Dec 01, 2022 12:27 PM
خاص

نظام ايران يعدم الانتفاضة والعالم صامت: وجوده يناسب الغرب؟!

لورا يمين

المركزية- بينما شعوب العالم وقادته منهمكون بأمور كثيرة من المونديال الى حرب اوكرانيا وأزمة النفط والغاز التي أوقعت روسيا فيها الدول الاوروبية، الشعب الايراني يُقتل ولا مَن يسأل، والعواصم الكبرى تكتفي ببعض البيانات والعقوبات.

في الساعات الماضية، أكد مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بانتهاكات حقوق الإنسان في إيران، جاويد رحمن، أن السلطات الإيرانية شنت "حملة" لإصدار أحكام بالإعدام على المتظاهرين، معبراً عن قلقه إزاء تصاعد قمع الاحتجاجات في البلاد التي انطلقت عقب مقتل الشابة الكردية مهسا أميني في ايلول الماضي.

وبعد ان وافق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في اجتماع خاص في شأن إيران منذ اسبوع، على قرار يتم بموجبه تشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق حول انتهاكات حقوق الإنسان خلال الاحتجاجات الإيرانية، قال المسؤول الاممي في مقابلة مع "رويترز"، "أخشى أن يرد النظام الإيراني بعنف على قرار مجلس حقوق الإنسان، وهذا قد يسبب المزيد من العنف والقمع من جانبهم". وقال جاويد رحمن إنه يتوقع من لجنة تقصي الحقائق بشأن احتجاجات إيران أن تتوصل إلى قائمة بالجناة وتشاركها مع مسؤولين قانونيين وطنيين وإقليميين، مضيفا "بدأت السلطات الإيرانية الآن حملة للحكم على المتظاهرين بالإعدام". وتابع: 21 شخصا من الذين اعتقلوا خلال الاحتجاجات المستمرة، من بينهم امرأة، متهمون بارتكاب "جرائم جنائية غامضة وواسعة النطاق، يواجهون عقوبة الإعدام.

السلطات الإيرانية من جانبها، أعلنت بوضوح، ردا على القرار الاممي، أنها شكلت لجنة وطنية ولن تتعاون مع اللجنة الدولية. وقد  بينت التقارير الرسمية التي نشرها القضاء الإيراني اتهام عدد من المعتقلين في الاحتجاجات الحالية في إيران بـ "الحرابة" أو "الإفساد في الأرض" ، والتي بحسب قوانين الجمهورية الإيرانية، عقوبتُها إعدام.

امام هذه المعطيات، تعتبر مصادر دبلوماسية عبر "المركزية" ان الثورة الايرانية "المتجددة" التي تشهدها شوارع الجمهورية الاسلامية منذ أشهر، قد تستمر اسابيع او اشهرا اضافية، الا انها في نهاية المطاف ستنتهي لصالح النظام الايراني. ذلك ان ما يحصل اليوم، حصل مثله في سوريا مثلا، الا ان ترك الشعب السوري لمصيره يواجه النظام الذي قمعه بالرصاص والسلاح والبراميل المتفجّرة، من دون ان يلقى اي حساب الا قطيعة دولية وبيانات ادانة، سمح في نهاية المطاف لبشار الاسد بتثبيت أرجله مجددا في الارض السورية، واتاح له الصمود في وجه معارضيه، بدعم طبعا من ايران وروسيا. انطلاقا من هنا، تشير المصادر الى ان الانتفاضة الايرانية تبدو اليوم ستواجه المصير عينه. ففي ظل الإحجام الدولي عن الرد فعليا وبحزم على تجاوزات النظام الايراني، ليس فقط "الانسانية" في الداخل بل وصلت حدود قصف دول الجوار متّهما اياها بدعم الاحتجاجات (وهذا ما فعله في اربيل)، سلطات طهران ستقتل المعارضين والانتفاضة، وستعيد تدعيم هيكلها وتعزيز أُسس نظامها في البلاد.. فهل يمكن القول ان هذا النظام حاجة للغرب او أن وجوده يناسب مصالح عواصمه الكبرى؟!

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o