Jul 18, 2018 4:02 PM
خاص

قيادة "حزب الله" على خط معالجة التوتر بين "حركة امل" والسيد:
من حــــق "اللواء" اطلاق مـــواقف لكن بري خط احمر

المركزية- فيما نيران القصف السياسي تضيء سماء التشكيل الحكومي من ضمن معارك الحصص والاحجام الوزارية، نيران من نوع اخر بدأ لهيبها يتصاعد تدريجياً على جبهتين يُفترض انهما حليفان سياسيان: "حركة امل" بمسؤوليها وجمهورها والنائب اللواء جميل السيد، وكانت مواقع التواصل الاجتماعي ساحتها الرئيسية. 

انطلقت شرارة الصراع بينهما من تغريدة للواء السيد منذ اسابيع انتقد ما يوحي بتمييز بين شيعة البقاع وشيعة الجنوب، فتحت بعدها باب ردود الفعل على مصراعيه من قبل مسؤولي الحركة وجمهورها من جهة، ومناصري الثنائية الشيعية في كل من البقاع والجنوب من جهة ثانية، لتعود وتشتعل مجدداً امس بين الحركة واللواء بعد المؤتمر الصحافي الذي عقده الاخير في مجلس النواب موجّهاً فيه السهام الى شخص في الدائرة اللصيقة بالرئيس بري، متّهماً اياه بإشعال الفتنة وبانه يقبض الرشاوى من البقاعيين مقابل إدخالهم في وظائف عامة وفي الاسلاك العسكرية، قبل ان تردّ عليه الحركة ببيان ابرز ما جاء فيه "فقط لمن يدّعي الشرف العسكري نتحداه ان يقدم ما اختلقه من تهم وفبركات للنيابة العامة ليتبين الخيط الأبيض من حولنا من خيطه الأسود. هو وغيره يعرفون ان الكبار وحدهم من يعملون الى جانب الرئيس بري ولن يهزهم كلام يراد به باطل". 

وفي مقابل "لهيب" جبهة الحركة-السيد، هدوء "لافت" من قبل حليفهما المشترك "حزب الله" المُعتصم بصمت "ثقيل" منذ ان بدأت المناوشات بينهما، خرقه امس موقف للنائب علي عمّار في افتتاح جلسة انتخاب اللجان النيابية بقوله للرئيس بري "انت سيّد المجلس وانت سيّد التشريع" ما فُسّر على انه ردّ غير مباشر على اللواء السيد وهجومه على الرئيس بري.

ويبدو ان "حزب الله" الذي يحرص على وحدة "البيت الشيعي" وعدم تسلل الفتنة اليه، لن يقف مكتوف اليدين امام ما يحصل، ولقطع الطريق على اي محاولة "لاستغلاله" في البازار السياسي من اجل التصويب عليه من بوابة "اهمال البقاع" وحرمان اهله من ابسط حقوقهم، والذي شكّل عنوان الخطاب الانتخابي الذي استُخدم ضده بقاعاً.

وعلمت "المركزية" ان الخلاف بين "حركة امل" والنائب جميل السيد وُضع على طاولة مركزية "حزب الله"، بحيث ان قيادة الحزب هي التي تتولى عملية المعالجة بعيداً من الاعلام.

وفي السياق، تصرّ مصادر الحزب على وضع الخلاف بين "حركة امل"، تحديداً بعض القريبين من الرئيس بري والنائب السيد وليس بين الرئيس بري من جهة واللواء السيد من جهة اخرى"، جازمةً "بأن الرئيس بري خط احمر ونرفض اي تعرّض له من اي كان مهما علا شأنه".

واوضحت المصادر عبر "المركزية" "ان ترطيب الاجواء الداخلية وعدم مراكمة "التوترات" من مصلحة معظم الفرقاء، لان البلد لا يحتمل مزيداً من التشنّج والتوتر"، وقالت "صحيح ان اللواء السيد خاض الانتخابات على لائحتنا وفاز بمقعد نيابي في البقاع، الا ان لديه هامش حرية يتحرّك فيه لوحده، فهو لديه حيثية شعبية ولا احد يستطيع منعه من التعبير عن رأيه في موضوع ما، لكن نتمنى تهدئة الامور بينه وبين "حركة امل"، خصوصاً اننا ابناء بيت واحد واهدافنا السياسية نفسها".

واذ رفضت المصادر "استخدام مصطلح "شيعة البقاع وشيعة الجنوب"، لان من مبادئنا الاساسية كحزب عدم استعمال لغة "بقاعي وجنوبي". هذا ممنوع داخل الحزب"، اعتبرت "ان اي انسان عاقل لا يقبل باللغة المناطقية، فالاصح استخدام اللغة الوطنية، وكلام الرئيس بري امس خلال جلسة انتخاب اللجان "عن اننا ثنائي وطني وليس شيعياً" اكبر دليل"، مشيرةً الى "اننا جهة سياسية اخذت على عاتقها الان محاربة الفساد وفي شكل علني، وهذه المحاربة تبدأ باحترام مبدأ التوازن والكفاءة لا المحاصصة والمحسوبية"، واكدت "اننا لا نتحمّل مسؤولية من يُغرّد خارج سرب "اللغة الوطنية لا المناطقية" التي نتبنّاها".

ورداً على سؤال عن رأيها بضمون المؤتمر الصحافي للواء السيد امس من مجلس النواب، اجابت المصادر "هو نائب في البرلمان يحق له اطلاق مواقف من المجلس، لكن نتمنى على الطرفين عدم استخدام الاعلام كمنبر لرفع منسوب التشنّج والتوتر في البلد. نحن بغنى عن ذلك، و"الصراخ العالي" يضرّ ولا يُفيد"، مشددةً على "اهمية الحوار من اجل الحفاظ على البيت الداخلي، خصوصاً اننا نمرّ في مرحلة حسّاسة داخلياً وخارجياً".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o