Jul 13, 2018 3:56 PM
خاص

روسـيا "لولب" اتصالات اقليمية ودولية توحي بتغيرات مقبلـة الى المنطقـة
موسكو تعرض على ايران المساعدة الاقتصادية..مقابل انسحابها من سوريا؟!

المركزية- ليست روسيا محط أنظار العالم هذه الأيام، فقط لانها تستضيف مباريات كأس العالم لعام 2018 فحسب، بل لانها أيضا "لولب" لسلسلة اتصالات ولقاءات اقليمية ودولية بارزة، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، تدل الى أن ثمة متغيرات مقبلة الى المنطقة، تلعب فيها موسكو دورا كبيرا.

 فساعات بعيد استقباله رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلثاء، التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس مستشار الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، علي أكبر ولايتي. أما في الساعات المقبلة، فيستقبل "القيصر" الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قبل ان يلتقي على هامش مباريات نهائي "المونديال" الذي ستتنافس فيه فرنسا وكرواتيا، الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، حيث نقلت وكالة الإعلام الروسية منذ يومين عن الكرملين قوله إن بوتين قد يجري محادثات مع نظيره الفرنسي في نهائي بطولة كأس العالم لكرة القدم، المرتقب الاحد المقبل.

أما تتويج هذه المباحثات كلّها، فسيكون في هلسنكي في 16 تموز الجاري، في القمة الأميركية – الروسية التي ستجمع الرئيسين الاميركي دونالد ترامب وبوتين.

بحسب المصادر، ثمة قاسم مشترك في كل هذه الحركة التي تشهدها موسكو وفي الاجتماع الذي ستستضيفه العاصمة الفنلندية. فإنهاء الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي موجود في النقاشات، لكن الملف السوري وتحديدا الوجود الايراني في سوريا، يبدو الحاضر الابرز فيها. وفي السياق، تقول المصادر ان الموقف الذي أعلنه اليوم ولايتي، غداة لقائه بوتين، والذي قال فيه إن "طهران تنسق المواقف بشأن وجودها العسكري في سوريا مع موسكو ودمشق"، يؤشر الى تبدّل ما، بدأ يطرأ على السياسة الايرانية والتي كانت حتى الامس القريب تعتبر ان وجودها في سوريا لا نقاش فيه. وتعتبر المصادر ان العرض الذي قدمه بوتين لضيفه لناحية تعزيز التعاون النفطي بين روسيا وايران، وإمكانية رفعه الى "50 مليار دولار" على شكل استثمارات روسية جديدة، ما يساعد في الواقع طهران على الصمود في وجه العقوبات الاميركية اذ تعوّض الى حد ما نشاط الشركات الاجنبية التي غادرت البلاد نتيجة تدابير الولايات المتحدة، قد يكون "بدلا" روسيًّا لايران، عما ستضيّعه في سوريا في المرحلة المقبلة.  

فالتوجه الغالب، بحسب المصادر، هو لان تخلص قمة ترامب – بوتين الى قرار بخروج القوات الايرانية والموالية لها من الجنوب السوري ومن سوريا ككل في مرحلة لاحقة، على ان يعاد الاعتبار الى اتفاق فك الاشتباك في الجولان بين الجيشين الاسرائيلي والسوري منذ العام 1974، وهو ما طلبه نتنياهو من بوتين.

وكان المسؤول العبري أكد في الساعات الماضية "أن إسرائيل لا مشكلة لديها مع الرئيس السوري بشار الأسد، ولا تعارض استعادة سيطرته على سوريا حال إبعاد الإيرانيين من البلاد. وقال نتنياهو في تصريحات صحفية أدلى بها قبيل مغادرته العاصمة الروسية موسكو "ليست لدينا أي مشكلة مع نظام الأسد، وعلى مدى 40 عاما لم يتم إطلاق رصاصة واحدة على مرتفعات الجولان". وأضاف "لقد حددت سياسة واضحة مفادها أننا لا نتدخل، ولم نتدخل، وهذا الأمر لم يتغير، وما أثار قلقنا هو تنظيم داعش وحزب الله، وهذا أيضا لم يتغير"، مضيفا "يكمن جوهر المسألة في الحفاظ على حريتنا في التحرك ضد أي شخص يعمل ضدنا، وثانيا في إبعاد الإيرانيين من الأراضي السورية". وأوضح أن الإيرانيين لم يغادروا المنطقة قرب حدود سوريا مع إسرائيل بالكامل، لكنهم تراجعوا لبضعة عشرات الكيلومترات بعيدا عن حدود الجولان، وشدد على أن السياسة الإسرائيلية لا تزال كما كانت عليه وتركز على ضرورة انسحاب القوات الإيرانية بشكل كامل، وفي ذات الوقت فإن إسرائيل لن تتدخل في جهود الأسد لاستعادة المناطق الحدودية.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o