Feb 03, 2023 5:00 PM
خاص

القرار الظني في تفجير المرفأ...حقيقة مجتزأة والمنفذ أكبر من أن تطاله العدالة

جوانا فرحات

المركزية – بترقب كبير ينتظر اللبنانيون عموما وأهالي ضحايا المرفأ الخطوات القضائية التي سيتخذها قاضي التحقيق في الملف القاضي طارق البيطار. الأكيد أن الأخير مصر على الذهاب إلى الآخر بمعنى أنه لم يذعن للتهديدات غير المباشرة التي تلقاها إن عبر وسطاء أو الإعلام التابع لفريق الممانعة بعدم الذهاب إلى مكتبه في قصر العدل أو في الجديدة لأن قرارا سيصدر عن مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات بتوقيفه من قبل جهاز أمن الدولة وهذا ممكن كون الضابطة العدلية لا تزال بيد القاضي عويدات بدليل أن قرار القاضي البيطار الذي صدر بإطلاق سراح موقوفين في ملف جريمة تفجير المرفأ لم يُنفّذ، في حين تم تنفيذ قرار عويدات الذي قضى بإطلاق سراح جميع الموقوفين.

حتى اللحظة لا يزال البيطار على موقفه من استدعاءاته المقررة الأسبوع المقبل يومي 6 و 8 شباط وفي حال عدم مثولهم في التواريخ التي حددها يوم الإدعاء عليهم، يتحضر لإصدار مذكرات توقيف ضد رئيس الحكومة السابق حسان دياب والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، والمدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا ومدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات وقاضٍ.

خطوة أكثر من جريئة وإن كانت تحمل الكثير من الجدل في ما يتعلق بمسألة توقيف قضاة. وعشية هذه الخطوات القضائية التي يتوقع أن تحدث خضة في الشارع خصوصا أنها تتزامن مع الإضراب العام الذي أعلنه رئيس الإتحاد العمالي العام بشارة الأسمر الأربعاء المقبل على خلفية تردي الأوضاع المعيشية، انتشر عبر وسائل التواصل الإجتماعي شريط فيديو يتحدث فيه الناشر في برنامج "حوار بواقعية" صادق مقدم عن صدور وثائقي سيبث عبر قناة TV5 الفرنسية صنف بأنه من العيار الثقيل وبالمستوى الخطر جدا بعنوان"حزب الله التحقيق المحجوب".

طبعا لسنا بوارد نشر تفاصيل ما ورد في تقرير معد ومقدم البرنامج لأن المكتوب يُقرأ من عنوانه لكن كلام التهديد والوعيد الذي تضمنه التقرير والذي يختمه بعبارة"شدوا الأحزمة" في حال تم نشره بالتزامن مع القرارات التي سيصدرها القاضي البيطار الأسبوع المقبل يطرح أكثر من علامة استفهام. فهل المقصود التضييق على المحقق العدلي والتحكّم "برقبته" أكثر لمنعه من إصدار القرار الظني أو حتى الإقدام على خطوة ذهابه نحو النهاية في التحقيق في ملف المرفأ واستدعاءاته وتوقيف من لا يمتثل ؟ أم أن سيناريو اللاعدالة بدأ يتكشّف أكثر فأكثر والحقيقة التي ينتظرها أهالي الضحايا لمعرفة من أدخل مواد نيترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت ومن تولى حمايتها تحت عيون الأجهزة الأمنية الموجودة في المرفأ وصولا إلى معرفة من اتصل برئيس الحكومة السابق حسان دياب وأمره بعدم التوجه صبيحة يوم الإنفجار الكارثي إلى المرفأ كما كان مقررا وكيف حصل الإنفجار؟

اسئلة عديدة قد تبقى أجوبتها في غياهب اللاعدالة على رغم إصرار أهالي الضحايا على متابعة الملف وعدم التراجع خطوة واحدة إلى الوراء ولو كلفهم الأمر حياتهم..."فالغالي راح عن شو بدنا نسأل بعد؟".

بحسب مصادر أهالي الضحايا فإن توقيت نشر الفيديو مستغرب وهم يترقبون بحذر موعد جلسات استجواب المسؤولين السياسيين الذين استدعاهم البيطار بغض النظر عن السيناريو المعدّ. وما يلتمسه الأهالي أن ثمة محاولة لتطيير التحقيق وقد بدأت تتظهّر بشكل مباشر من لحظة الإنقلاب الذي حصل داخل العدلية منذ حوالى الأسبوعين وإطلاق القاضي عويدات جميع الموقوفين في ملف تفجير المرفأ قبل إنتهاء التحقيقات وسفر أحدهم إلى الولايات المتحدة على رغم قرار منع السفر الذي سطره عويدات على طلبات إخلاءات السبيل.

من تلك اللحظة بات يقينا أن التحقيق دخل غياهب المجهول وارتفع منسوب الشكوك لدى الأهالي لا سيما في مسالة مضمون القرار الظني الذي يتوقع أن يصدر عن البيطار في الأسابيع القليلة المقبلة وبحسب توقعات البعض فإن الحقيقة ستكون مجتزأة ولن يتم نشر الحقائق في ظل الظروف المحلية والدولية وانطلاقا من موازين القوى الموجودة في الحكم.

ما لا يخفيه أهالي الضحايا دعمهم المطلق للقاضي البيطار. إلا أن دعمهم يأتي على خلفية دعم القضاء اللبناني ومسار العدالة وليس بالشخصي. من هنا تؤكد المصادر أن ما تتوقعه من مضمون القرار الظني لا يتجاوز الحقيقة المجتزأة ومثال القرار الصادر عن المحكمة الخاصة بلبنان في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري يؤكد على شكوكهم. وتختم المصادر بألتأكيد على أن الرؤوس الكبيرة لن يطالها القرار الظني وقد يقتصر على اتهام موظفين صغار. لكن من فجر المرفأ غروب 4 آب 2021 ومن أخفى المعلومات عن وجود الأمونيوم في العنبر 12 وكيف تم تهريب كميات منها عبر "طاقات" استحدثت لهذه الغاية لتصنيع مواد متفجرة تم ضبطها مع مجموعات إرهابية كانت بصدد نقلها إلى العراق واليمن عدا عن الشحنات التي تم نقلها إلى سوريا خلال الحرب....أسئلة قد لا تجد الأجوبة إلا تحت أهراءات القمح التي انهارت ولم يتبق منها إلا الهياكل.

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o