Jul 13, 2018 3:21 PM
خاص

فرنسا تبحث عن دور على المسرح السوري من بوابة احياء "النووي"
ماكرون يتوسط مع بوتين لضمان مصالح الشركات في فرص لا تعوض في طهران

المركزية- منذ  اعلان انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الايراني وإعادة العمل بالعقوبات الاميركية على طهران في ايار الماضي، وضع الرئيس الأميركي دونالد ترامب القارة الاوروبية أمام خيارات صعبة، دافعا شركاءه الى رفع الصوت والتكتل في مواجهة اجراءاته التي بلغت حدّ توجيه إنذار نهائي لاعضاء حلف شمال الاطلسي خلال القمة التي جمعتهم الأربعاء في شأن مستوى إنفاق أعضاء الحلف على الدفاع (كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي).

وفيما يبحث القادة في "القارة العجوز" عن آليات رد على "نزوات" الرئيس ترامب التي أدخلت دول اوروبا عموما في عنق الزجاجة، تقول مصادر دبلوماسية غربية لـ"المركزية" ان هؤلاء باتوا يخشون من ان تكون استراتيجية الرئيس الاميركي في هذه المرحلة ترتكز الى اضعاف حلفائه لمصلحة التقرب من روسيا، وفق ما تبين من خلال تداعيات انسحابه من النووي اقتصاديا وماليا عليهم، لا سيما بعدما هدد شركات فرنسية عملاقة في ايران بفرض العقوبات عليها اذا استمرت في العمل هناك، فلجأت الى الرئيس ايمانويل ماكرون مطالبة  

بالتعويض على خسارتها في السوق السورية من خلال المشاركة في اعادة الاعمار. هذا الطرح معطوف على الانزعاج الاوروبي من سياسة ترامب سيحمله ماكرون الى نظيره فلاديمير بوتين خلال لقاء- قمة يفترض ان يعقد بينهما بعد غد الاحد، على هامش زيارة ماكرون روسيا لحضور المباراة النهائية في كأس العالم لكرة القدم التي تأهل اليها منتخب بلاده على ان يواجه المنتخب الكرواتي. فهل يشكل بوتين همزة الوصل بين واشنطن ودول اوروبا فيما يلعب ماكرون دور الوسيط بين واشنطن وطهران؟

تعتبر المصادر الدبلوماسية  ان الرئيس الفرنسي يبذل جهدا كبيرا في اتجاه  حمل ايران على تليين موقفها وكبحها عن المضي في تهديداتها لزيادة التخصيب ووقف البرنامج البالستي واحترام مضمون الاتفاق الموقع

ليتمكن من لعب دور الوسيط بين الدولتين وتأمين ما يلزم من ضمانات لبقاء الشركات الاوروبية في ايران وعدم تعريضها للعقوبات، ذلك ان بعض المشاريع التي تستثمر فيها الشركات الاوروبية عموما والفرنسية خصوصا في طهران، لا سيما في المجال النفطي لا تعوض على ما يقول القيمون عليها ومن بينهم رؤساء شركة "توتال" الفرنسية.

وتضيف ان عدم تطوير ايران قطاعها النفطي منذ انطلاق الثورة يشكل فرصة قيّمة بالنسبة للشركات الاوروبية ولطهران في آن، بحيث قد يكون انعاش الاتفاق النووي ضرورة لايران ومصلحة لاوروبا عموما وفرنسا خصوصا، التي تضغط في اتجاه الوصول الى توافق دولي حول الملف النووي الايراني لتضرب بذلك عصفوري المصالح الاقتصادية والحضور والدور السياسي الرائد بحجر الوساطة التي يقودها ماكرون، في موازاة تأمين مساحة لباريس في مشروع التسوية السياسية في سوريا تضمن لها الانخراط في مسار اعادة الاعمار عند انطلاقه وتفرض نفسها وسيطا في الحل وشريكا مع اللاعبين الاميركي والروسي عبر ورقة "النووي".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o