Jul 19, 2018 3:16 PM
خاص

شـيعة العـراق ينتفضون ضد "سطوة" ايران على ثروات بلادهــم
طهران "استخدمتهم" لتعزيز نفوذها في بغداد..فجاءت النتيجة عكسية!

المركزية- تستمر الاحتجاجات الشعبية منذ الثامن من تموز الجاري في مدن جنوبي العراق، على وقع ارتفاع عدد الضحايا الذين سقطوا خلالها، ووصل إلى 8 قتلى و60 مصابا. أما أهداف هذا الحراك، فرفعُ الصوت ضد تدهور الخدمات العامة في هذه المنطقة من بلاد "ما بين النهرين".

فهي تعاني من الإهمال منذ عقود برغم الثروة النفطية التي تختزنها، ويشكو السكان من الفساد المستشري اذ ان البلاد تتلقى سنويا عشرات مليارات الدولارات من بيع النفط. وفي المقابل، تتراكم أكوام النفايات في الكثير من شوارع البصرة وتتسبب المياه الراكدة ومياه الصرف الصحي في مشاكل صحية، في حين تنقطع الكهرباء سبع ساعات يوميا رغم بلوغ الحرارة 50 درجة مئوية صيفا، كما ان شبابها يعانون البطالة وانعدام فرص العمل.

وفي وقت تحاول الحكومة العراقية احتواء الاحتجاجات، عبر قرارات من بينها تخصيص وظائف حكومية وأموال لمحافظة البصرة، فضلا عن خطط لتنفيذ مشاريع خدمية على المدى القصير والمتوسط، التظاهرات مازالت مستمرة.

ذلك ان ما يجري، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية مواكبة للتطورات العراقية لـ"المركزية"، ليس فقط تظاهرات ضد الاداء الرسمي "معيشيا"، بل يتخطاها الى تململ او حتى "انتفاضة" شيعية، على وضع ايران يدها على ثروات المنطقة هذه، مباشرة او عبر حلفاء محليّين لها، فيذهب معظم أرباحها الى الجمهورية الاسلامية، فيما سكانها يكتوون بفقر مدقع ويتخبطون في ظروف حياتية من الأصعب.   

وما فاقم "الغضبة" الشيعية – العراقية على ايران، بحسب المصادر، ودفع سكان الجنوب الى الشارع اليوم بعد ان تحمّلوا معاناتهم لسنوات، هو ان طهران لجأت منذ اسابيع الى "استخدامهم" في لعبتها السياسية في العراق... ففيما تحاول تعزيز نفوذها في بغداد مجدداً بشتى الوسائل- بعد ان أظهرت نتائج الانتخابات ارتفاع أسهم التيارات الرافضة لهيمنتها على العراق، فانتصر تيار مقتدى الصدر المناوئ لخياراتها- قررت قطع خطوط امدادات الماء والتيار الكهربائي المصدرة إلى العراق، عن محافظات في الجنوب العراقي، لا سيما البصرة. وهي كانت عبر هذه الخطوة، تحاول تأليب سكان المنطقة على الحكومة العراقية التي يرأسها حيدر العبادي، للضغط باتجاه تشكيل تحالف حكومي طائفي يصب لصالحها، الا ان الرياح ذهبت بما لا تشتهي سفنها، فتحوّلت الاحتجاجات ضدّها، دائما بحسب المصادر. حتى ان أداء ايران هذا، دفع بالعراق، الى الانعطاف أكثر نحو الدول الخليجية، فزار وفد رفيع يرأسه وزير التخطيط العراقي، سلمان الجميلي، مدينة جدة السعودية منذ ساعات، لبحث عدد من القضايا والملفات، على رأسها ملف الطاقة، الذي يشمل الكهرباء والوقود.

هذا عراقيا. أما في الصورة الاوسع، فتتحدث المصادر عن نقمة متزايدة على القيادة الايرانية في المنطقة. تبدأ من قلب الجمهورية الاسلامية، حيث التظاهرات تتواصل منذ أسابيع، وتمر في اليمن حيث بات الحوثيون أكثر ليونة ازاء خيار التفاوض وصولا الى لبنان حيث لم تخف البيئة الحاضنة لحزب الله لا سيما بقاعا تململها، من تجاهل اوضاعها الحياتية والمعيشية، مقابل تكريس الحزب كل طاقاته للقتال العسكري لا سيما في سوريا.

وتسأل "أمام هذه الضغوط التي تمارس عليها من بيئتها ومن المجتمع الدولي، هل تصمد ايران طويلا ام تعيد النظر في سياساتها وخياراتها"؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o