Dec 06, 2022 12:00 PM
خاص

رائدات من بلادي... وهذه أهم إنجازاتهن!

يولا هاشم

رغم تزايد عدد النساء في المهن العلمية، حيث بتن يشكّلن ما يزيد قليلاً عن 33% من الباحثين في مختلف أنحاء العالم، وفقاً لتقرير اليونسكو للعلوم الذي نُشر في حزيران 2021، غير أن هذا التحسّن لا يزال بطيئاً للغاية. وفي إطار مبادرة لدعم النّساء الباحثات في مجال العلوم، كُرّمت خمس باحثات شابات من لبنان والأردن، وسوريا، خلال النسخة التّاسعة لبرنامج لوريال- اليونسكو "من أجل المرأة في العلم" - المواهب الشابّة للمشرق العربيّ، ثلاث منهنّ لبنانيات. فما الإنجازات التي حققتها الباحثات اللبنانيات في مجال العلوم؟ 

نانسي فياض: تتركز أبحاث الدكتورة نانسي فياض على الكشف عن الكائنات الحية الدقيقة في الجسم والبيئة، مع التركيز على عينات من لبنان ومنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط. تعمل فياض مع فريق مختص لكشف النقاب عن الكائنات الحية الدقيقة "الجيدة" و"السيئة"، المقيمة في الجهاز التنفسي، بهدف إنشاء قاعدة بيانات شاملة للجهاز التنفسي في لبنان وشرق البحر الأبيض المتوسط.  هذا العمل من شأنه أن يزيل تحيز يُرى في نهج علاجية "مقاس واحد يناسب الجميع" في ظل الافتقار إلى المعلومات حول الكائنات الحية الدقيقة في شرق البحر الأبيض المتوسط، في عينات من لبنان أولاً، ومن المنطقة فيما بعد. 

وعما إذا كانت نتائج الأبحاث هذه قابلة مباشرةً للتطبيق، وكيفية تسهيلها لعلاج المرضى، تجيب فياض لـ"المركزية" "المشروع الذي نعمل عليه ونوعية التحاليل هي أساس تطبيق أكبر سيحتاج إلى تضمين العديد من اللاعبين بالإضافة إلينا، مثل العاملين في مجال الرعاية الصحية. لكن، من دون هذه المعرفة الأساسية، فإن أي تطبيق يهدف إلى تحسين نوعية الحياة، أو علاج مرض ما، يكون غير مجدٍ". 

وتتابع "تلعب الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في الجهاز التنفسي دورًا رئيسيًا في كيفية استجابة أجسامنا للأمراض، وفي حال عدم توازنها، تضعف هذه الاستجابة. ومع ذلك، يمكننا استعادة هذا التوازن إما عن طريق البروبيوتيك، أي إعطاء الكائنات الحية الدقيقة المفيدة عن طريق البريبايوتكس، مما يعني العناصر التي يمكن أن تساعد البكتيريا الجيدة على النمو. حاليًا، تستند معرفتنا حول الكائنات الحية الدقيقة في الجهاز التنفسي إلى البيانات التي لا تأخذ في الاعتبار الكائنات الحية الدقيقة الخاصة ببلدنا ومنطقتنا. في هذا المشروع، نهدف إلى الكشف عن جميع الكائنات الحية الدقيقة، الجيدة والسيئة، الموجودة في الجهاز التنفسي للبنانيين. إن معرفة ما هو موجود عادة في الجهاز التنفسي لدينا سيساعدنا على معرفة ما يجب القيام به في حالة عدم التوازن بطريقة محددة للغاية ومخصصة لبلدنا أو منطقتنا". 

علاوة على ذلك، تشير فيّاض إلى أن "تحليل الجينوم لمسببات الأمراض التنفسية في حالة الإصابة من شأنه أن يبرز خصائص هذا العامل الممرض. ثم يمكننا استهدافه بالعوامل العلاجية، مثل المضادات الحيوية لمنعه من الانتشار أكثر على سبيل المثال أو التسبب في مرض أكثر خطورة. الهدف النهائي لأبحاثنا هو توفير كل المعلومات وإنشاء قاعدة للمساعدة في تصميم علاجات مستهدفة خصيصاً لنا". 

