May 26, 2023 4:35 PM
تحليل سياسي

مفاوضات المعارضة والتيار تتقدم نحو ازعور...حسم نهاية الاسبوع
مجلس وزراء ساخن وهجوم ميقاتي على التيار...جلسة للنازحين قريبا
نواب المعارضة: لن نخضع للسلاح...واشنطن: حزب الله ارهابي

المركزية- برغم بعض المظاهر الإيجابية التي طفت على سطح الأزمة الرئاسية اليوم، من خلال تراجع وتيرة السجالات الحادة واستئناف حركة السير على خطوط المواصلات السياسية بين التيار الوطني الحر واطراف المعارضة، إلا أن هذه المفاوضات لم تتجاوز بعد حدود "القشرة الخارجية"، وتبقى محدودة بل على مستوى التسريع في الاستحقاق، وذلك في انتظار اعلان رسمي من الطرفين عن الاتفاق يفترض ان يتظهر مصيره خلال اليومين المقبلين والانتقال بعدها الى مرحلة خطوات الثنائي الشيعي ازاء الانجاز هذا وما اذا كان سيمضي بمعركته داعما رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ام يقدم على مبادرة ما سواء منه أو من مرشحه، تكسر الحلقة المفرغة.

تقدّم المفاوضات: وفي انتظار اي جديد "علني" على الضفة الرئاسية، أفيد عن تقدّم في المفاوضات بين المعارضة والتيار الوطني الحر، يبقى التثبت من صحّته. في السياق، افادت المعلومات ان قنوات التواصل بين التيار ومختلف مكونات المعارضة فتحت على مصراعيها،في الساعات الاخيرة  فكان تواصل كتائبي بين رئيس الحزب النائب سامي الجميل ورئيس التيار البرتقالي النائب جبران باسيل من جهة، وقواتي-برتقالي بين النائبين فادي كرم وجورج عطالله، واطراف من التغييريين والمستقلين من جهة ثانية، وسجلت بضع خطوات ايجابية عبرت عنها مشاركة الوزيرة السابقة النائبة ندى البستاني مع وفد المعارضة في زيارتهم الفرنسية وبيان المجلس السياسي الاخير للتيار، نجحت حتى الساعة في تعبيد درب الاتفاق على وزير المال السابق جهاد ازعور، من دون بلوغ نقطة النهاية، ذلك ان المفاوضات تتقدم لكنها لم تنته، والخشية تبقى قائمة من امكان الوصول الى طريق مسدود، استنادا الى التجارب السابقة في المفاوضات مع التيار، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية".

الحوار ايجابي: ليس بعيدا، أكد "التيار الوطني الحر" في بيان، أن "موقف التيار من الحوار مع المعارضة، وكافة الكتل، هو إيجابي منذ تموز الماضي". وأضاف "ما تغيّر هو الايجابية بالحوار التي ظهرت عند "الكتل المعارضة" التي بدأت تترجم بتوافق على الاسماء، على ان يسري قريباً على المقاربة والبرنامج، وعلى امل ان تطال هذه الايجابية كافة الكتل، كي يتمّ التفاهم على رئيس اصلاحي مستقل يجمع اللبنانيين على برنامج اصلاحي سيادي ينقذ لبنان الكيان ويبني لبنان الدولة". 

جعجع والتعطيل: رئاسيا ايضا، أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن الاستحقاق الرئاسي "عالق" بفعل التعطيل، لذا "المطلوب اليوم قبل الغد إعادة فتح ابواب المجلس والدعوة الى جلسة انتخاب في أسرع وقت ممكن، باعتبار أن التعطيل لن يزيد من فرص أي مرشح، بل سيفاقم الازمة ويضيّق الخناق على اللبنانيين". موقف جعجع جاء خلال عرضه في معراب، لمستجدات الساحة اللبنانية والاقليمية مع سفير استراليا لدى لبنان اندرو بارنز .

