Jul 11, 2018 3:15 PM
خاص

قراءة خاطئة لتطـورات الاقليم تنعكس سـلبا على التشـكيل
الحكومة عالقة في كباش صراع المحاور بين الخاسر والرابح

المركزية- خلافا لشبه الاجماع السياسي اللبناني على ان العقبات الكامنة في طريق تشكيل الحكومة داخلية بامتياز، تكشف اوساط سياسية مواكبة لعملية التأليف لـ"المركزية" عن ابعاد وخلفيات بعض هذه العقبات فتربطها بقراءة خاطئة تجريها قوى سياسية موزعة بين المحورين السعودي-الغربي والايراني، حول التطورات في الشرق الاوسط ودول الجوار من سوريا الى العراق فاليمن، اضافة الى ملفات دولية ابرزها النووي الايراني ومشروع "صفقة العصر" للسلام في الشرق الاوسط والقمة الاميركية -الروسية في 16 الجاري في هلسنكي.

و"القراءة الخاطئة" للتطورات تنعكس، بحسب الاوساط، تصلبا وتشنجا لدى القوى المشار اليها في مسار التشكيل، اذ ان اطرافا خارجية توظف اعتراضات القوى المحسوبة عليها محليا ورقة ضغط تستخدمها لتعزيز موقفها وموقعها التفاوضي. وعلى رغم نصائح الخارج بضرورة استعجال تأليف الحكومة ليتسنى للبنان الافادة من زخم المؤتمرات والدعم الدولي الذي تجلى في المؤتمرات، بقي التشكيل عالقا في مربع الشروط والعقد، ما اضطر دول غربية صديقة وحريصة على لبنان الى لعب اوراق ضغط من بينها احجام بعض كبارالمسؤولين عن زيارة بيروت وربطها بتشكيل الحكومة. الا ان هذه المحاولات معطوفة على نصائح يتلقاها المسؤولون اللبنانيون من اكثر من جهة خارجية بتسريع التشكيل عوض الاستمرار في سياسة الفرص الضائعة، لم تلق اذانا صاغية. فبعض اطراف فريق 8 اذار، تضيف الاوساط، يرى في التطورات الاقليمية ما يصب في مصلحة محوره، ويقدم الدليل ببقاء الرئيس بشار الاسد في السلطة واستعادة النظام السيطرة على المناطق التي كانت مع المعارضة المسلحة وطرد المسلحين وابعادهم وانهاء وجود الاهاربيين في سوريا، اضافة الى غياب اي مطالبة غربية اميركية او اوروبية اوحتى عربية بتنحي الاسد كشرط لبدء المرحلة الانتقالية للتسوية.

بيد ان الذين يدورون في الفلك السعودي الغربي، تؤكد المصادر، يعتبرون ان قراءة مؤيدي المحور الايراني خاطئة، تنبعث من امنيات ولا ترتكز الى معطيات ووقائع. فالمحور الغربي من وجهة نظرهم هو المنتصر وليس ايران، وما بقاء الاسد الا لمهمة ودور محددين ووفق شروط  هذا المحور. وقد قال ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان خلال زيارته الولايات المتحدة الاميركية ان لا مشكلة في بقاء الاسد في السلطة شرط ان يتخلى عن المحور الايراني، وعلى ايران ان تخرج من سوريا ومن الدول العربية. ويقولون ان الاسد لا يزال في السلطة لانه وافق في اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي على عرض التسوية الروسية- الاميركية المتضمن بقاءه حتى نهاية ولايته ضمن مهمة تقضي بضبط الوضع في جنوب سوريا واحترام منطقة المد الحيوي بعمق 40 كيلومترا ومنع وجود اي ميليشيات مسلحة  تابعة لايران ومنها حزب الله، والانتشار على الحدود اللبنانية لضبطها وقد نشر فرقة الهجانة على الحدود واقفلت المعابر غير الشرعية.

اما الدور فيقضي بمنع اي نفوذ ايراني في سوريا، وهذا ما اشار اليه اكثر من مسؤول روسي، وتحديدا وزيرالخارجية سيرغي لافروف عندما دعا المسلحين غير السوريين للخروج من سوريا وسمى حزب الله وقوات ايران (الحرس الثوري) والقوات الاميركية، بما يؤشر الى قبول الاسد بالمهمة والدور، لذلك انتشرت الشرطة الروسية في جنوب سوريا واستلمت معبر نصيب مع الاردن ومنعت اي وجود ميليشياوي. ويضيفون ان الشرطة الروسية فضحت ارتداء عناصر من الحرس الثوري وحزب الله بذات جيش النظام للبقاء في الجنوب السوري قرب الجولان وطردتهم. كل ذلك يؤكد  خسارة المحورالايراني وأفول نجمه تدريجيا في المنطقة.

مجمل هذه المعطيات، يعكس التخبط داخل قوى 8 اذار ويدفعها الى وضع العصي في عجلات التأليف، بحسب الاوساط، من تضخيم العقدتين المسيحية والدرزية والتلطي وراءهما الى الاعلان عن اعادة النظرفي حصتها في المشاركة وهي تاليا لا تريد تأليف الحكومة الا بشروطها وبعد حصولها على الثلث المعطل لان الغزل القائم بين بعض القوى السياسية من المحورين ومع الرئيس الحريري يقلق حزب الله ومحيطه. وتبعا لذلك، سيبقى التشكيل متعثرا، الا اذا قرر الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري القيام بخطوة تنقذ الحكومة من براثن العقد، والعهد من استنزاف رصيده.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o