Jul 11, 2018 2:49 PM
خاص

في انتظار تنازلات الأفـــرقاء... الحريري المتفائل
يواجه شروط حزب الله بـ "حكومة متوازنة ومقنعة"

المركزية- في اليوم الأول بعد عودته من إجازته العائلية استعدادا لإعادة تشغيل محركات تأليف الحكومة، بدا الرئيس المكلف سعد الحريري شديد الحرص على ضخ بعض التفاؤل في أجواء المشهد الحكومي المعلق منذ 24 أيار الفائت على حبال الشروط والشروط المضادة التي يتبادلها الأفرقاء. غير أن هذا لا ينفي أن الحريري بدا متيقنا للصعوبة التي تعتري عملية فكفكة العقد، بدليل أنه دعا الجميع "إلى تقديم التنازلات لما من شأنه أن يصب في مصلحة البلد"، وهو في ذلك وجه رسالة إلى المعنيين بالعقدتين المسيحية والدرزية، بعد أن قطع طريق تمثيل النواب السنة من غير الدائرين في فلك تيار المستقبل، من على منبر بعبدا تحديدا قبل نحو أسبوعين.

على أن هذه الرسالة لم تبلغ مسامع النواب المعنيين، الذين اجتمعوا أمس في مجلس النواب، وجددوا المطالبة بمقعدين وزاريين في الحكومة المقبلة. وبين سطور هذا الاصرار، يقرأ بعض المراقبين للمشهد السياسي عبر "المركزية" نوعا من الرسائل المشفرة من حزب الله إلى الحريري. ذلك أن بحسب هؤلاء، وعلى وقع الكلام الأخير لرئيس فيلق القدس  في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني الذي اعتدّ بالنصر الانتخابي الذي حققه حزب الله في الانتخابات النيابية الأخيرة بـ "حصوله" على 84 مقعدا نيابيا، لن يوفر الحزب أي وسيلة لنقل هذه النتيجة من مجلس النواب إلى طاولة مجلس الوزراء، التي يعد الوجود حولها مشاركة فاعلة في اتخاذ القرارات المرتبطة بالحكم وطريقة إدارته. وفي هذا السياق، يدرج المراقبون أنفسهم الإصرار الذي يبديه حزب الله، بحسب المعلومات، على تأمين حصة وزارية لرئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال إرسلان.

وفي شرح أوضح لهذا الموقف، يعتبر المراقبون أن تشكيل الحكومة الحريرية العتيدة يمكن أن يعتبر إنعكاسا لصراع محاور اقليمي بين الغرب والسعودية من جهة، وايران و"محور الممانعة من جهة أخرى"، بما يفسر الجمود الذي يتحكم بمسار المفاوضات، حتى اللحظة على الأقل.

أمام هذه الصورة، لا يجد بعض المقربين من التيار الأزرق إلا الواقعية السياسية أسلوبا للتعامل مع المفاوضات الحكومية التي أطلق الحريري جولة جديدة منها أمس من عين التينة، مؤكدين أن الرئيس المكلف لن يقدم على تأليف حكومة قد لا يكون مقتنعا بتوليفتها، بما من شأنه المساعدة على وضع قطار إصلاحات مؤتمر "سادر المنتظرة على سكة التنفيذ"، مشيرة في السياق إلى أن الحريري يبحث عن تشكيلة متوازنة، بما يفسر رفضه مطالب النواب السنة غير المنضوين تحت لواء كتلته.

وفي انتظار ما ستؤول إليه الأمور، تتجه الأنظار إلى الجولة التي سيقوم بها الحريري على القيادات والفاعليات السياسية، لا سيما المعارضة منها. وفي هذا الإطار، علمت "المركزية" أن أي موعد لم يحدد للقاء بين الحريري ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، علما أن الحزب كان أعلن على لسان عدد من كوادره ونوابه أنه يتطلع إلى حكومة متوازنة سياسيا، تضع نصب عينها تنفيذ عدد من المشاريع وفقاً لبرنامج سياسي واضح يصب في مصلحة البلد. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o