Jan 25, 2023 4:39 PM
خاص

حراك الشارع بين مجموعتين: أحزاب الممانعة للتعمية وصرخات الجوع والعدالة...حذار الإنجرار!

المركزيةخاص

ثمة مصطلح تعارف اللبنانيون عليه بأن حروبهم الأهلية بدأت بما سموه حادثة أو مجزرة بوسطة عين الرمانة ظهر ذاك الأحد 13 نيسان 1975 على أثر الهجوم الذي تعرضت له تلك البوسطة التي كانت تقل ركابا فلسطينيين كانوا في طريقهم إلى مخيم تل الزعتر فقتل منهم 27... وانفجرت الحرب الأهلية لهذه الأسباب قال!.

تلك اللحظة لم تكن هناك مساحة وعي وهامش لتحليل مسار الأحداث أو على الأقل طرح الأسئلة التالية:  لماذا في ذاك اليوم، و لماذا قرر سائق الحافلة أن يمر في شارع داخلي من منطقة عين الرمانة. والأهم ما هي الظروف التي هيأت لتلك الحادثة والحرب التي استمرت حتى العام 1990؟

في القراءة المعمقة يتبيّن أن حوادث مماثلة متنقلة سبقت هذا التاريخ، وهي بدأت منذ العام 1969 عدا عن المواجهات العديدة التي كانت تحصل بين المنظمات الفلسطينية المسلحة التي أيّدها الشارع الإسلامي، وبين الجيش اللبناني الذي أيّده ووالاه الشارع المسيحي. وهكذا راح يتفاقم انقسام اللبنانيين وانشقاقهم الطائفي والأهلي ويتسّع خصوصاً في بيروت ضواحيها المختلطة طائفياً.

اليوم ثمة من يقارب تلك اللحظة لكن بظروف مختلفة. أما المحرض الرئيسي فهو الإحتقان الشعبي على خلفية الواقع المتردي ووقوع لبنان في المحظور إقتصاديا وماليا وإجتماعيا وسياسيا. والأخطر أن كل هذا السيناريو يُطبخ على نار الطائفية. فهل نكون أمام مشهدية بوسطة جديدة مع فارق أن ركابها هم في الأساس ضحايا وآخرهم وربما ليس أخيرهم ال237 ضحية في جريمة تفجير مرفأ بيروت؟

العميد المتقاعد جورج نادر الذي لا يكاد يقفل خطا مع مجموعة ثوار ليفتح آخر مع مجموعة أخرى لتهدئة النفوس وعدم الإنجرار وراء التهويل الحاصل في الشارع، يؤكد عبر "المركزية" أن لا مجال لمقاربة لحظة 13 نيسان 1975 بما يحصل اليوم "فالظروف تختلف وكذلك أهداف الإنفجار الشعبي". ويشرح "عام 1975 كان الإنفجار سياسيا وطائفيا وهذا ما خلق نوعا من الشرخ بين اللبنانيين بحيث كان هناك تعاطف إسلامي مع الفلسطينيين ومسيحي مع الكتائب والأحزاب اليمينية. اليوم هناك غضب شعبي، وهناك جوع وانهيار اقتصادي ومالي وإجتماعي وهذا لم يكن واردا آنذاك".

نسلم جدلا بأن الظروف أو فتيل اشتعال حرب أهلية غيرقابل للمقاربة، لكن ثمة قنبلة موقوتة قابلة للإنفجار في لحظة ما،  أشبه بصباح ذاك الأحد من 13 نيسان عنوانها ملف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت،  "فالقنبلة التي فجرها المحقق العدلي طارق البيطار باتخاذه قرارا بمعاودة التحقيق في الملف والإدعاء على 8 أشخاص من بينهم مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات ومسؤولين أمنيين وقضاة، وإصداره قراراً  بإطلاق سراح 5 موقوفين في الملف مستندا بذلك إلى دراسة قانونية وغايته الوحيدة تطبيق العدالة والقانون لكل ضحايا المرفأ، كل هذه الحيثيات تضاف إليها تطورات الساعات الأخيرة من صراع وانقسام عمودي في الجسم القضائي من شأنها أن تفجر الأرض سيما وأنها تترافق مع ارتفاع جنوني لسعر صرف الدولار وأسعار المحروقات ".

متى وكيف سيترجم هذا الإنفجار؟ بحسب العميد نادر" قبل طرح السؤال متى وكيف يجب التنبه إلى طبيعة وخلفية التحركات على الأرض .فخلفيات المجموعات منقسمة إلى فئتين:الأولى تتحرك بشكل عفوي وشعبي وهذا حق مشروع لها، ومجموعة ثانية تتحرك بهدف التعمية وضرب قرارات القاضي البيطار تحت غطاء إقتصادي إجتماعي في حين أن الهدف الحقيقي سياسي لخدمة أحزاب الممانعة وسلطة المنظومة الحاكمة. من هنا ندعو الناس والثوار إلى عدم الإنجرار وراء الدعوات للنزول إلى الشارع ولو كانت محقة في أغلبيتها".

ومن الوقائع التي يستند إليها نادر في كلامه عن عدم المقاربة بين ما يحصل اليوم وبداية حرب ال1975 وجود الجيش وإمساكه بالأرض "عدا عن أنه لا مصلحة لأحد بحصول خربطة أمنية. لكن جلّ ما تفعله منظومة الممانعة هو تحريك العصب المذهبي والطائفي بعدما تأكدت أنها عاجزة عن تقديم أي خدمة للمواطن باستثناء الفوضى والفساد والسرقة وهدر المال العام". ويكشف عن اتصالات يجريها مع عدد من مجموعات الثورة لتوعية الناس وحثها على عدم الإنجرار وراء الدعوات التي تبثها أحزاب الممانعة وقد لاحظنا أن هناك وعيا والتزاما ". لكن هل يمكن ضبط وجع الناس وغضبهم إزاء كل محاولات التجويع والتركيع ؟

"هيدا الوضع مش ممكن يكمّل. فمن كان يتصور أن ينزل الللبنانيون إلى الشارع في 17 تشرين الأول 2019 ويعلنوها ثورة؟ لا أحد. ومن الخطأ الشائع اعتبار ال6 سنتس على الواتساب وراء انفجار الغضب الشعبي واندلاع ثورة تشرين، إنما التراكمات التي أدت إلى توسع هامش التحركات وتكوين مجموعات الثورة".

ويختم نادر" اليوم أيضا هناك تراكمات إجتماعية وسياسية وإقتصادية وستؤدي إلى انفجار شعبي لا أحد يعلم متى. لكن الأكيد أن التوقيت قريب إنما يبقى الأهم التركيز على انتخاب رئيس للجمهورية حتى ينتظم عمل المؤسسات.عندها تكون للثورة أهداف في الهوية والمكان والزمان". 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o