Dec 05, 2022 6:15 AM
صحف

استبعاد انتخاب رئيس إلى مطلع الربيع والحزب مع جلسة الحكومة بـ"لا تردد"

لا تشير المعطيات عند الكتل النيابية الى ان موعد انتخاب رئيس الجمهورية المنتظر سيحل قريباً حيث سيودع اللبنانيون السنة الجارية من دون رئيس بالطبع وربما يبقى المشهد على هذا المنوال الى مطلع نيسان المقبل. يرجع هذا الكلام الى رئيس كتلة نيابية وازنة ومؤثرة حيث وصل الى هذه الخلاصة غير المطمئنة.

ولا يختلف مضمونها عن بقية الافرقاء الذين يستمرون في حرب من الردود واطلاق التحديات في بينهم ولو أدى هذا ألامر الى تأخير الاستحقاق الرئاسي والاعتراض على عقد حكومة تصريف الاعمال جلسات وزارية، ولا سيما من طرف "التيار الوطني الحر". ولن تكون جلسة الانتخاب التاسعة الخميس المقبل مختلفة عن سابقاتها سوى استمرار محاولات المرشح ميشال معوض في رفع رقمه مع ملاحظة ان نواباً كانوا يقترعون له ثم عدلوا في خياراتهم. وسيواصل أصحاب الورقة البيضاء رحلتهم. ومن المرجح ان يدعو الرئيس نبيه بري الى جلسة اخرى في الاسبوع المقبل ليدخل الجميع بعدها في عيدي الميلاد ورأس السنة على ان لا يفوت المعنيين ان اللبنانيين في أسوأ اوضاعهم المعيشية والاجتماعية وهم يتساءلون عن جدوى الانتخابات النيابية الاخيرة وما أفرزته من كتل لا تتلاقى ولا تتحاور بعدما أثبتت انها غير قادرة على انتخاب رئيس للبلاد بـ "مواد محلية".

وبعد وضوح الفريق المؤيد لمعوض مع معرفته المسبقة انه غير قادر على ايصاله الى سدة الرئاسة يمضي فريق الورقة البيضاء المتمثل في "حزب الله" الذي يقود هذا المحور من موقع قبطان هذه السفينة التي تعاني بدورها من جملة من المشكلات غير السهلة بفعل التباعد بين مكوناتها حيث لم تستطع اتوفيق الى اليوم بين العونيين ورئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية مع استمرار شريط المناوشات المفتوحة بين "التيار" وحركة "أمل".

ولا يخفي مسؤول كبير في الحزب بحسب "النهار" اتساع مساحة "النكد السياسي" في حلقة الحلفاء والاصدقاء الذي يدورون في فلكه. ولكل هذه الاسباب الداخلية والمعطوفة على عناصر خارجية لا تظهر أي انفراجات تشير الى انتخاب رئيس الجمهورية. وعلى ضوء هذه اللوحة السياسية الفوضوية والمبعثرة الالوان يخرج هذا المسؤول في الحزب الى الخلاصة الاتية: "لا تنتظروا رئيساً في وقت قريب ". وهو لا يطلق في العادة مواقفه الا وسط مناخ من الحذر الشديد ولا يخفي في الوقت نفسه عتبه على مقاربات رئيس تكتل " لبنان القوي" جبران باسيل وأخرها رفضه التئام مجلس الوزراء. ولا يعني هذا الحكم ان العلاقة بين الطرفين ستتجه الى حدوث قطيعة بينهما. ولم يعد خافياً هذه المرة ان ثنائي الحركة والحزب سيكونان على خيار واحد حيال الاسم المرشح لرئاسة الجمهورية على عكس تجربتهما ابان انتخاب الرئيس ميشال عون حيث افترقا انذاك. ولا يقدران هذه المرة على تكرار هذا التمايز لأسباب عددية في المجلس اولاً نتيجة التوازان الحاصل بين جبهتين على عكس برلمان 2018 فضلاَ عن ظروف سياسية تفرض عليهما ان يكونا في مركب رئاسي واحد وسط كل هذه العواصف. ويؤيدان بالطبع فرنجية ولو لم يعلن الحزب عن مكنوناته هذه حيال أبن زغرتا في شكل رسمي وقد سمعها باسيل من السيد حسن نصرالله مباشرة وكان وقعها صعباً على الاول ولم يهضمها الى اليوم.

وفي خضم كل هذه المراوحة كثر الحديث في الايام الاخيرة عن معاودة توجه بري الى عقد لقاءات جانبية مع رؤساء الكتل في الوقت الراهن للمساعدة في التوصل الى انتخاب رئيس في استعاضة عن طاولة الحوار التي حضر لها ثم تراجع عنها بعدما عطلها باسيل ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع رغم حجم مساحة الخلافات بينهما. ولا تؤكد المعلومات استعداد بري للقيام في مسعى جديد سوى التفكير في اجتراح مخرج ما في مطلع السنة الجديدة من دون وضوح تفاصيله بعد.

وبعد ان سيطر ملف عقد جلسة للحكومة قبل ظهر اليوم الاثنين في السرايا على المشهد السياسي المتهالك في الاصل يتبين ان "حزب الله" كان المحور الاساس والمساند لدعوة ميقاتي حيث سيشارك في الجلسة "من دون تردد" نظراً الى ما يحمله جدول بنود أعمالها من قضايا اجتماعية وصحية لا يمكن التفرج عليها.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o