Jul 05, 2018 2:17 PM
خاص

الرياح الجنبلاطية جرت بما لا تشتهي سفن الرئيس
التيار: لا نتحدى "الاشتراكي" بل نحتــرم النسبية

المركزية- إذا كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قد حقق مبتغاه لجهة تخفيف حدة الاحتقان في الشارع المسيحي، بعيد الاشتباك العنيف بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، بما من شأنه الاسهام في دفع عجلات تشكيل الحكومة قدما، تبعا لما سماها رئيس حزب القوات اللبنانية (بعد لقائه عون في بعبدا) "خريطة طريق للمرحلة المقبلة"، فإن الرياح جرت بما لا تشتهيه السفن الرئاسية في ما يخص الاجتماع الذي جمع رئيس الجمههورية برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط.

ففي وقت حاول جنبلاط التركيز على ضرورة صون المصالحة المسيحية -الدرزية، فقد بدا حريصا على تأكيد تمسكه بما يسميه "حقه" في تسمية الوزراء الدروز في الحكومة الثلاثينية المنتظرة. وفيما قرأ بعض المراقبين في هذا الموقف رسالة مباشرة إلى الرئيس المكلف سعد الحريري، فإن مصادر مطلعة تنبه عبر "المركزية" إلى أن أهم ما في التصريح الجنبلاطي الذي أطلقه من على منبر بعبدا تحديدا يكمن في كونه سهما قويا من زعيم المختارة في اتجاه التيار الوطني الحر والدائرين في الفلك الرئاسي، باعتبارهم متمسكين بضرورة  ضم رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال إرسلان إلى التوليفة الحكومية المقبلة.

وإذ أتى الرد العوني سريعا على لسان رئيس التيار جبران باسيل، الذي لم يخف إصراره على موقفه من هذه العقدة، يؤكد مقربون من "التيار" لـ "المركزية" أن الموقف العوني ليس من باب تحدي  جنبلاط في معقله، بل نتيجة طبيعية لما أفرزته الانتخابات النيابية التي أجريت على أساس النسبية للمرة الأولى في تاريخ لبنان. 

وفي هذا السياق، تشير مصادر مطلعة عبر "المركزية" إلى ضرورة عدم إنكار الانتصار الذي حققه إرسلان في الانتخابات النيابية الأخيرة، لافتة إلى أنه كان مرشح التيار عن أحد المقاعد الدرزية في دائرة الشوف- عاليه، ةقد نجح العونيون في كسب هذا الرهان، ما يعني أن من حق التيار رفد إرسلان بجرعة دعم حكومية، علما أن وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال بات اليوم رئيسا لكتلة برلمانية تضم أربعة نواب، وهو تاليا محق في المطالبة بمقعد وزاري". 

بدوره، يبدو الحزب الديموقراطي اللبناني على موقفه. ويذهب بعض المطلعين على ما يدور في أروقة خلدة بعيدا، إلى حد الكلام عن أن أنصار إرسلان مطمئنون إلى أن الأخير سيكون في عداد الفريق الوزاري المقبل، إنطلاقا من الاتفاق الذي أبرمه التيار والحزب في مرحلة نسج التحالفات استعدادا للمنازلات الانتخابية. غير أنهم يلفتون أيضا إلى ما يسمونه "الحجم التمثيلي" للارسلانيين في الجبل، وهو ما يعتبر تأكيدا على أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي لم يعد زعيما وحيدا على الساحة الدرزية، تماما كما لم يعد تيار المستقبل مغردا وحيدا في السرب السني، بدليل أن النواب السنة من غير المنضوين تحت لواء الكتلة الزرقاء ماضون في المطالبة بتمثيل وزاري يتيح لهم دخول الحكومة بعدما ولجوا عتبة مجلس النواب، من باب صناديق الاقتراع.

أمام هذه الصورة العابقة بالمطالب والشروط والشروط المضادة، تكثر التساؤلات عن احتمالات ركون جنبلاط إلى المعارضة إذا شعر برغبة جدية في احراجه لإخراجه، مع ما يحمله هذا الاحتمال من صفعة قوية قد يتلقاها أركان الحكم الذي ستشكل الحكومة العتيدة بوابة انطلاقته الفعلية على حد تعبير رئيس الجمهورية والمقربين منه. غير أن عارفين بما يجري في المطابخ السياسية والأروقة الحزبية يقللون من هذا الاحتمال، على اعتبار أن البلد في غنى عن أزمة سياسية-حكومية- ميثاقية في هذا التوقيت. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o