Jul 20, 2018 7:04 AM
صحف

"الحرب الباردة": سخونة على المحاور الثلاثة!

على رغم الرسائل الايجابية العلنية المتبادلة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري حول احترام كل منهما الصلاحيات الدستورية للآخر في عملية تأليف الحكومة، لم تعد "الحرب الباردة" الناعمة والجارية على محاور أزمة التأليف خافية على أحد، خصوصاً مع اقتراب طي الشهر الثاني لهذه الأزمة في 24 تموز الجاري. والواقع ان سفر الحريري أمس الى مدريد وبعدها الى لندن على ان يعود مطلع الأسبوع الى بيروت، جاء في وقت تصاعدت الشكوك الكبيرة في امكان ترجمة تفاؤله فعلاً بإمكان ولادة الحكومة الاسبوع المقبل أو الذي يليه، علماً ان كلاماً صدر أمس عن الرئيس عون تحدث عن أسبوع حاسم من غير ان يقترن تفاؤل الحريري قبلاً وتوقع عون لاحقاً لأسبوع حاسم بمعطيات ايجابية ملموسة حول تقدم في المشاورات المتصلة بانهاء الحرب الباردة الثلاثية الاضلاع والاطراف حول الحصص والاحجام الوزارية في الحكومة العتيدة. 
لا بل طرأت معطيات زادت التعقيدات تعقيداً وكان من أبرزها الحملات الحادة التي تجددت بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" والتي توجت بأعنف رد هجومي لرئيس حزب "القوات" سمير جعجع على رئيس "التيار" وزير الخارجية جبران باسيل ذاهباً الى حد تحميله تبعة الاساءة الى العهد نفسه. واذا كان هذا التصعيد أبرز بقوة مجدداً العقدة المسيحية في مأزق تأليف الحكومة، فإنه لم يحجب في المقابل أزمة الصلاحيات الصامتة بين الرئيسين عون والحريري والتي على رغم حرص كل منهما على نفي وجودها أصلاً باتت تؤثر تأثيراً سلبياً قوياً في تباعد رؤية كل منهما عن رؤية الآخر في الوسائل الممكنة لتجنب مزيد من استهلاك الوقت واستنزاف البلاد في انتظار حل العقد التي تعترض تأليف الحكومة. 
وما مرور نحو ثلاثة أسابيع من دون عقد أي لقاء بين الرئيسين عون والحريري سوى عارض من أعراض المأزق الصامت الذي تسببت به عملية "الانفلاش" في الاجتهادات المتصلة بتوزيع الحصص والحقائب وتحديد الاحجام بعدما اصطدم الرئيس المكلف برفض نسختين قدمهما الى رئيس الجمهورية ولم تلقيا موافقته بل مضى الوزير باسيل لاحقاً في الاصرار على تحديد حصص لكل من "القوات اللبنانية" والحزب التقدمي الاشتراكي دون الحصص التي حددها الحريري والتي تتفق مع مطالب هذين الفريقين. ثم ان العقدة الثالثة المتصلة بحصة "الحزب التقدمي الاشتراكي" لا تزال تشكل سداً منيعاً يحول دون توقع أي انفراج وشيك بعدما تصاعدت وتيرة بعض المواقف الاستفزازية التي أدت الى توسيع الهوة بين "التيار الوطني الحر" والحزب التقدمي الاشتراكي. 

"النهار"

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o