Jun 26, 2018 5:06 PM
تحليل سياسي

الحريري يزور بعبدا خـــــــــلال يومين: أنا اشكل الحكومة
بعلبك تعود الى الحضن الامني.. وقائد الجيش: نحبط مخططات ارهابية
اسرائيـــــــــــل تستهدف حزب الله في محيط مدار دمشق

المركزية- فيما تغيب من أفق الاسبوع الجاري أي مؤشرات تنبئ باحتمال ولادة الحكومة قريباً، اذ ان أقصى ما يمكن توقعه هو تبريد الساحة السياسية التي الهبتها السجالات في اليومين الماضيين، من اجل استئناف الحوار بين الرئيس المكلف سعد الحريري وباقي الأطراف، بحثا عن الخلطة السحرية الممكن ان توفق بين السقوف المتباينة للأفرقاء والتي ارتفعت من مرتبة الحصص الى مقام الحصول على الثلث الضامن او المعطّل لا فرق.

وفي غياب الجديد التشكيلي، قفز الى الواجهة الملف الامني من اكثر من زاوية، ميدانيا بخطة انتشار الجيش في مدينة بعلبك وفي المواقف بكلام لقائد الجيش العماد جوزيف عون من واشنطن.

انا الرئيس: في المقلب الحكومي، برز كلام للرئيس المكلف سعد الحريري اشار فيه الى انه سيزور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال اليومين المقبلين، موضحا "ان سفر رئيس مجلس النواب نبيه بري لا يعني تعليق اتصالات تأليف الحكومة لانني باق على تواصل دائم معه". وردّا على موقف النائب عبد الرحيم مراد لـ"المركزية" عن ان من غير الجائز تجاهل تمثيل 40 % من السنّة اكد الحريري "انا الرئيس المكلف وانا من اشكل الحكومة".

انزعاج من الوئام: وفي السياق، بدا ان المناخات الايجابية العائدة تدريجيا لتسود الأجواء بين بيت الوسط ومعراب والمختارة، من بوابة الحكومة العتيدة، وآخر فصولها كان ليل امس في الاجتماع الذي ضم الرئيس المكلف سعد الحريري الى رئيس القوات سمير جعجع في بيت الوسط، والذي يذكّرها بمعادلتي س - س (سعد- سمير) وج – ج (جنبلاط – جعجع) يزعج الضاحية، التي ترى فيه، وفق ما قالت مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية"، اشتدادا لـ"عود" المحور "السعودي" في لبنان بعد ان كان انفرط عقده تماما في الاشهر الماضية. أما أسطع دليل الى "النفور" من "التناغم" الواضح بين الثلاثي نواة 14 آذار في السابق، فشكّلته، وفق المصادر، التغريدة العالية السقف التي أطلقها النائب اللواء جميل السيد، وقال فيها "سابقاً فشل جعجع باحتجاز الحريري بالسعودية لإسقاط الحكومة! اليوم نجح جعجع وجنبلاط بدعم سعودي باحتجازه في لبنان لعرقلة الحكومة! إلى متى الإحتجاز الثاني؟ الأغلبية معنا". واضاف: "ربما عريضة موقّعة من ٦٥ نائباً عبر المجلس إلى رئيس الجمهورية ليسقط تكليف الحريري كأنه لم يكُن! والبُدَلاء كثيرون".

اتفاق المستقبل –القوات: وقالت المصادر ان اجتماع بيت الوسط انتهى الى اتفاق على ألا تنازل قواتيا عن حصة تمثل فعلا حجم "القوات" بعد الانتخابات، وقوامها 4 وزراء، من ضمنها منصب نائب رئيس مجلس الوزراء. وان الرئيس المكلف ابدى تفهما تاما لما تطالب به معراب، وذلك انطلاقا من الارقام والمعايير التي اعتُمدت في تشكيل الحكومة السابقة (حكومة تصريف الاعمال الحالية). وفي رأيه، من المنطقي ان تحصل القوات اللبنانية على نيابة رئاسة الحكومة، بعد أن آلت نيابة مجلس النواب الى التيار الوطني الحر.