دولرة المساعدات: وسط هذه الاجواء، بقيت قضية دولرة مساعدات السوريين في لبنان تتفاعل. في السياق، أوضح وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هكتور حجار، أن "تنسيق الوجود السوري هو من مهمّة الوزارة بالتنسيق مع مفوضية اللاجئين منذ العام 2015″، مؤكدا أن “النازحين يحصلون على مساعدات بالليرة اللبنانيّة". وأضاف خلال مؤتمر صحافي "مع تفاقم الأزمة في لبنان بدأنا بعقد اجتماعات شهرية تضم المنظمات الدوليّة، وعادة أتسلّم رسائل شهرية بشأن تغيير القيمة المعطاة ونحن نتشاور ونقرّر الأرقام على ضوء المشاورات". وكشف عن "أننا تسلّمنا طلباً بدولرة المساعدات بحجة أن الـatm لا تتسع للمبالغ بالليرة وكان هناك خلاف جذري في الاجتماعات التي حصلت بعد ذلك ورفضنا إعطاء العائلة 40 دولاراً بناء عى طلب المفوضيّة". وأشار حجار إلى "أننا رفضنا إعطاء اللاجئين السوريين المساعدات بالدولار لأن الشعب اللبناني رافض لهذا النزوح وهو يقارن بين المساعدات التي يحصل عليها النازحون والمساعدات البسيطة التي يحصلون عليها كلبنانيين". كما شدد على "أننا نعمل لتحريك عجلة عودة النازحين السوريين الى بلدهم"، مطالبا بأن "تُدفع المساعدات النقديّة في سوريا لتشجيع النازحين على العودة".

صيغة بناءة: الى ذلك، اجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا في السراي الحكومي. وقال ريزا بعد الاجتماع "التقيت ميقاتي وكان اجتماعنا مثمرًا، وكنت قد اجتمعت باكرًا مع وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، وتطرّقنا الى ما يتم تداوله في الاعلام في ما يخص المساعدات للاجئين السوريين، وسنعمل مع مفوضية شؤون اللاجئين ومع برنامج الأغذية العالمي على وضع صيغة بناءة للتقدم في هذا الموضوع، وفق تطلعات رئيس الحكومة والدولة اللبنانية".

مجلس وزراء: في الاثناء، غابت هذه القضية ومعها ملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة عن جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء في السراي. فقد انعقد مجلس الوزراء قرابة الثالثة برئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في السراي، بحضور 16 وزيرا، وعلى جدول اعماله 72 بندا وقد حضر الجلسة وزيرا السياحة وليد نصار الذي غادر الجلسة لاحقا، والمهجرين عصام شرف الدين. 

