Feb 02, 2023 11:40 AM
خاص

أولوية الحزب رئاسيا "المقاومة".. دعواته للحوار فارغة!

لارا يزبك

المركزية- لا يعير حزب الله اي اهتمام الى ما يريده اللبنانيون "شركاؤه في الوطن". هؤلاء يقولون عبر ممثليهم الذين انتخبوهم في ايار الماضي، انهم يريدون رئيسا يحمي لبنان وناسه وشعبه ولا يطعن بهم او يضحي بهم، رئيسا يقودهم الى بر الخلاص. لكن الحزب لا يزال منذ أشهر، يردد المعزوفة عينها، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، "نريد رئيسا لا يطعن بالمقاومة"، واضعا حمايتها في صدارة اولوياته التي تتفوق على مصالح لبنان واللبنانيين الاقتصادية والاستراتيجية...

هذا الشرط، اختلف عليه الحزب حتى مع أقرب المقربين اليه "التيار الوطني الحر"، غير ان هذا الواقع لم يدفعه الى مراجعة مواقفه ولا الى تبديلها، وكأنه لا يبالي بتداعياته: فهو متمسّك بما يريد رضي مَن رضي وغضب مَن غضب، شاء مَن شاء وأبى مَن أبى.

فبعد ان صوّب رئيس البرتقالي النائب جبران باسيل على شرط الحزب في مؤتمره الصحافي الاخير الذي عقده الاحد الماضي، قائلا "لا يكفي أن يكون رئيسًا لا يطعن بالظهر، هذه من المسلّمات! الرئيس يجب أن لا يطعن أحدًا من اللّبنانيين، ولكن من غير الممكن أن تكون مهمة الرئيس فقط ألا يطعن بالظهر"، معتبرا ان "ليس للرئيس بُعد واحد وهو المقاومة، بل لديه عدّة أبعاد: أولًا بُعد لبناني في الداخل، وبُعد لبناني بالخارج، بُعد الدولة والسيادة والدستور والقانون والشراكة والبناء الاقتصادي والمناعة المالية"، كرر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد موقف الحزب ذاته، وذلك عشية زيارته ووفد من الكتلة رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون في الرابية اليوم! فقال "المقاومة قدَر وعندما نتمسّك بها وبخيارها إلى هذا الحدّ نفهم لماذا نبحث عن رئيسٍ لا يطعن المقاومة في ظهرها . لا نريدُ رئيساً يشرّع للمقاومة ولا أنّ يموّلها بل نريد رئيساً على الأقل لا يطعنها في ظهرها وأن لا يُعطي إنجازاتها لأعدائها وهذا هو ما نريده"، مضيفا "تبخلون علينا بهذا الرئيس وهو الرئيس الذي يحفظكم أيضاً ، لأن الرئيس الذي لا يطعن يكون لديه شرف ومن يكون لديه شرف سيحمي كل المواطنين المسؤول عنهم".

وتنطلق المصادر من هذا الموقف لتقول ان التفاهم المحلي على اسم لرئاسة الجمهورية لا يزال بعيدا على الارجح. ذلك ان الشرخ العمودي كبير حول "مشروع" هذا الرئيس ودوره، وهنا الطامة الكبرى. فحتى الساعة، الحزب يبدّي "المقاومة" بما تعنيه بالنسبة اليه اقليميا ودوليا وعسكريا وبانعكاساتها على لبنان صورة وهوية وبعدا عربيا، على اي شيء آخر. وهذا ما لن يسير او يسايره به الفريق الآخر في البلاد. وموقف الحزب المتشدد هذا، انما يعني ان كل دعواته الى الحوار والتوافق فارغة. ففي ظل اصراره على مشروعه السياسي العابر للحدود، واعتباره من المسلّمات التي لا تنارل عنها، وهو يَعرف جيدا انه مرفوضٌ من خصومه، ما الذي يمكن ان يتفاهم عليه مع اللبنانيين في الحوار العتيد؟

***

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o