Oct 07, 2022 4:17 PM
خاص

كيف ينعكس التصعيد الإسرائيلي على اقتصاد وسياحة لبنان؟

ليا مفرج

المركزية – أحد المقوّمات الأساسية للنمو الاقتصادي هو وجود بيئة سياسية مستقّرة، وهذا العنصر على غرار العديد من العناصر الأخرى غير موجود في لبنان، خصوصاً أن العوامل المزعزعة ليست فقط داخلية بل أيضاً خارجية لأن الوضع عند جارته الحدودية الأولى سوريا صعب، أما علاقتة مع جارته الثانية إسرائيل فحدّث ولا حرج، خصوصاً أن العداوة بينهما معززة بسيطرة "حزب الله" على الدولة اللبنانية. بالتالي، لا يخلو البلد من خضّات سياسية-أمنية تبرز بين الحين والآخر لتزيد الأضرار على الاقتصاد المحلي، وآخرها الأخبار الإعلامية المنتشرة أمس حول ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل عبر المفاوضات غير المباشرة التي تجري بين الطرفين بوساطة الولايات المتحدة، حيث كلف المجلس الأمني الإسرائلي المصغر رئيس الوزراء ​​يائير لابيد​، ووزير الدفاع ​بيني غانتس​، ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، بالاستعداد لأي تصعيد محتمل مع ​لبنان. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر سياسي أن "الاتفاق مع لبنان بشأن ترسيم الحدود قد يلفظ أنفاسه ويجب الاستعداد للمواجهة". 

من جهته، اتهم زعيم المعارضة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حكومة بلاده بالرضوخ لتهديدات "حزب الله" والتنازل عن كمية كبيرة من حقول الغاز. وهدد بأنه لن يلتزم باتفاق الترسيم في حال نجاح حزبه بانتخابات الأول من تشرين الثاني المقبل وتوليه منصب رئاسة الحكومة.  تداعيات اجواء  كهذه لا بد تنعكس على لبنان على اكثر من صعيد لكن في شكل خاص، على السياحة والاقتصاد ذلك ان اي سائح أو مغترب يتطلع للسفر إلى لبنان أو الاستثمار فيه سيعيد حساباته وعلى الأرجح سيتراجع  لحين توفّر الظروف المناسبة. فما انعكاسات التصعيد الإسرائيلي والتهديد بالحرب على الاقتصاد اللبناني؟ 

الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة يرى عبر "المركزية" أن "الموقف الإسرائيلي جاء ردّاً على هجوم نتنياهو. حكومة لابيد كانت تسير في الموضوع لأن الانتخابات اقتربت ونتنياهو منافسهم اتّهمهم بالتخلي عن مصلحة إسرائيل والخضوع لمحور الممانعة، فجاءت ردّة الفعل محض انتخابية ". 

ويتابع: "الموقف انتخابي صحيح، إلا أن ذلك لا يعني تجاهله. لبنان يتواصل مع أميركا وليس إسرائيل، بالتالي مهمته الأولى هي تليين المواقف لأن من الواضح أن الرئيس الأميركي جو بايدن يفضّل لابيد على نتنياهو وعليه تأييد حكومته، خصوصاً ان لا يمكنه المخاطرة بعودة الثاني إلى رئاسة الحكومة، كذلك لا يمكن للابيد التخلي عن بايدن". 

ويشير إلى أن "لبنان في حالة سلم ولا يمكنه أن ينقذ نفسه فكيف ستكون عليه الحال إن دخل في حرب؟ وطبعاً اندلاعها يعني ارتفاع معدّلات الفقر، تأجيل الحلول الاقتصادية، توسّع الصراع السياسي الداخلي والاقتصادي، ووضع البلد أساساً مزر ما يعني أنه سيزداد سوءاً في حال دخوله أي صراع مسلّح. لذا التعويل اليوم على إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية لمعالجة الموضوع بروية من دون خسارة فريق لابيد الانتخابات". 

أما بالنسبة إلى التأثير الممكن على الموسم السياحي الشتوي، لا سيما خلال فرصة عيد الميلاد، فيعتبر حبيقة أن "من المبكر الحديث عن هذا الانعكاس لأن الأمور تحسم هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل بأقصى حدّ، إذ يجب حلّ الموضوع قبل الانتخابات الشهر المقبل، فإما يتم التوصل إلى حلّ أو تنفجر الأوضاع". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o