Jan 30, 2023 1:42 PM
خاص

السوداني يرجئ زيارته لواشنطن...اشارات ايرانية

يولا هاشم

المركزية –  تحمل الحكومة العراقية الحالية برئاسة محمد شياع السوداني، توجّهاً جديداً نحو تغيير مسار المعادلة السياسية والاقتصادية الحاكمة في البلاد، بالانفتاح على الدول العربية والغربية، والتي بدأت تظهر مفاعليها بعد زيارته إلى ألمانيا في 12 كانون الثاني الماضي، وتعاقده مع كبرى شركاتها المتخصّصة بالطاقة والاقتصاد، وتلتها زيارة الى فرنسا منذ يومين، وقّع خلالها اتفاقية "التعاون الاستراتيجي" مع باريس، التي شملت المجال الأمني والاستخباري والتسليح وغيرها. 

وفيما كان ينوي السوداني استكمال جولته الخارجية بزيارة الولايات المتحدة الاميركية، والسبب بحسب ما أكد "حاجة بلاده إلى نمط جديد من التعاون مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق وسوريا"، كشفت مصادر مطلعة على الملف العراقي لـ"المركزية" ان السوداني فرمل زيارته الى واشنطن الى أجل غير محدد. 

ويحاول السوداني بحسب المصادر، أن يكون منفتحاً، بإشارة من ايران وبخاصة من المرشد الاعلى علي خامنئي شخصياً، لتطوير علاقات العراق مع الدول العربية والولايات المتحدة الاميركية. وبلغت الذروة مع تصريحه بأن القوات الاميركية التي يبلغ عددها نحو ألفي عنصر هي حاجة للعراق من أجل محاربة تنظيم داعش الارهابي.  

يبدو ان ايران ستستخدم فعلا القوات الاميركية لمحاربة تنظيم داعش الارهابي الذي ما زال يقوم بأعمال قتل وتخريب ويُغير على مناطق عراقية، في حين أن العراق لا يستطيع التصدي له بشكل كامل. لهذا السبب، تشير المصادر الى ان ايران وافقت على "استخدام" الاميركيين لهذه الغاية. 

لكن الظاهر ان السوداني فهم الإشارة الايرانية بشكل خاطئ، وحاول ان يذهب الى الولايات المتحدة في زيارة رسمية لتطوير العلاقات بين بغداد وواشنطن، الأمر الذي أزعج ايران كثيراً، فطلبت منه عدم الذهاب، ما دفعه الى تأجيل الزيارة. ومرّرت له طهران رسالة مفادها ان هذا التجاوز مرفوض، وان الأمر أصبح مبالغا فيه، وممنوع ان يزور واشنطن. لذلك، زيارة الولايات المتحدة مفرملة اليوم بطلب من ايران.  

من جهة ثانية، تحدثت صحيفة "وول ستريت جورنال" الاميركية عن زيارة وفد عراقي إلى واشنطن من أجل تحسين العلاقات بين البلدين، إلا أن هذه الزيارة أيضاً تأجّلت كي لا يتم احراج ايران، لعدم رغبتها في حصول تقارب الى هذا الحدّ بين البلدين. في المقابل، لا يريد السوداني إغضاب طهران فأحجم عن الزيارة، خاصة وان ملائكة ايران موجودة في بغداد من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الى الحشد الشعبي، وسواهم ممن يسيرون مع طهران على "العمياني"، ويمثلون أعين وآذان وأداة طهران التنفيذية ووجهة نظرها في العراق، ودائماً بحسب المصادر.  

وسط كل ذلك، يعاني العراق من هبوط في العملة الوطنية، وقد دفع هذا الأمر بالسوداني الى إقالة حاكم المصرف المركزي منذ فترة وتعيين آخر من المقربين منه، او بالاحرى من طهران. رغم ذلك ما زالت العملة تتدهور وتفقد قيمتها ويهبط مستواها مقابل الدولار بسبب تهريب الدولارات الى ايران.  

تتطلع حكومة السوداني إلى "مسك العصا" من الوسط في ظل الخلافات بين قطبي الصراع، طهران وواشنطن، وعدم تكرار سيناريو حكومة رئيس وزراء العراق الأسبق عادل عبدالمهدي، تختم المصادر... فهل ينجح؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o