Feb 02, 2018 3:36 PM
خاص

انتخابات زحلة: "التيار الحر" يتحالـــف مع "المستقبل"

المركزية- على مسافة أقل من أربعة شهور من موعد الانتخابات النيابية التي انتظرها اللبنانيون ليمارسوا أحد أكثر حقوقهم الديموقراطية، تتركز أنظار المراقبين على أكثر من دائرة، خصوصا أن المنازلات تخاض على أساس النسبية.

وفي وقت يعتبر كثيرون أن المواجهات الانتخابية في دائرة الشمال المسيحية (زغرتا، بشري، الكورة، البترون)، سترسم أولى ملامح الانتخابات الرئاسية المقبلة، على اعتبار أن الدائرة تضم عددا كبيرا من الطامحين إلى خلافة الرئيس ميشال عون، ينبه آخرون إلى أن دائرة الشمال الثانية (طرابلس المنية الضنية) قد تحدد هوية رئيس الحكومة العتيد، خصوصا أن تيار المستقبل سيواجه خصومه السنة في الصناديق الطرابلسية.

غير أن مراقبين يفضلون تركيز اهتمامهم في مكان آخر. دائرة زحلة التي تضم كل الطوائف وتتنافس فيها الغالبية الساحقة من القوى السياسية لكسب 7 مقاعد (2 كاثوليك، 1 سني، 1 شيعي، 1 روم أرثوذكس، 1 ماروني، و1 أرمني). إلا أن أهمية المشهد الانتخابي الزحلي تكمن أيضا في بعض ما يمكن اعتبارها حالات سياسية مستقلة، كالنائب نقولا فتوش، ورئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف، بما يجعل الانتخابات صعبة التكهن بالنتائج قبل موعد الاستحقاق. 

وفي محاولة مبكرة لرسم الصورة الانتخابية الزحلية، تكشف مصادر زحلية مطلعة لـ "المركزية" أن التيار الوطني الحر (الذي يعدّ من أهم القوى الحاضرة في المدينة وقضائها)، يجري مفاوضات  مع رجل الأعمال ميشال ضاهر لترشيحه عن أحد المقعدين الكاثوليكيين، علما أن من المرجح أن يرسو الخيار البرتقالي الماروني على النائب السابق سليم عون (الذي كسب هذا المقعد في انتخابات عام 2005)، على رغم ما تسميه المصادر "تململا" يثيره عون في الأوساط الزحلية.

 وتبعا لإصرار التيار العوني على تكريس جهوده في عاصمة الكثلكة، فإنه يعد العدة لتقديم لائحة كاملة. إلا أن الاسم الاورثوذكسي لا يزال موضع نقاش في الكواليس البرتقالية، حيث ترجح المصادر أن يستقر الخيار على واحد من اثنين: إما  الوزير السابق غابي ليون (الذي تسلم حقيبة الثقافة في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بين العامين 2011 و2013) او رئيس مجلس إدارة كهرباء زحلة أسعد نكد، علما أنه ليس عضوا في التيار".

وعلى رغم هذه الصورة، يبدو التيار العوني متيقنا من حاجته إلى نسج تحالفات انتخابية تتيح له نيل الحاصل الانتخابي (الذي يبلغ 15000 صوت) لتنطلق بعدها رحلة تحديد الفائزين عن طريق الصوت التفضيلي.

وفي هذا الاطار، تؤكد المصادر أن التحالف العوني مع تيار المستقبل بات شبه ثابت، علما أن المعلومات تفيد عن اتجاه التيار الأزرق إلى التمسك بالنائب عاصم عراجي، وهو لا يشكل استفزازا للتيار ولا لقاعدته الشعبية الزحلية.

وإذا كان التيار الوطني الحر مرتاحا إلى حليفه الأزرق وقدرته على نيل عدد لا يستهان به من الأصوات السنية، فإن تقاربا انتخابيا من هذا النوع، والذي لا يمكن فصله عن التسوية السياسية التي أرساها اتفاق الرئيس ميشال عون والرئيس سعد الحريري عام 2016- يطيح قدرة العونيين على شبك أيديهم مع حليفهم الأول والأقدم، حزب الله.

أمام هذا المشهد، ترجح المصادر ركون الحزب إلى التحالف مع النائب نقولا فتوش الذي تفيد المعلومات عن اتجاه إلى تأليف لائحة يواجه بها وحيدا القوى والأحزاب في المدينة.

وكما التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، تستعد القوات لمنازلات زحلة، وإن كان ذلك قد يضعها في مواجهة حلفائها التقليديين والجدد، بينهم المستقبل والكتائب.

وهنا، يذكر مطلعون على المشهد السياسي بأن رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل لا يزال متمسكا بموقعه السياسي معارضا للسلطة، ويستبعد أي التقاء انتخابي مع أطراف التسوية، بما يعني أن التحالف الزحلي بين الصيفي ومعراب لا يزال مستبعدا، وإن كان حوار تسوية الخلافات جاريا اليوم بين الطرفين، بعد خصومة طويلة. 

إلا أن للمصادر الزحلية رأيا آخر. فهي تشير إلى إمكان تحالف القوات والكتائب"، كاشفة أن المرشح الكاثوليكي القواتي هو ميشال فتوش (أبن شقيق النائب نقولا فتوش، وهو على خلاف معه)، فيما تتمسك الصيفي بالنائب  ايلي ماروني، وهو ما يشكل عائقا أمام قيام تحالف مع ميريام سكاف، بفعل مقتل نصري ماروني (شقيق النائب ايلي ماروني) على أيدي من يعتبرهم النائب الزحلي عناصر من الكتلة الشعبية، علما أن ماروني كان أبدى استعدادا لإتمام مصالحة مع سكاف .

من جهتها، وبعدما واجهت تحالفا سياسيا عريضا في استحقاق بلديات 2016، تمضي ميريام سكاف في طبخ لائحتها وحيدة، خصوصا بعدما رفضت عرض النائب نقولا فتوش للتحالف معه. وفي شرح لهذا الموقف، تعتبر المصادر أن سكاف وفتوش يخوضان السباق على الزعامة الكاثوليكية في المدينة، علما أن رئيسة الكتلة الشعبية تبدو متكئة على إرثها العائلي والتاريخي، غير أن هذا لا يكفي لكسب المنازلة الانتخابية.  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o