Feb 01, 2018 4:04 PM
اقتصاد

فنيانوس: التحدي برسم سياسة تواكب التطور العمراني

المركزية- برعاية وزير الاشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس، نظمت اللجنة العلمية في نقابة المهندسين في بيروت مؤتمراً عن "تمدّد المدن اللبنانية: نحو حلول تنظيمية وإدارية" في حضور ممثلة وزير العدل القاضية ميراي داود، وممثل وزير المهجرين منصور مصلح، ورئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين النقيب المعمار جاد تابت، والنقيبين السابقين صبحي البساط وبلال العلايلي، ورئيس اللجنة العلمية في نقابة المهندسين وسام الطويل، والمدير العام للتنظيم المدني الياس الطويل، ونائب نقيب المهندسين في بيروت مغير سنجابة، وأمين سرّ نقابة المهندسين في بيروت جمال حيدر، وأعضاء مجلس النقابة: ميشال متى، جوزف معلوف، باسم العويني، علي حناوي، ورئيس رابطة المعماريين في بيروت جوزف سعد، ورئيس جمعية "موبيليتي فور ليبانون" راشد سركيس، ورئيس رابطة المهندسين الإنشائيين في بيروت هاني قراقيرة، ورؤساء اتحادات البلديات واعضاء مجالس بلدية ومديرين عامين، وممثلي عمداء العمارة في الجامعات في لبنان، وممثلين عن قادة الاجهزة الامنية في لبنان، وخبراء لبنانيين وأجانب.

تابت: وتحدث تابت فأشار إلى "أن المؤتمر يتطرق إلى موضوع المناطق الحضرية الكبرى في لبنان بهدف إطلاق نقاش بناء حول أطر الحوكمة والعلاقة بين المستوى البلدي وتجمع البلديات والمستوى الوطني العام".

 

وأوضح "أن أكثر من 80% من سكان لبنان يقطنون في المدن و60% منهم على الأقل يعيشون في خمسة تجمعات حضرية كبرى (بيروت وطرابلس وصيدا وصور وزحلة)، كما أن أكثر من نصف هؤلاء يعيشون في نطاق بيروت الكبرى. أي أن المجتمع اللبناني هو مجتمع مديني بامتياز تتمركز فيه الكثافة السكانية والنشاطات الاقتصادية في التجمعات الحضرية الأساسية".

وأضاف: يعاني سكان المدن ضغوطا عديدة وتردي الخدمات وزحمة السير وتراكم النفايات والاكتظاظ السكاني وغياب السياسات التي تهدف إلى تنظيم النسيج المبني وتطوير الأماكن العامة والمساحات الخضراء وتحسين ظروف السكن واعتماد سياسات تواكب عصر التحوّل البيئي.

ولفت إلى "أن معظم هذه المشاكل مرتبط بضعف أطر الحوكمة وفقدان التنسيق بين الإدارات المحلية وتجزئة القرارات والصلاحيات وانعدام الوضوح لعلاقة الأطر المحلية بالمستوى الوطني العام".

وأضاف: يهدف المؤتمر إلى إطلاق النقاش بين المهندسين والاختصاصيين ورؤساء البلديات وتجمع البلديات والمنظمات الدولية المعنية حول إمكان تطوير استراتيجيات حضرية لتأمين التنسيق بين المناطق الإدارية المختلفة والترابط بين المستوى المحلي والمستوى الوطني. كما أننا نستقبل اليوم ضيوفا أجانب يشاركوننا تجارب مدن أخرى لإيجاد حلول تنظيمية وإدارية تؤمن التطور المتجانس للحيز الحضري.

فنيانوس: وألقى الوزير فنيانوس كلمة قال فيها: ما قامت وتقوم به نقابة المهندسين من ورش عمل ومؤتمرات دائمة ومواكبة للتطور والتقدم وفي حقول وميادين شتى وفق برنامج مستمر إنما يقع حتما في إطار تعزيز قدراتنا على صعيد التخطيط الإستراتيجي الذي نحن اليوم في أمس الحاجة إليه.

وأشار الى "أن تطور التنظيم المدني في لبنان يشكل ركيزة أساسية في عملية النمو الإقتصادي والعمراني بحيث يفرض على الإدارة المواكبة المستمرة من خلال مخططات تنظيمية دقيقة وسليمة يراعى فيها كافة شروط تأمين السلامة العامة ومواجهة الإمتداد العمراني العشوائي، مما يتيح تجهيز المناطق بما يحتاجه الأفراد والمؤسسات من عناصر ومقومات لتأمين مستلزمات الحياة الطبيعية".

ورأى أن "غاية التنظيم المدني ترتيب كامل الأراضي اللبنانية من خلال مخططات توجيهية تفصيلية تحدد القواعد والإتجاهات الأساسية لتنظيم المناطق مع الأخذ بعين الإعتبار السياسة العامة العمرانية والتطور السكاني، وبالتالي تأمين التوازن ما بين هذا التطور من جهة ، والحفاظ على الطبيعة والمناطق الأثرية والزراعية وكافة العناصر البيئية والتماشي مع الواقع الإجتماعي والإقتصادي".

