Mar 19, 2023 10:39 AM
خاص

الرئاسة أمام خياري التعطيل أو التوافق..من يكسب الجولة؟

يولا هاشم

المركزية - أكد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ضرورة الاستفادة من اتفاق دول الخليج مع إيران من خلال إنجاز انتخاب رئيس توافقي لا رئيس تحدٍّ، مفضلاً أن يتمتع بمواصفات اختصاص مالي، مضيفاً في حديث صحافي، "آن الأوان أن نخرج من القوقعة في الاسماء التقليدية لمرشحي الرئاسة.

استناداً إلى ذلك، يبدو أن الرهان على تغيير موقف جنبلاط لجهة دعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية سقط، ومعه تبدّلت قواعد اللعبة الرئاسية. فما هو السيناريو المتوقع للخروج من الشغور الرئاسي؟

عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب بلال عبدالله يقول لـ"المركزية": "مَن يتابع مواقف اللقاء الديمقراطي ومبادرات ومساعي رئيس الحزب، يتأكد أن جنبلاط، منذ بداية الاستحقاق كان يستشرف بأن البلد في ظل الانقسام العامودي الذي يعاني منه، لا يمكن ان يصل الى تسوية سريعة، خاصة وان كل فريق من الفرقاء رفع السقوف العالية، ونحن لم نقصّر في هذا الموضوع من موقعنا العروبي السيادي وكنا على مدى الـ11 جلسة لانتخاب رئيس الى جانب النائب ميشال معوّض".

ويضيف: "إلا أن الجلسات توقّفت بسبب "البلوك" الذي وصلنا إليه بطريقة احتساب الأصوات وعدم حيازة أي فريق لأكثرية النصاب او أكثرية الثلثين أو الـ65 صوتاً. لكن، على ايقاع الألم الذي يعاني منه الشّعب، من ارتفاع سعر صرف الدولار والأزمة التربوية والصحيّة والاجتماعيّة والغذائية والإدارية والوظيفية، وكل ما يمكن أن يخطر على البال من أزمات تتراكم وعلى كل الجبهات، ألا يجب على الشّعب اللّبنانيّ، الذي دعينا قواه السياسية منذ أشهر الى تسوية؟ لم نلقَ جواباً آنذاك. واليوم، بعد التقارب السعودي- الايراني بمبادرة صينية، ألا يجب أن نذهب بهذا الاتجاه؟ إذا كان لا أحد من الفريقَين يستطيع تأمين النصاب، خاصة وأن ثمّة فريقا سياسيا أعلن، بأنّه كما عطّل الفريق الأول النصاب في أول 11 جلسة، هو جاهز لتعطيل النصاب في الجلسات التالية. إذا سيفرض على الفريق الآخر مرشحا. لكن، هل تكون المبارزة بالتعطيل أم بالتوافق ام في ايجاد صيغة تسووية تنقذ البلد في الوقت الحاضر. من هنا دعوتنا الى الأحزاب السياسية والكتل النيابية لالتقاط هذه اللحظة السياسية والتقارب السعودي _الايراني، رغم أننا نعرف أن لبنان أولوية بل اليمن، نعرف أن ثمة ملفات أخرى حامية، لكن بالنسبة لنا كلبنانيين، أليس الوطن أولوية؟ ألا نستطيع أن نستفيد من هذا المناخ ونوظّفه باتجاه تسوية داخلية تغلّب المصلحة الوطنية الكبرى وتحفظ لبنان أمنيّاً وتعمل على إنقاذه اقتصادياً في ظل الوضع الذي وصلنا إليه. أعتقد ان هذه مهمة ومسؤولية ملقاة على الجميع، وإلا فإن الكلام الذي نسمعه يميناً وشمالاً باتجاه التصعيد لن يفيد، والتحدّي لن يفيد. العالم بأسره في مكان آخر وجولة فرنسا الأولى والثانية لن تنتج رئيساً إذا كان اللبنانيّون ما زالوا بعيدين عن الحوار والتوافق الداخلي".

وعمّا إذا كان "اللقاء الديمقراطي" سيستكمل جولة الحوار الداخلية التي بدأها للوصول الى تسوية رئاسية، يقول: "سندرس الموضوع في اجتماع "اللقاء الديمقراطي" بالتشاور مع رئيس الحزب ونتخذ الخطوات المطلوبة والاجراءات المناسبة"، مستطرداً: "أصلاً، لم نوقف الحوار وكنا واضحين مع كل القوى السياسية التي التقيناها ولم نكن نلقي نظريات، بل كنا نجتمع ونضع معايير ومواصفات. لقد طرحنا أسماء من بين الخيارات الموجودة، سمّينا مرشحين غير مستفزين لأي فريق، في الاتجاه الأمني الداخلي قائد الجيش جوزيف عون، وفي الاتجاه الاقتصادي جهاد أزعور، وفي الاتجاه الدستوري القانوني صلاح حنين، إضافة الى مي ريحاني وشبلي الملّاط. وهي كوكبة من الاسماء الوازنة التي تستطيع ان تجمع حولها نصاب الثلثين وتصويت الـ65 وتبدأ بمعالجة الوضع الاقتصادي الاجتماعي في البلد وتفتح لبنان على عمقه العربي والدّوليّ. إلّا إذا كان الفرقاء السياسيون اللبنانيون، او البعض منهم، مصرين على مقولة "أنا أو لا أحد"، وعندها لن يبقى لا الأنا ولا الأحد، الأنا سينتهي لأن البلد سينتهي، وإذا انتهى البلد فلا قيمة لأي قوّة سياسيّة، مهما كان حجمها وقوتها. عندما تتحلّل صيغة البلد، وهي كذلك اليوم، فالمؤسسات والإدارات العامة لا تعمل، والمدارس مقفلة، والمستشفيات والأدوية أصبحت من سابع المستحيلات بسبب الإمكانات الضعيفة للدولة وارتفاع التعرفة. فماذا ننتظر بعد؟"

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o