يعطلون ويتباكون: وخلال الجلسة قال ميقاتي: "يتزامن انعقاد جلستنا اليوم مع حملة يشنها على الحكومة فريق سياسي في البلد يعتمد مقاطعة الجلسات من دون تقديم تفسير منطقي لموقفه. لقد مر أكثر من ستة اشهر على الشغور في سدة رئاسة الجمهورية، ولا تزال انتخابات رئاسة الجمهورية في المجهول، في ضوء الشروط والشروط المضادة للافرقاء السياسيين الممثلين في مجلس النواب. إزاء هذا الوضع، هل المطلوب من الحكومة ان توقف عجلة العمل في المؤسسات وتعطل مصالح الناس نهائيا؟ وهل تتحمل الحكومة مسؤولية الشغور الرئاسي ام السادة النواب هم المسؤولون؟ ومن قال إن السادة الوزراء المشاركين في الجلسات الحكومية لا يمثلون الشرائح اللبنانية كافة؟ وهل مقبول ان يصل الخلاف السياسي الى حد التطاول على كرامات الناس وحضورهم الوازن في كل المحافل؟". أضاف ميقاتي: "انعقاد مجلس الوزراء وتسيير العمل الحكومي لابقاء دورة المؤسسات قائمة ليس استفزازا ولا ضربا للميثاقية والشراكة والدستور، كما يزعم البعض، بل ان ضرب الدستور والشراكة يتمثلان في اعتماد نهج التعطيل المتعمد والمتعدد الاشكال ومنذ سنوات وهدر الوقت لاهداف شخصية. من السهل جدا ان نتخذ قرار الاعتكاف ولكن هل هذا الخيار لمصلحة البلد؟".
وتابع: "الضرب الحقيقي للشراكة يتمثل في الامتناع عن القيام بالواجب الوطني والدستوري في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لا سيما من قبل الفريق الذي يتباكى على شغور منصب الرئيس ويشارك في تعطيل عملية الانتخاب، وهذا الفريق نفسه هو الذي يحرض مرجعيات روحية وسياسية على الحكومة. والمفارقة ان الفريق الذي يدعو الى عدم انعقاد مجلس الوزراء هو نفسه من يطالب بادراج بنود على جدول الجلسات".وشدّد ميقاتي على أنّ "المطلوب ممن يطرح السؤال اذا كانت تجوز هكذا جلسات وهكذا قرارات وهكذا مراسيم بغياب الرئيس، أن يجيب اولا على السؤال لماذا يشارك في تعطيل انتخاب الرئيس، وما الفائدة المحققة من تعطيل عمل الدولة والحكومة والمؤسسات؟ وهل هذا التعطيل يخدم انتخاب الرئيس والشريك اللبناني الذي يمثله الرئيس؟". كما توجه الى الوزراء بالقول: "احييكم جميعا واحيي حضوركم وهذا امر بالتأكيد مقدر من جميع اللبنانيين خصوصا، وللمفارقة ان اليوم يصادف مرور سنة على دخول الحكومة مرحلة تصريف الاعمال. ايضا باسمكم جميعا أحيي معالي وزير المهجرين عصام شرف الدين وله كل احترام وتقدير منا ولمن يمثل، ونحن حريصون على التعاون والمضي قدما في ما بدأه معاليه من ملفات".وقال رئيس الحكومة: "قبل يومين تم افتعال حملة على الحكومة على خلفية انباء عن قرار يتعلق بالمساعدات المقدمة للنازحين السوريين. وقد اجتمعت اليوم مع المنسق  الاممي للشؤون الإنسانية في لبنان واتفقنا على وضع صيغة بناءة للتقدم في هذا الموضوع، حسب تطلعات الدولة اللبنانية والمصلحة العامة، علما ان العقد الموقع منذ أكثر من عشر سنوات مع مفوضية شؤون اللاجئين ينص على اعطاء المساعدات بالعملة التي تراها المفوضية مناسبا. الحملة مستغربة لأنه لا معالي الوزير هكتور حجار ولا انا  وافقنا  على الدفع بالدولار". اضاف: "إنني في صدد الدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء تخصص لملف النازحين السوريين ،تطرح فيها كل النقاط استعدادا للكلمة التي سالقيها في مؤتمر الاتحاد الاوروبي  في بروكسل في الخامس عشر من الشهر المقبل. وانني اكلف معالي الوزير شرف الدين القيام بالتحضيرات للجلسة الوزارية ولاجتماع اللجنة الوزارية الخاصة بملف النازحين الذي سيعقد قبل الجلسة الحكومية الخاصة". وتابع: "في ملف حاكمية مصرف لبنان كنا قد ناقشنا الموضوع في اللقاء التشاوري الذي عقدناه يوم الاثنين مطولا، وتوافقنا على ان الموضوع هو في يد القضاء وبما يتوافق مع احكام القانون اللبناني. واكدت انه لا يجوز ان نظهر وكأن هناك طرف يريد الانتقام وآخر يريد تأمين الحماية. أسهل شيء ان نقول اليوم لنقيل الحاكم، ولكن من منطلق احترام المؤسسات واراء السادة الوزراء الخاضرين، وبعدما تقدم دولة نائب رئيس الحكومة بمذكرة خطية في هذا الملف، فانني ساطرح الموضوع للنقاش الان مجددا لاتخاذ القرار المناسب".

اجتماع غير دستوري: وغداة انتقاد باسيل الجلسة،  اكد جعجع عبر تويتر ان "اجتماع الحكومة اليوم غير دستوري لأن أكثرية بنود جدول أعمال هذه الجلسة ليست ملحّة وغير طارئة".

