Jul 09, 2018 3:30 PM
خاص

ممثلـــو القوات قالوا لنا إنهم غير مرتاحين في اتفاق معراب
الصايغ: "التفاهم" اختزل التمثيل المسيحي وجعل الانتخابات صورية

 

المركزية- في كثير من المناسبات السياسية والاطلالات الاعلامية، لم يخف رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل معارضته الشديدة للشق السياسي من اتفاق معراب، وإن كان رحب بالمصالحة التاريخية بين الطرفين. وإذا كان هذا الموقف كلف الجميل اشتباكا سياسيا مع معراب، معطوفا على اتهامات بالشعبوية من جانب التيار الوطني الحر، فإن سقوط التفاهم برصاص القنص السياسي عليه من طرفيه، دفع البعض إلى التساؤل عن التموضع الكتائبي في المشهد المسيحي الجديد، علما أن زيارة رئيس الحزب إلى معراب أخيرا أطلقت العنان لعاصفة من التحليلات حول احتمال عودة المياه إلى مجاريها بين الحليفين التقليديين من منطلق حساباتهما السياسية للمرحلة الجديدة. غير أن الدائرين في الفلك الكتائبي يؤكدون أن الصيفي ليست في موقع الشماتة، وإن كانت تأخذ على التيار والقوات محاولة اختزال التمثيل المسيحي وجعل الانتخابات "صورية"، لا سيما في ما يخص "المحاصصة" في التشكيل الحكومي والتوظيف في الادارات الرسمية. 

وفي هذا الاطار، أوضح نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق سليم الصايغ في حديث لـ "المركزية" أن "المصالحة بين اللبنانيين، لا سيما منهم المسيحيون، أمر مطلوب وعمل دائم، ولا مشكلة في أن تكون هذه المصالحة مبنية على مصالح مرتبطة بالمصلحة العامة، ولا يستطيع أحد اختصار هذه الأخيرة، وهنا مكمن الاشكالية في التفاهم، لأنه أتى ترتيبا لمصالح خاصة وتناسى مصلحة الوطن. ونحن لم نفاجأ بمضمون الاتفاق لأننا عرفنا بالتواتر أنه ينص على المناصفة في الحكومة، بدليل أن في خلال تأليف الحكومة السابقة (حكومة تصريف الأعمال)، قالت القوات إن هناك اتفاقا على مناصفة المقاعد المسيحية".

وأشار الصايغ إلى أن "هناك اختزالا للتمثيل المسيحي، بمعنى أن الصورة تبدو اليوم وكأن هناك من يقول إن بغض النظر عن نتائج الانتخابات، وإنها انتخابات صورية، ما دام هناك اتفاق مسبق على تقاسم المقاعد الوزارية، ما يعني أن اتفاق معراب فك الارتباط بين المقاعد النيابية التي تترتب عن الانتخابات، وتشكيل الحكومة، وكذلك في إدارات الدولة".

وسأل: "لماذا تم التنصل من التفاهم بهذه السرعة؟ علما أنه كما صيغ بطريقة خاطئة، يخرج منه طرفاه بشكل خاطئ. وأنا أعتقد أن المسيحيين واللبنانيين يستحقون من قوتين سياسيتين كبريين أن يكون أي اتفاق أو خلاف سياسيا (بالمعنى الراقي للكلمة). وكنا نتمنى أن يقال (مع أن هذا أمر يخص الحزبين المعنيين) إن هناك اختلافا كبيرا أو جوهريا في مقاربة الأمور في الدولة، وأنا أسأل: ما دامت الأجندة بين الطرفين هي نفسها، لماذا لم يخض الحزبان الانتخابات سويا؟"، معتبرا أن "الثنائيات القائمة على اتفاقات سرية دمرت المسيحيين بشكل منهجي، واليوم تطالب الكتائب بمصالحة مسيحية حقيقية عميقة لنعرف فعلا أي لبنان نريد ونلتقي على مصالحة مع البلد، وعلى طريقة جدية في حكمه لأن منطق الحصص مدمر. ونحن لسنا في موقع الشماتة. وهناك انهيار ممنهج لكل ما بني في البلد. نريد قيام أوسع تحالف وطني ممكن لإنقاذ لبنان، خصوصا أن مع سقوط اتفاق معراب، سقطت ذهنية وطريقة عمل سياسيين، علما أن خلال الحوارات التي أجريناها مع القوات في فترة ما قبل الانتخابات، قال ممثلو القوات أكثر من مرة إنهم غير مرتاحين (في تفاهم معراب) وينتظرون الوقت المناسب للإعلان عن ذلك، وأنهم يبذلون جهودا لإنقاذ ما يمكن انقاذه من هذا الاتفاق. 

وفي ما يخص عودة المياه إلى مجاريها مع القوات، أوضح "أننا نتحدث مع كل القوى السياسية، بما فيها التيار الوطني الحر، لأننا نعتبر أن الأهم يكمن في ربح الوطن، ولا نرى الأمور من ميزان الربح والخسارة، لذلك، فإن دور الكتائب جامع، لنفكر مجددا في أرضية وطنية صالحة لمواجهة الاستحقاقات الاقتصادية والنفطية، وسواها وهي تستوجب موقفا موحدا"، منبها إلى أن لبنان وضع تحت وصاية اقتصادية وأخلاقية بعدما طالب مؤتمر "سادر" الحكومة اللبنانية بتنفيذ إصلاحات". 

وعن احتمال عودة 14 آذار إلى الحياة، أكد "أننا نقوم بكامل واجباتنا، غير أننا مع قيام أوسع تحالف وطني ممكن، ومع إعادة ترتيب التوازنات في البلاد ليكون الخلاف السياسي، إذا وجد، واضح المعالم، لأننا دخلنا في مرحلة ما بعد 8 و14 آذار، وهي تتميز بانعدام التوازن السياسي وافتقاد المعايير، معطوفين على تدهور اقتصادي وانحطاط أخلاقي.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o