـ اللبنانية من الجهة السورية، على طول 80 كلم لضمان تنفيذِ اتّفاق الهدنة الموقّع عام 1974، فتحافظ إسرائيل بذلك على استمرار حرّية القيام بعمليات عسكرية داخل الأراضي السورية ضد إيران واذرعها العسكرية مع تحييد قوات النظام السوري، بناءً على طلبٍ روسي، في حين تحافظ الولايات المتحدة الاميركية على وجودها في شمال شرق سوريا حالياً في انتظار تبَلوُر موضوع الوجود الإيراني. وقد قادت التطورات هذه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى اسرائيل اليوم في مهمة عاجلة، اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انها تهدف الى بحث الشأن السوري.

تبعا للسيناريو المشار اليه، واذا ما صدقت المعلومات الواردة في هذا الشأن، فإن اهم ما حققته القمة الاميركية- الروسية انها استمالت الرئيس بشار الاسد واقنعته بأن بقاءه في السلطة موقتا في اطار مهمة ودور محددين، يقابله وجوب التخلي عن ايران ومحورها واذرعها في الداخل السوري تمهيدا لعودتها الى الحضن العربي، حيث موقعها الطبيعي. النتائج المُسَرّبة من القمة بلغت حكما مسامع الايرانيين كما تقول مصادر سياسية لـ"المركزية" وبدأت تفعل فعلها في اكثر من دولة بدءا من العراق حيث انقسم الشارع الشيعي بين شيعة ايران وشيعة العرب ما انتج موجة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، ولو تحت شعارات مختلفة،  فتوقفت ايران عن تزويد البصرة بالكهرباء وسارعت الكويت الى تأمينها، مرورا بلبنان الموضوع عمليا تحت نفوذ طهران منذ سنوات. وترى المصادر، ان اكثر من اشارة صدرت اخيرا في اتجاه انقسام بين شيعة ايران وشيعة سوريا، وشكل المؤتمر الصحافي للنائب جميل السيّد بما تضمن من سهام وجهها للرئيس نبيه بري وقبله حملة السجالات بين السيّد والحركة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ووقوف حزب الله الى جانب بري، واعتباره خطا احمر، دليلا ساطعا الى الواقع المستجد وانعكاسه في الميدان بحيث اعتبر تصعيد السيد رسالة الى ثنائي أمل - حزب الله تؤذّن بعودة النفوذ السوري بدل الايراني وقد تلقفها سريعا الحزب ودخل مباشرة على خط التهدئة بعيدا من الاضواء لمنع انكشاف اهدافها الحقيقية للرأي العام الشيعي الذي سجل نقمة واضحة على الحزب وممارساته وانخراطه في حروب الخارج بإيعاز ايراني إبان مرحلة الانتخابات النيابية.

 ومحاصرة لمفاعيل النقمة وامتصاصها يركز الثنائي الشيعي جهوده في المرحلة الراهنة على الشق الانمائي والخدماتي ومكافحة الفساد وقطع الطريق على عودة نفوذ سوريا على حساب اقصاء ايران التي يبدو القرار الدولي اتخذ بمنع تواجدها في كل المناطق القريبة من اسرائيل في سوريا ولبنان ودول المتوسط عموما.

ومواجهة لهذ الواقع، تشير المصادر الى ان حضور امل وحزب الله سيزداد فاعلية في مناطق البقاع تحديدا، مرجّحة ان يحضر الرئيس بري شخصيا مهرجان الامام موسى الصدر نهاية آب المقبل ويمكث هناك اياما عدة، من دون ان تستبعد توجه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى المنطقة ايضا، بما يقطع الطريق على اي محاولة سياسية للجم نفوذ المحور الايراني، من بوابة الانتفاضات الشعبية، افساحا في المجال لعودة السوري.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o