Nov 28, 2022 4:31 PM
تحليل سياسي

زمام الاستحقاق الرئاسي تفلت من يد اللبنانيين إلا اذا!
بعد كلام خامنئي.. وفد اميركي في بيروت مستعجلا الانتخاب والاصلاح
"الثنائي" على الورقة البيضاء.. المرحلة دقيقة وطنيا.. وسجال بين عون وميقاتي

 

المركزية- على وقع كلام عالي السقف لمرشد الثورة الايرانية علي خامنئي أطلقه السبت الماضي وأعطى من خلاله الازمةَ الرئاسية بعدا اقليميا ودوليا مرتبطا بهوية لبنان وموقعه الاستراتيجي، حيث اعتبره من ساحات "المقاومة" في المنطقة، بما يعني ان طهران لن تسمح بأن يصل الى قمرة قيادته رئيسٌ لا يحفظ هذه "الهوية"، جال وفد أميركي في بيروت اليوم، في معطيين يؤكدان ان الاستحقاق اللبناني بات، بعد الشغور، مدارَ كباش ايراني – اميركي، وقد أفلتت زمامه من يد اللبنانيين. وفيما يحضر ملف لبنان في محادثات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ونظيره الاميركي جو بايدن في واشنطن في الساعات المقبلة، يبقى احتمال لبننة الانتخابات واردا اذا تم الاخذ بما دعا اليه "سيد بكركي" من روما امس، حين سأل عن سبب إقفال الجلسات الانتخابية بعد الدورة الاولى، مشيرا، تعليقا على الجدل حول نصاب الجلسات، في موقف موجّه الى عين التينة، الى ان الثلثين عرف فيما الدساتير تبقى أقوى من الاعراف.

وفد اميركي: عشية الجلسة المحددة لانتخاب رئيس للجمهورية الخميس المقبل والتي لن تشهد، في ظل المعطيات المحلية والاقليمية الراهنة، أيَ خرق ايجابي يذكر في نتائجها، التقى وفد من الكونغرس الأميركي برئاسة النائب مارك تاكاتو وعضوية النائبين كولن الريد وكاتي بورتر المسؤولين اللبنانيين، في زيارة تستمر يومًا واحدًا حيث أكد على اهمية إنتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة جديدة وتطبيق شروط صندوق النقد الدولي والمضي بالإصلاحات. وبعد زيارته السراي حيث استقبله رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي هنأ الوفد الحكومة على "جهودها في انجاز مشاريع القوانين التي طلبها صندوق النقد الدولي والتي أحيلت الى مجلس النواب متمنيا الاسراع في إقرارها". وشدد "على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية"، ودعا النواب "الى إنجاز هذا الأمر في أسرع وقت ممكن"، لافتاً "الى ان هناك تحديات كثيرة سيشهدها العام 2023 عالميا ومنها ما يتعلق بالأمن الغذائي وتأمين المساعدات من الولايات المتحدة للدول الصديقة، لذا يتوجب على المشرعين والسياسية اللبنانيين بذل جهود كثيرة لوضع لبنان على سكة التعافي التي لا تتم من دون محاربة الفساد واقرار القوانين المطلوبة من قبل صندوق النقد الدولي". والتقى الوفد رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في حضور السفيرة الاميركية، كما زار الخارجية.

استعجال اسباني: وفي المواكبة الدولية للواقع اللبناني ايضا، وضع وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الرئيسَ ميقاتي في أجواء مشاركته في مؤتمري "تحالف الحضارات" في فاس و"الاتحاد من اجل المتوسط" في اسبانيا ولقائه مع وزير الخارجية الإسباني في مدريد ومع لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الإسباني. فقال "تطرقنا الى الأوضاع في لبنان وما أنجزته الحكومة من انتخابات نيابية واقرار الموازنة، والاتفاق مع صندوق النقد الدولي وترسيم الحدود واستتباب الأمن. كل هذه الأطراف تطالب باستمرار بانتخاب رئيس للجمهورية وبتشكيل حكومة ومصادقة مجلس النواب على الإتفاق مع صندوق النقد الدولي". وأضاف "وجدت لديهم تعاطفا كبيرا مع لبنان في ما يخص موضوع النازحين السوريين اذ باتوا مدركين أن لبنان لم يعد قادرا على تحمل أعباء النزوح اقتصاديا وماليا وديموغرافيا واجتماعيا ويشكلون عامل ضغط على النموذج اللبناني".

الورقة البيضاء رسالة: وبالعودة الى الخط الرئاسي، وبينما لا معطيات حول نتائج زيارة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل قطر الجمعة الماضي، الثنائيُ الشيعي مستمر في اعتماد الورقة البيضاء، وفي الدعوة الى الحوار للتفاهم على اسم رئيسٍ حدد سلفا مواصفاته. في السياق، أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن عز الدين أنه "حتى هذه اللحظة لم يحصل تفاهم بين أغلب القوى السياسية على اسم رئيس للجمهورية، ولذلك نحن عندما اخترنا التصويت بالورقة البيضاء، فهذا يعني أننا ندرك تماماً واقع هذا البلد وطبيعة تركيبته سواء على المستوى الاجتماعي أو على المستوى السياسي، ويعني أنها دعوة صريحة لإبقاء نافذة على الحوار والتفاهم والتلاقي ما بين القوى السياسية ومكوّنات المجلس النيابي اللبناني، وعدم إغلاق الباب للبحث في المخارج التي تؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية". وشدد على "ضرورة أن يتمتّع رئيس الجمهورية بمجموعة من المواصفات وهي، أن يكون وطنياً وشجاعاً ويملك قراره الوطني المستقل، ويقف بصلابة أمام أي ضغوطات داخلية أو خارجية لفرض إملاءات وشروط ضد المصالح العليا للبنانيين والمواطنين".