ملاك في بعلبك: أمنيا، وفي وقت سجل منذ الصباح، انتشار كثيف للجيش اللبناني في مختلف احياء بعلبك، تفقّد قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن حاتم ملاك، الوحدات العسكرية المنتشرة في منطقة بعلبك - الهرمل، حيث جال في مراكزها واطلع على إجراءاتها الميدانية المتخذة لترسيخ الأمن والاستقرار، ثمَّ اجتمع بقادة الوحدات والعسكريين، مزوّداً إياهم بالتوجيهات اللازمة، وقام مع الضباط المسؤولين بجولة في مدينة بعلبك، شملت مناطق: مرجة رأس العين، حي الشراونة، محيط القلعة والأسواق. وأكّد اللواء الركن ملاك أنّ منطقة بعلبك – الهرمل هي كأي منطقة لبنانية تحت سيادة الدولة وسلطة القانون، وأن لا خطط أمنية استثنائية فيها بل تفعيل للإجراءات والتدابير المتّخذة، انطلاقاً من أنّ العمل الأمني هو عمل تراكمي يحتاج إلى متابعة واستمرارية لتحقيق النتائج المرجوّة منه. ولفت قائد الجيش بالنيابة إلى أن خصوصية منطقة البقاع وتحديداً بعلبك – الهرمل، لجهة الروابط العشائرية والعائلية، تستدعي في أحيان كثيرة اللجوء إلى التواصل مع المعنيين لإيجاد حلول لبعض الخلافات أو الإشكالات، لكن هذا لا يعني على الإطلاق أن هناك تغطية لأي مخالف أو مطلوب، مشدّداً على عدم التهاون مع أي شخص تسوّل له نفسه العبث بالأمن والاستقرار. ودعا اللواء ملاك أبناء منطقة بعلبك – الهرمل، إلى الوقوف إلى جانب المؤسسة العسكرية في مهمتها المقدّسة.

احباط عمليات: في غضون ذلك، أعلن قائد الجيش العماد جوزف عون أنّ "مخابرات الجيش اللبناني القت القبض على جماعة ارهابية كانت موجودة في لبنان ثمّ توّجهت إلى ادلب في سوريا وعادت الى لبنان وذلك في غضون 24 ساعة فقط"، كاشفا عن معلومات عن مخططات إرهابية كانت تهدف إلى إفشال الانتخابات النيابية لكنها "مرقت عا خير". وأكد العماد عون من واشنطن أن الجيش شكّل شبكة امان للبنان، على رغم كل التداعيات التي تحصل في المنطقة وذلك عبر جهوده المتواصلة ونجاحه في دحر التنظيمات الارهابية خصوصاً على الحدود الشرقية وتضييق الخناق عليها"، معتبرا أن"الولايات المتحدة الاميركية دولة صديقة كان لها دور اساسي في انهاء المعركة ("فجر الجرود في آب 2017) بسرعة وذلك عبر الاسلحة التي قدمتها". وطمأن إلى أن الوضع الامني في لبنان ممتاز"، لافتاً إلى أنّ وبالرغم من كل الامور والتداعيات التي تحصل في المنطقة إلاّ أنّ لبنان لم يشهد منذ سنتين اي حادث امني".  

المشنوق: في الاثناء، ومواكبة للخطة الامنية في بعلبك، اعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق اثر زيارة لقصر بعبدا "اننا سنصدر قريبا قرارا بوقف كل عوازل "الفوميه" من بعلبك- الهرمل ما عدا للرسميين والامنيين". اما في ما خصّ مرسوم التجنيس فقال "ان توصية الرئيس عون ان تبقى الامور على حالها في موضوع مرسوم التجنيس الى حين صدور قرار مجلس شورى الدولة في الطعون المقدمة."

جنوب سوريا: اقليميا، حققت قوات النظام، ليل الاثنين، تقدمها الأبرز في الجنوب السوري منذ أسبوع، بسيطرتها على بلدتين، ما مكّنها من فصل مناطق سيطرة المعارضة في شرق محافظة درعا إلى جزءين، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. ونتيجة المعارك الدائرة، سُجّلت حركة نزوح لافتة من المنطقة. وأعلنت الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 45 ألف شخص فروا من القتال في محافظة درعا باتجاه الحدود مع الأردن. وهذا الواقع الميداني المعقد، سيكون مدار بحث أميركي – روسي – أردني. ففي وقت احتل حيزا من المباحثات التي أجراها العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب في واشنطن في الساعات الماضية، خصوصا أن الاردن (المتاخمة للجنوب السوري) تخشى موجات نزوح كثيف جراء التصعيد العسكري، قالت مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ"المركزية" ان مستشار الامن القومي الاميركي جون بولتون سيعرض، بدوره، للتطورات في جنوب سوريا وسبل تهدئتها، مع المسؤولين الروس وأبرزهم وزير الخارجية سيرغي لافروف، غدا في موسكو، التي يتوقع ان يصلها في الوقت نفسه وزير الخارجية الاردني أيمن صفدي.

غارات اسرائيلية: الى ذلك، ذكر التلفزيون الرسمي السوري أن صاروخين إسرائيليين سقطا في محيط مطار دمشق الدولي، فيما أشارت مصادر إلى أن الضربة الإسرائيلية استهدفت مستودعات لـ”حزب الله". كما سمع دوي انفجارات في أطراف العاصمة السورية دمشق.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o