رانيا قصير: من جهتها، تعمل رانيا قصير من خلال أبحاثها على فهم التفاعل بين ثنائية اللغة والوظائف التنفيذية إلى وضع معايير للاختبارات التنفيذية واللغوية لكبار السن اللبنانيين ثنائيي اللغة على وجه التحديد والتي ستسمح للإختصاصيين باكتشاف علامات الخرف المبكرة وإعداد علاجات ملائمة. 

وفي ما إذا كانت ثنائية اللغة تحمي المجتمع من الاصابة بأمراض الخرف، تلفت قصير لـ"المركزية" إلى أن "أحدث الدراسات أظهرت أن ثنائية اللغة لها تأثير على الوظائف التنفيذية وبالتحديد على المرونة المعرفية، كونها عبارة عن قدرة الجسد على الانتقال من مهمة إلى أخرى، التكيف مع بيئة جديدة أو مع حدث متغير أو غير متوقع. في الواقع، يتمتع ثنائيو اللغة بأداء أفضل في اختبارات تقييم المرونة المعرفية، مقارنةً مع أحاديي اللغة. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسة حديثة  (Paulavicius et al. 2020) أن ثنائية اللغة هي أحد أهم العوامل في تأخير ظهور أعراض مرض الزهايمر. وبالتالي، سيظهر الشخص ثنائي اللغة أعراضًا بعد أربع سنوات ونصف من شخص أحادي اللغة"، مشددةً على أن "ثنائية اللغة لا تقضي على إمكانية ظهور الخرف، ولكنها تؤخر ظهور أعراضه". 

زينة حبلي: أما الهدف الرئيسي من أعمال زينة حبلي فهو تعزيز الكشف المبكر عن سرطان الثدي من خلال اختبار دم بطريقة سريعة وغير مكلفة. وتجمع أبحاثها التطبيقية العديد من التخصصات وتندرج ضمن الإختبارات السريعة لتشخيص جميع أنواع السرطان وهي قابلة للتطوير ويمكن أن تكون صناعية 

وعن الذي تحتاجه للوصول إلى هذه المرحلة، تشرح حبلي لـ"المركزية" أن "بحثنا يرتكز على تطوير أجهزة استشعار حيوية (حسّاسات) ذات نتيجة سريعة لإكتشاف المرض باكراً من خلال فحص دم مخبري بكلفة قليلة، وهذا النوع من الحسّاسات قابل للتطوير والتوسيع ويمكن الارتقاء به إلى مستوى صناعي في السنوات المقبلة. في الحقيقة لا يُمكن لأي نوع من الأبحاث في هذا المجال الوصول إلى المستوى الصناعي والسوق من دون الدعم المالي وتبادل الخبرات والتواصل وبناء العلاقات مع مختبرات في الخارج. فالعلوم تُعزز من خلال الشراكات البحثية بين الأفراد والمؤسسات العلمية التي لديها وجهات نظر علمية وتطبيقية متنوعة ولكنها مكمّلَة لبعضها البعض". 

وتضيف "نحن في المراحل الأولى من المشروع وحصلنا على بعض النتائج المشجّعة. لكن، الطريق ما زال طويلاً، فنحن بحاجة إلى إجراء العديد من الإختبارات والبحوث والتجارب المخبريّة قبل الانطلاق بعمليّة التسويق. إلى ذلك، علينا التعاون مع باحثين مختصّين في المجال في الخارج لتقوية البحث وموثوقيته مما سيساهم في إحراز تقدم سريع في تطوير أبحاثنا. وخلال هذه الفترة علينا دراسة السوق ومتطلباته لتلبية النقص وتوفير الحل عبر تقنياتنا". 

وتردف "نحن بحاجة للدعم المادي الضخم لشراء المعدّات والمواد واللوازم العديدة لإجراء هذا النوع من البحوث بسبب كلفتها وضريبتها الباهظة"، مؤكدةً أن "الدولة اللبنانية والمصرف المركزي يقدمون العديد من الهبات والمساعدات الماليّة للمراكز البحثية ونحن من الأشخاص اللذين حصلوا على هذا النوع من الدعم، إلا إنه، ومقارنةً مع الهبات في الخارج والتضخم المالي الحالي، يُعتبر الدعم المالي ضعيفا نسبيّاً". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o