الحزب ارهابي: في المواقف، أكد المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية سامويل وربيرغ في حديث صحافي أن "قرار انتخاب رئيس الجمهورية يجب أن يكون بيد الشعب اللبناني ولن نتدخل".  ولفت إلى أن "لا يمكن عودة النازحين السوريين بسبب الظروف غير المناسبة والقرار يجب أن يكون بيد النازحين".  من جهة ثانية، أشار وربيرغ إلى "أننا نشجع دور جامعة الدول العربية ولكن لا نتفق مع قرار السعودية بتطبيع العلاقات مع سوريا"، موضحا أن "لدينا رؤية أخرى عن السعودية ولكن لدينا نفس الأهداف".  وتابع "نعتبر حزب الله منظمة إرهابية وليس لدينا أي تواصل معه"، مشددا على "أننا نريد الاستقرار في لبنان". 

حالة شاذة: وسط هذه الاجواء، اصدر نواب من المعارضة وتغييريون ومستقلون موقفًا مشتركًا من مناورة حزب الله الاخيرة. واشار النواب في بيانهم المشترك الى ان حزب الله وجّه جملة رسائل الى الداخل والخارج من خلال المناورة العسكرية التي اجراها يوم الاحد الفائت في عرمتى، والتي تحدى بها اغلبية اللبنانيين ومضمون اعلان القمة العربية في جدة، وأراد حزب الله عبر هذه المناورة إفهام اللبنانيين والعرب والعالم ان سيادته تعلو سيادة الدولة اللبنانية وبأن لا سيادة للدولة على أرضها ، وبأن لا قرار في لبنان يخالف ارادته وارادة المحور الاقليمي الذي ينتمي اليه، فحياة اللبنانيين وحاضرهم ومستقبلهم رهائن مشروعه، وانتظام الدولة في لبنان، من انتخاب رئيس للجمهورية وصولا الى اعادة تكوين السلطة التنفيذية هما رهينتا هذا السلاح الحاضر دائما لفرض معادلة القوة على بقية اللبنانيين في ظل اي محاولة لخلق اي توازن سياسي معه ومع حلفائه في الداخل. وتابع البيان " يقول لنا الحزب من خلال المناورة العسكرية ان هذا السلاح يحمي الفاسدين ويعطل المؤسسات، من حكومة ومجلس نيابي، ويمنع الاصلاح ووقف الانهيار، ويضرب علاقات لبنان مع المجتمعَين الدولي والعربي، ويقول للعرب ان البند السادس من اعلان جدة والذي رفض في شكل حاسم الميليشيات المسلحة الخارجة عن نطاق مؤسسات الدولة لا يعنيه اذ يعتبر نفسه هو الدولة. واعلن النواب الموقعون ما يلي: اولا في الشكل، ما قام به حزب الله من استعراض عسكري ما هو الا مظهر من مظاهر الميليشيوية التي يمارسها منذ سنوات ويناقض به بالكامل مفهوم الدولة بكافة معاييرها. ثانيا في المضمون، حالة حزب الله الشاذة لم يعد لها مكان في الحياة السياسية اللبنانية وهي اصبحت منبوذة من غالبية الشعب اللبناني، فمهما تعاظم حجم الحيثية التي يتمتع بها اي حزب، فهو لا يحق له زج لبنان في اتون الصراعات التي لا تخدم الا مشروعه الاقليمي، ولا يمكنه بالتالي فرض اجنداته السياسية والعسكرية والامنية والاقتصادية على الدولة اللبنانية مهما امعن في ضرب مقومات وجودها.

نشر فسحب: في مجال آخر، افيد ان الخبر الذي نشرته امس صحيفة الرياض السعودية في شأن تعاون بين المملكة وسوريا من اجل حل ازمة لبنان وان ملفه كان اولوية في لقاء جدة بين ولي العهد محمد بن سلمان والرئيس بشار الاسد، تم سحبه لاحقا، ما طرح علامات استفهام حول خلفيات النشر في صحيفة رسمية ثم السحب، وما اذا كان من رسالة تم توجيهها وحينما وصلت تم سحب الخبر

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o