ولفت إلى "إن معظم المناطق اللبنانية غير منظمة ويرعاها نظاما مؤقتا، ومما لا شك فيه أن الحروب اللبنانية على مدى سنوات أدت الى تبعثر في العمران بكافة الإتجاهات وعلى حساب كافة الإستعمالات الحرجية والزراعية والطبيعية بكتل حجمية لا تنسجم ولا تتطابق مع مقياس البلدات والمقياس البشري، مما دفع العديد من الهيئات المحلية الى الطلب والتأكيد على وضع بلداتهم تحت الدرس ووضع مخطط تنظيمي لها يتلاءم مع الواقع والمحيط وبالتالي مع التوسع العمراني المستقبلي".

وأوضح أن "التصميم التوجيهي لمدينة بيروت الذي أقرّ سنة 1954 وتم تعديله على مراحل وصولاً الى المرسوم 9285/1974 قد لحظ استثمارات عالية جداً تصل الى بعض المناطق الارتفاقية الى ستة أضعاف مساحة العقار من دون الأخذ في الاعتبار تحديد مساحات خضراء في المدينة".

ولفت الى أن "هذه النسب العالية من الاستثمارات كانت السبب الأساسي للانتشار العشوائي للأبنية في العاصمة بيروت في غياب تصميم توجيهي ونظام تفصيلي للمدينة باستثناء ما أقرّ للوسط التجاري للمدينة".

وقال: لم يكن تصنيف الضواحي الجنوبية والشمالية للمدينة أوفر حظاً مع ما يسمى نظام ضواحي بيروت الذي أقرّ عام 1970. وما نشهده اليوم في هذه الضواحي من انتشار عشوائي هو نتيجة واضحة للمخالفات الاستثنائية التي أقرّت بموجب قوانين استثنائية.

واعتبر أن "ما صدر أخيراً عن المديرية العامة للتنظيم المدني بالتعاون مع نقابتي المهندسين في بيروت والشمال بإقرار معايير الأبنية الخضراء في لبنان من شأنه أن يكون خارطة طريق الى تطوير قانون البناء".

وكشف أن "معظم المناطق اللبنانية تتمتع بمزايا مهمة ينبغي استثمارها والمحافظة عليها . فالتحدي الكبير في رسم أي سياسة تنظيمية يكْمن في كيفية مواكبة التطور العمراني مع المحافظة على المكان وأهميته التاريخية، فللإرث التاريخي أهمية رئيسية في الاقتصاد السياحي والتطور الحضاري".

وأشار الى أن "صغر مساحة لبنان واقع لا مناص منه وكثافة سكانه تعتبر مرتفعة حسب الترتيب العالمي، وهذا التوسع يطرح أمام لبنان تحديا كبيرا تجاه التأثيرات المفترضة على نوعية وتوفر الموارد الطبيعية وعلى ما سيحل بالمساحات الطبيعية الزراعية والجمالية التي سيطالها التوسع العمراني".

وقال: انطلاقاً من هذا الواقع ، فإن من واجبنا جميعاً أن نحدّد السياسات العامة ونستخدم الوسائل الكفيلة بالاهتمام بسلامة الأراضي والحفاظ على خصائصها الأساسية وتفعيل الخطة الشاملة لترتيب الأراضي من خلال توسيع مروحة الخيارات المتاحة للسكن والاستثمار في أنحاء البلاد كافة، وأن مواجهة التحدّي الديموغرافي لا يكون إلا من خلال خطة واضحة تقوم على رؤية متكاملة لمستقبل الوطن مع إعادة تحديد أولويات الإنماء المتوازن من خلال اقتراحات تشريعية وتنظيمية من شأنها تأمين ضوابط أفضل في استعمالات الأراضي وتنمية المناطق.

تكريم فواز: بعد ذلك جرى حفل تكريم المدير العام السابق للتنظيم المدني محمد فواز على مساهمته في رفع شأن التنظيم المدني في لبنان، وقدم الوزير فنيانوس والنقيب تابت درعاً تكريمية في المناسبة.

المحاور: وتناول المحور الأول من المؤتمر والذي أدارته رئيسة قسم الهندسة المعمارية والتصميم في الجامعة الاميركية في بيروت منى حرب، المناطق الحضرية الكبرى: تجارب باريس، تحدث فيها الدكتور فيليب بانريه عن التخطيط المدني في باريس، والخبير المهندس الدولي الكوري سيك جيونغ عن التخطيط والتصميم في سيول، والدكتور رمكو سوك عن الاستراتيجية المدنية في مدينة روتردام الهولندية.

وأدار المحور الثاني الذي كان تحت عنوان "بيروت - بيروت الكبرى" فراس مرتضى، وتحدث فيه عضو المجلس البلدي نائب نقيب المهندسين في بيروت مغير سنجابة ورئيسة اتحاد بلديات المتن الشمالي ميرنا المرّ، ورئيس اتحاد بلديات ساحل المتن الجنوبي محمد درغام، ورئيس اتحاد بلديات المتن الجنوبي ريمون سمعان.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o