الكتائب تنفي: في المقابل، اكد جهاز الاعلام في حزب الكتائب ان "ما ورد في صحيفة الأخبار صباح اليوم عن "لقاء بين الكتائب وحزب الله في الضاحية بطلب من الصيفي"، عار من الصحة"، نافيا "نفياً قاطعاً ما ورد فيه". واوضح ان "اولاً: حزب الكتائب لم يطلب اي موعد من الضاحية لعقد اي لقاء، وامين عام الحزب لم يلتق اي نائب من حزب الله بهدف اجراء حوار سياسي من اي نوع كان.  ثانياً: حزب الكتائب متى قرر التقاء اي فريق فهو يعلن عنه صراحة ودون اي مواربة ومن باب التمسك بثوابته ومبادئه".

موازنة 2022: من جهة أخرى، على الصعيد الاقتصادي، وفي وقت سجلت اسعار المحروقات ارتفاعا اضافيا اليوم، صدر عن وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل قرار قضى بإعطاء الزيادة المنصوص عليها في قانون موازنة 2022 للعاملين في القطاع العام وللمتقاعدين. في المقابل، قدمت النائبة بولا يعقوبيان مراجعة طعن أمام المجلس الدستوري بقانون موازنة ٢٠٢٢، وقالت "ما يُنشر غير ما يُصادق عليه في مجلس النواب وهذا ما حصل في الموازنة ولا بدّ من تصحيح المسار. اضافت "الزيادة في رواتب القطاع العام يجب أن تترافق مع إصلاحات من أهمّها شطب الوظائف غير القانونية".

لجنة المؤشر: ليس بعيدا، اعلن رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر تأجيل اجتماع لجنة هيئة المؤشّر الذي كان مقررا الاربعاء "بطلب منّا بسبب أنّ ما عُرض علينا لا يتناسب مع زيادة غلاء المعيشة وارتفاع سعر الدولار". اضاف "ما عُرض علينا فُتات والهيئات الاقتصادية رفضت طرح العشرين مليون ليرة كما طُرح مبلغ 10 ملايين ليرة كراتب إلّا أن هذا الطرح لم يلقَ جوابًا وسنستمّر بالمفاوضات بانتظار إقرار الدولار الجمركي".

المرحلة دقيقة: وسط هذه الاجواء الملبدة سياسيا ومعيشيا، قال المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم في حديث صحافي، ردا على سؤال عن انعكاس الفراغ الرئاسي على الأمن العام في البلاد، "إن المرحلة التي نمر بها، دقيقة على المستوى الوطني، والتحديات في هذا الإطار متنوعة. خلو سدة الرئاسة يترك تحديات ومسؤوليات ومخاوف، لأن عمل مؤسسات الدولة يصبح بلا غطاء رئيس الجمهورية الذي يمثل رمز وحدة البلاد، وهو الضابط والحكم لعملها.في كل ظرف سياسي ووطني مشابه تزداد المخاوف من أي تحديات أمنية، ومن ثم يزداد الدور المُلقى على القوى العسكرية والأمنية، باعتبارها الضابطة لكل الوضع الأمني، لا سيما المديرية العامة للأمن العام؛ فنحن نعيش في ظل حالة سياسية قائمة، وكلما اشتدت الأزمات، تضاعفت المسؤولية وصارت الحاجة أكثر إلحاحا للتنسيق الدائم، والتعاون المستمر بلا انقطاع بين الأجهزة العسكرية والأمنية لتدارك الأحداث والمفاجآت". من جهة ثانية، كشف عن اعتزامه إقامة دعوى قضائية خلال الفترة المقبلة ضد مَن نشروا ما وصفها بـ"الشائعات والأكاذيب المضللة" بحقه في قضية انفجار مرفأ بيروت، خاصة منذ أن تولى القاضي طارق البيطار التحقيق العدلي في هذه القضية. وأشار إلى أن هناك جهات بعينها (لم يُسمّها) تعمل على استهدافه بشكل شخصي انطلاقا من "بعض الأجندات السياسية"، مضيفا: "لديّ الكثير من الإشارات والشواهد التي تؤكد استهدافي شخصيا، وأنا أحتفظ بحقي في الرد قضائيا على كل هذه التلفيقات". 

عون يرد: في الاثناء، دار سجال حول مرسوم التجنيس بين رئيس الجمهورية السابق ميشال عون والرئيس ميقاتي. فقد أشار المكتب الإعلامي لعون الى ان "الحديث التلفزيوني لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ليل أمس تضمّن سلسلة مغالطات وتحريفاً للوقائع، بعضها يتكرّر عن قصد، على رغم أنه سبق أن صدرت توضيحات حول حقيقة الملابسات التي رافقت تشكيل حكومة جديدة قبل انتهاء الولاية الرئاسية". أضاف في بيان "إلا ان ما يجدر التوقّف عنده كانت الطريقة التي روى فيها الرئيس ميقاتي مسألة استصدار مرسوم بتجنيس أشخاص، علماً أن هذا الموضوع غالباً ما يتكرّر في روايات مختلفة في وسائل الإعلام على ألسنة سياسيين وإعلاميين على نحوٍ مغاير للواقع". 

وميقاتي يصر!: على الاثر، صدر عن المكتب الاعلامي لميقاتي الآتي "تعقيبا على البيان الذي أصدره المكتب الاعلامي للرئيس عون ، يجدد دولة الرئيس نجيب ميقاتي تمسكه بكل ما اورده في حديثه التلفزيوني ليل أمس بشأن ملف التجنيس، مكتفيا بهذا القدر احتراما لفخامة الرئيس ميشال عون ولمقام رئاسة الجمهورية. فاقتضى التوضيح". 

***

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o