Mar 16, 2023 4:50 PM
خاص

عملية "مجيدو" تعاطفا مع معاناة فلسطينيي الضفة الغربية ...لا أحد كان يعلم!

خاص -المركزية

المركزية – "منفذ عملية مجيدو سيندم عليها". بهذا التهديد توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ردا على ما اعتبره عملية تسلل مسلح مزنر بالمتفجرات من لبنان إلى إسرائيل كان ينوي تفجير نفسه عند مفترق مجيدو قرب مدينة حيفا . و في حين  تمكن جهاز الأمن العام (شاباك) والشرطة الإسرائيلية من قتله قبل القيام بعملية التفجير الإنتحارية  إلا أن التكهنات حول استخدامه عبوة ناسفة "نوعية" استمرت كما التعتيم حول منفذ العملية.  إلى أن جاء الإعتراف اليوم عبر الإذاعة الإسرائيلية من خلال بيان رجحت فيه بأن يكون منفّذ العملية فلسطيني الأصل وقد تسلل من أحد مخيمات اللاجئين في لبنان إلى إسرائيل ويحتمل أنه يتبع فرع "حماس" بحسب البيان".

الأكيد أن الهلع الذي عاشه الجانب الإسرائيلي على خلفية تسلل "إنتحاري" إلى إسرائيل بهدف تفجيرعبوة ناسفة مبرر أولا لجهة التوقيت، إذ أن كل المؤشرات العسكرية على الحدود الشمالية لا توحي بوجود توترات على رغم تفلّت الحدود وعدم ضبطها، وثانياً لأن المنطقة تعيش على صفيح بارد أو أقله في حالة ترقب بعد الإتفاق السعودي -الإيراني الذي وقعه الجانبان برعاية بكين. فماذا جرى على الحدود الجنوبية وهل يمكن تفادي حدث أمني مماثل لتوفير حرب نهايتها قد تكون "لو كنت أعلم؟".

على مستوى قوات اليونيفيل كان كلام الناطق الرسمي بإسمها أندريا تيننتي واضحا بحيث أعلن أن قوات حفظ السلام لم تلاحظ أي عبور للخط الأزرق في الأيام الأخيرة ودعا الطرفين، اللبناني والإسرائيلي بإسم قائدها العام اللواء أرولدو لاثارو، إلى  ضبط النفس والحفاظ على الاستقرار واستخدام آليات اليونيفيل للتنسيق والارتباط لتجنب سوء الفهم وتقليل التوترات.

إلا أن هذا الكلام جاء قبل أن يعلن الجيش الإسرائيلي عبر الإذاعة الرسمية بأن منفذ الهجوم يمكن أن يكون فلسطينيا وقد تسلل من أحد المخيمات الفلسطينية في لبنان وينتمي إلى حركة "حماس". وفي هذه الحال لا نكون ابتعدنا عن كل السيناريوهات السابقة التي تتحدث عن إطلاق صواريخ من أحد الحقول في الجنوب اللبناني إلى شمالي إسرائيل من قبل عناصر مسلحة تابعة لحركة حماس.

لكن هل تتحمل قيادة حركة حماس وزر حادث مماثل في حال تأكد أن منفذ الهجوم تابع لها وما هي خلفيات هذه العملية التي تبناها مسلح في هذا التوقيت تحديدا؟

العميد الركن المتقاعد هشام جابر يوضح عبر "المركزية"أن منذ اللحظات الأولى على وقوع الهجوم كان على يقين بأن منفذها لا ينتمي إلى حزب الله ولا دخل للحزب بها. وعند صدور البيان عن الإذاعة الإسرائيلية الذي رجح بأن منفذ الهجوم فلسطيني تأكد المؤكد. ويلفت أن الخلفية لا تتعدى رد الفعل على ما يتعرض له فلسطينيو الضفة الغربية  من إعتداءات وقصف يومي من قبل الجيش الإسرائيلي فكان القرار بتنفيذ عملية الهجوم لضرب إسرائيل من خاصرتها الشمالية في لبنان.

أسباب التوقيت لم تعد موجبة ولا تدعو إلى التساؤلات، لأنها ترتبط بالإشتباكات اليومية الحاصلة في الضفة الغربية يقول جابر، ولا يستغرب عدم ملاحظة قوات اليونيفيل عبور أي متسلل للخط الأزرق "إذ كيف يمكن ملاحقة أي عملية تسلل فردية وليس عبر آليات عسكرية أو دبابات على خط بطول 100 كلم أضف إلى ذلك أن هناك نقاطا مغطاة بالأشجار والأعشاب يمكن أن يتسلل من خلالها مطلق أي شخص خصوصا إذا كان مموها".

وتعقيبا على كلامه الذي أكد فيه عدم وجود أي مسؤولية لحزب الله بهذه العملية حتى قبل التأكد من التقارير الإعلامية، يلفت إلى أن القرار 1701 يمنع وجود حزب الله المسلح  جنوب الليطاني وهو يلتزم بذلك ويكتفي بالتواجد هناك بشكل رسمي، أضف إلى أن لا مصلحة منطقيا لدى الحزب للقيام بعملية مماثلة لأنها لا تؤدي إلى أي نتيجة".

باختصار العملية لا تتعدى مسألة التعاطف مع فلسطينيي الضفة الغربية. لكن هل يكون القرار بتنفيذ عملية مماثلة صادر عن قيادة حماس أم يكون مجرد عمل إنتقام فردي؟.    

"لا أعتقد أن حركة حماس وممثليها في لبنان يقدمون على إجراء مماثل لأن من شانه أن يسيء إلى علاقة الحركة مع الدولة اللبنانية وحزب الله .وأرجح أن يكون القرار فرديا من قبل فلسطيني متحمس قد يكون منتميا إلى حركة حماس وقد لا يكون، سيما وأن العملية المقررة إنتحارية".

وبشكل قاطع ومباشر ينفي جابر إمكانية ضبط الحدود بسبب وعورة بعض النقاط على الخط الممتد بطول 100 كلم، تماما كما الحال بالنسبة إلى الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك بحيث تسجل يوميا آلاف عمليات التسلل. ويختم جابر "لا قوات اليونيفيل ولا الجيش اللبناني قادران على ضبط الحدود على طول الخط الأزرق. وما حصل في الأمس لا يتعدى رسالة متحمس ردا على معاناة فلسطينيي الضفة وقد يتكرر ذلك. لكن ما يميز عملية الهجوم الأخيرة أن منفذها كان مزنراً بالمتفجرات وينوي القيام بعملية إنتحارية وبقرار شخصي".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o