Jul 04, 2018 3:34 PM
خاص

تطورات الجنوب السوري محور محادثات أميركية-روسية-أردنية واسرائيلية
قمة هلسنكي تحيي اتفاق فك الاشتباك في المنطقة: جيش النظام حرس حدود؟!

المركزية- اخترقت التطورات العسكرية التي يشهدها الجنوب السوري، بقوة الاهتمامات الدبلوماسية الدولية، فارضةً نفسها أولوية على جدول أعمال عواصم القرار. فبعد أن أثار العاهل الاردني الملك عبدالله الوضع في تلك المنطقة مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب في واشنطن أواخر حزيران الماضي، وبحثه وزير الدفاع الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان في موسكو، كان وضع الجنوب اليوم مدار بحث بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيره الاردني أيمن الصفدي، في روسيا.

وفي المناسبة، أكد لافروف ان العسكريين الروس والأمريكيين والأردنيين، يواصلون الحوار حول منطقة خفض التصعيد الجنوبية في سوريا، مضيفا "اتفقنا اليوم على أن نناقش أولا أوضاع التسوية السورية مع التركيز على منطقة خفض التصعيد جنوب غربي سوريا. نحن نشير إلى استمرار الاتصالات المفيدة بين عسكريينا، وعسكريي الأردن وعسكريي الولايات المتحدة الأمريكية في إطار الآلية ومركز مراقبة منطقة خفض التصعيد الجنوبية المؤسس في عمان". وأفاد لافروف، بأن اللقاء القادم حول التسوية السورية سيعقد في نهاية الشهر الجاري.

واذا كان الاردن يخشى تداعيات استمرار المواجهات بين النظام السوري وفصائل المعارضة، لناحية تجدّد موجات النزوح من الجنوب السوري الى أراضيه، فإن تل أبيب تنظر الى ما يدور على حدودها من منظار القلق كونه قد يؤسس لانتشار ايراني، مباشر او غير مباشر، على مرمى حجر منها، وهو ما لن ترضى به على الاطلاق، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ"المركزية"، بدليل غاراتها المتكررة على أهداف ايرانية في الاسابيع والاشهر الماضية في سوريا، الغرض منها منع طهران من تثبيت ارجلها على مقربة منها..

وفي وقت أفاد الكرملين اليوم أن "رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو سيزور موسكو الاسبوع المقبل للقاء الرئيس فلاديمير بوتين"، على أن تكون مستجدات الجنوب السوري بلا شك الطبق الاساس في المشاورات، تشير المصادر الى ان ثمة مساع تضطلع بها روسيا اليوم لاحياء الهدنة في الجنوب أو هدنة الجولان بين اسرائيل وسوريا، على قواعد واضحة، تُرضي بطبيعة الحال تل أبيب، بحيث ينتشر في تلك المنطقة الجيش السوري النظامي فقط من دون أي من حلفائه الايرانيين، على غرار ما كان سائدا في العقود الماضية.

وبحسب المصادر، سيطّلع نتنياهو من بوتين على ما توصّلت اليه جهود الكرملين على هذا الصعيد. وكان المسؤول العبري غرد امس عبر تويتر قائلا "لدينا اتفاقية فك اشتباك مع سوريا منذ العام 1974. هذا هو المبدأ المنظم"، مضيفا "نحرص عليها (الاتفاقية) كل الحرص، وهذا ما يتوجب أيضاً على جميع الأطراف الأخرى القيام به".

وليس بعيدا، تتوقع المصادر ان تتطرق قمة هلسنكي المرتقبة في 16 تموز الجاري بين الرئيسين الروسي والاميركي، مطوّلا الى ملف الجنوب السوري. وفي رأيها، سيخرج الاجتماع بتشديد على ضرورة ارساء التهدئة في هذه البقعة الجغرافية، انطلاقا من اتفاقية العام 1974. وذلك يعني عمليا، بحسب المصادر، أن الجيش السوري سينتشر في المنطقة الا أنه سيكون بمثابة "شرطي" أو "حرس" للحدود السورية مع الاراضي المحتلة، مع تشدد تام في منع اي توسع ايراني في هذه المساحة، سيترافق على الارجح مع اطلاق مسار مشترك اميركي – روسي لاخراج قوات الجمهورية الاسلامية ليس فقط من الجنوب انما من سوريا عموماً...

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o