Mar 21, 2023 3:21 PM
خاص

الاتفاق الاقليمي لم يبدّل مواقف الداخل...تراشق تهم ومسؤوليات!

يولا هاشم

المركزية – "ساعدوا أنفسكم كي نساعدكم"، عبارة ردّدها الخارج أمام كل مسؤول لبناني طلب المساعدة من المجتمع الدولي، سواء من الولايات المتحدة ام اوروبا ام الدول العربية او حتى الفاتيكان. لكن للأسف، رغم الأزمات المتتالية التي يغرق فيها لبنان أكثر فأكثر، لم يتلقف المسؤولون الرسالة، وحتّى الساعة لا مبادرات ولا حلول في الأفق. ورغم أجواء الحلحلة التي تلفح المنطقة من خلال الاتفاقات التي تُعقد حتى بين ألدّ الاعداء وأبرزها الاتفاق السعودي -الايراني، والزيارات من والى سوريا، وتبادل الاسرى في اليمن... وغيرها من الانفراجات... إلا ان لبنان يقف متفرجا. فماذا ينتظر الأفرقاء كي يبادروا الى الحل؟ 

عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب فادي كرم يؤكد لـ"المركزية" ان "الاتفاقات التي تتمّ في المنطقة ما زالت تحت الاختبار وعلى الورق. وفي حال سارت الأمور بطريقة ايجابية، فمن شأن ذلك أن ينعكس ايجابا على لبنان. لكن هذه المسألة ما زال من المبكر الحديث عنها. أما إذا كان النظام الايراني يريد ان يتلاعب على هذه الاتفاقات، فإن الأمور ستستمر بطريقة سلبية جدا". 

ويضيف: "أما بالنسبة الى الوضع في لبنان، فالاساس يعود الى اللبنانيين أنفسهم الذين عليهم ان يقلبوا الوضع نحو الايجابية كي يتمكنوا من استيعاب ما يجري من تغيرات في المنطقة. إذا لم يتمكّن اللبنانيون من ايجاد طريقة للتفاهم والتشارك مع بعضهم البعض في القرارات فإن الوضع يتجّه الى الأسوأ والى الفوضى العارمة. أما إذا اقتنع اللبنانيون، ونتحدث هنا عن فريق الممانعة، بأن يرفع يده عن لبنان ويتوقف عن أخذه رهينة لمحور الممانعة، ويعود الى الشراكة والتفاهم مع الأطراف الآخرين، لتبدأ الحلول،  فقد نشهد تحسناً. لكن إذا لم يقتنع فنتجه نحو الأسوأ. 

ويختم: "على فريق الممانعة وحزب الله بالذات ان يقتنع ان مشروعه فشل اكان في لبنان او المنطقة وقد شهدنا اين أصبح هذا المحور. الوضع مأسوي وذاهب نحو الأصعب ولذلك سارع رأس المحور نحو المملكة العربية السعودية لأخذ البعض من الاوكسيجين كي يستطيع الاستمرار. من هذا المنطلق على حزب الله ان يقتنع بأن المشوار انتهى، ومشروعه فشل وعليه العودة الى القرار اللبناني وان يكون طرفا من الاطراف اللبنانية وان يكون القرار السياسي اللبناني شرعياً". 

الاشتراكي: بدوره، يؤكد عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب بلال عبدالله لـ"المركزية" "أننا كنا اول قوة سياسية حاولت وسعت لإجراء تسوية في بداية الانتخابات، وهذا الموضوع مستمرون به، وكنا نعي ان اهتمامات العالم بعد الحرب الكونية الاوكرانية الروسية، أصبحت مختلفة، ولبنان ليس في أولويات هذه الدول. لذلك، ما زلنا عند موقفنا في ظل هذا التغيّر الإقليمي وتغير المناخ الدولي، وجب على اللبنانيين أن يجروا تسويتهم الداخلية". 

ويتابع: "حكما التسوية الداخلية المنشودة ليست فقط من أجل التسوية، إنما على قاعدة التغيير والإصلاح والإجراءات الاقتصادية المطلوبة للتعافي وحكماً في الإطار السياسي على قاعدة فتح البلد وإخراجه من عزلته، باتجاه عمقه العربي والدولي. لذلك قدمنا مجموعة أسماء لأشخاص غير منتمين لمحور ولا يشكلون تحديا ومستعدين لتقديم اسماء أخرى، بانتظار تجاوب الافرقاء المعنيين. لذلك، دعوتنا مستمرة ومساعينا مستمرة ولن ندّخر جهدا في سبيل إنقاذ هذا البلد او ما تبقى منه".  

أما عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم فيقول لـ"المركزية": "ننتظر ان يستيقظ البعض من سباتهم وان يعوا ان التعنت والمكابرة والاستمرار في السقوف العالية لن يوصل الى نتيجة ويستمر البلد في حال الانحدار التي وقع فيها ولا نعرف الى اين ستأخذه في ظل انهيار الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي ووجع الناس الذي لم ولن يتوقف في ظل هذه الحالة. من يتحمل المسؤولية هي القوى السياسية التي ترفض الحوار والنقاش، لأن هذه المرحلة ودقة ما وصل إليه البلد يتطلب نقاشا وطنيا سريعا حول كل الملفات والقضايا الشائكة وأولها الانتخاب الرئاسي". ويؤكد هاشم "ان المبادرات موجودة والدعوة الى الحوار ما زالت قائمة بانتظار أن تكون هناك فعلا إرادة لدى الكتل النيابية والقوى السياسية كي تبادر الى منطق الحوار، وقد يحصل في أي ساعة". 

ويختم: "دعوة الرئيس بري للحوار قائمة ولم تنته مفاعيلها للحوار والنقاش ودائما يذكّر ان الخروج من الأزمة يكون بالحوار والنقاش فقط". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o