Oct 04, 2022 6:38 PM
أخبار محلية

مجلس كنائس الشرق الأوسط اختتم "موسم الخليقة" 2022

اختتم مجلس كنائس الشرق الأوسط "موسم الخليقة" 2022، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورئاسته، بخدمة صلاة مسكونية تحت عنوان "اسمع صوت الخليقة"، أقيمت في كنيسة الصرح البطريركيّ في بكركي، عشية عيد القديس فرنسيس الأسيزي.

شارك في الصلاة كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك رئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عن العائلة الكاثوليكية البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، ممثل البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني المطران دانيال كورية،  بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم القسيس جورج مراد ممثلا سينودس الكنيسة الإنجيلية في سوريا ولبنان.

كما شارك عدد كبير من المطارنة من مختلف العائلات الكنسية والجمعيات الرسولية والتربوية، إضافة إلى آباء مسؤولين وراهبات ورهبان وإكليريكيين.

شارك في الصلاة أيضا منظمة المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في لبنان ممثلة بعلاء قعود، ممثلون لمنظمة "دانمشن" الداعمة لمجلس كنائس الشرق الأوسط في "موسم الخليقة" وجمعية "أروشا" الدولية للبيئة، المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار على رأس وفد من متطوّعي الدفاع المدني، رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم مع وفد من الإعلاميين، رئيس مجموعة "لابورا" والاتحاد الكاثوليكي للصحافة في لبنان الأب طوني خضره، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر، اللجنة الأسقفية "عدالة وسلام" في لبنان، الشيخ القاضي فوزي داغر، مجموعة من كشافة ودليلات لبنان - فرع مدرسة عينطورة - كسروان، وشابات وشبان من جمعيات شبابية وأهلية، هيئات ولجان معنية بالبيئة ورؤساء بلديات وناشطين بيئيين.

تضمن الاحتفال خدمة الصلاة المسكونية من كتيب "موسم الخليقة" 2022 العالمي، الذي قام مجلس كنائس الشرق الأوسط بتعريبه للسنة الثانية على التوالي. كما تخللته وقفات ترنيمية وموسيقية تمجد الخالق وتسبحه بأداء أعضاء من جوقةKousan Male Choir - Hamazkayin  ، جوقة الكلية القداسة الملكية Panayia وجوقة العمل الرعوي الجامعي. وقدمت مجموعة من مختلف الجماعات الشبابية أشجارا وفاكهة من ثمار الطبيعة تمت مباركتها أمام المذبح كرمز لعطايا الله الخالق إلى خليقته.  

ميناسيان

وألقى ميناسيان كلمة قال فيها: "إنه يوم رائع وفرصة ثمينة، خصوصا للأسرة المسيحية التفكير والتأمل والإصغاء إلى صوت الخليقة، لأنها مناسبة تحيي فينا الأمل والنشاط للعمل سوية من دون تفرقة وتمييز وانحياز بين أفراد كل الأديان. إننا أولاد الله، أولاد خالق واحد ولا يحق لنا التمييز بين أبناء العائلة الواحدة. في طقسنا الليتورجي الأرمني، في فرض الصباح، نتلو باقة من المزامير، ومنها المزمور الـ148 الذي يعد من مزامير التسبيح وتمجيد الله في خلائقه".

وتساءل: "أين نحن من هذه الصلوات التي نتلوها في جو التفاوت والتواضع، ثم نخرج منها إلى جو الأنانية والجشع، نقاتل ونحارب ونطعن بالطبيعة وكل الخلائق والكائنات؟ أين نحن من التآخي مع البشر والخليقة المتألمة، المستغلة المباحة؟ أين نحن اليوم والخليقة ضحية الحروب الهمجية التي تدور في كل أنحاء الأرض، ومنها باسم الخالق ضد خليقته؟".

وقال: "دول تتألم وتموت من الجوع والفقر، ودول تفرط في الغنى الفاحش. شعب يقتل ويضحمل، وآخر يستغل ذلك لزيادة أملاكه وأرباحه. إني آسف لما وصلنا إليه في أيامنا هذه، وقد فقدنا القيم الإنسانية، ونسينا وتناسينا خالقنا المحب، الرحوم، والرؤوف. أنا آسف لما نحن عليه من علل وأمراض روحية، لا بل أنا آسف لهذه الحروب التي تفتك بالبشرية، على الأرض التي اختارها الرب لنا جنة عدن، وله سكن عاش فيه متجسدا من الروح القدس".

وختم: "لنا أذنان ولا نسمع، وعيون ولا نبصر الخطر الذي يحيط بنا، لا بل وإن رأيناه، شاركنا في الخراب والتدمير والقتل والتنكيل في ما بيننا. أردت اليوم الرجوع إلى بيتك يا رب لتأخذني مثل الإبن الضال. لقد ندمت على ما فعلته بالفكر والقول والفعل والإهمال. أرجع إليك نادما وراجيا أن تغمرني برحمتك وتفتح بصري بنعمة روحك القدوس، لأرى الحقيقة وأنذر نفسي لخدمتك في هذه الحياة".

عبس

بدوره، ألقى الأمين العام الدكتور ميشال عبس كلمة شكر فيها ل"الكنيسة المارونية والبطريرك الراعي الاستضافة الكريمة والدعم الدائم".

كما شكر ل"كل من ساهم في إنجاح هذا الحدث، الذي بات محطة سنوية للتوعية والصلاة"، وقال: "إن موسم الخليقة صرخة الكنيسة في وجه من يعنف البيئة ويستخف بسلامتها ويقوم بالإضرار بها، إما عن غير اكتراث وانعدام مسؤولية وإما عن جهل مطبق بأمور الطبيعة وإما الإثنين معا".

أضاف: "|لا تستطيع الكنيسة، التي تمجد الخالق وتشكره على عطاياه في كل لحظة، أن تقف مكتوفة الأيدي صامتة أمام ما تتعرض له خليقة الخالق، الهيكل الحياتي الذي جعله مسكننا ونبع رزقنا ووسيلة استمرارنا".

وتابع: "الكنيسة هي صوت الضمير الإنساني في هذا المجال وفي مجالات كثيرة، حيث قامت بدور الضامن للحق والعدالة. نحن في المجلس، نقوم باسم الكنائس مجتمعة ببعض العمل، وهي تقوم إفراديا بما تراه ضروريا في هذا المضمار، لكن الأذى الذي يصيب البيئة لا يأتي فقط من الصناعة، رغم أنها المصدر الرئيس للتنكيل بالبيئة. هناك مجالات عدة، حيث يقوم الناس بأذية البيئة".

وأشار إلى أن "التحدي يبدو كبيرا وقدراتنا في المجلس محدودة، لكننا نقوم بما نستطيع القيام به لعل في ذلك قدوة صالحة لسائر فئات المجتمع".

وعن احتفالات "موسم الخليقة": قال: "قمنا باحتفالات موسم الخليقة السنة الماضية على صعيد لبنان، وكانت التجربة الأولى ناجحة. ثم انتقلنا هذه السنة إلى المدى الإقليمي، فأقمنا الاحتفالات – الدينية التوعوية طبعا – في العديد من دول المنطقة، تحت شعار "العليقة المشتعلة"، نظرا إلى كثرة الحرائق التي عمت المعمورة، وهي مؤشر بيئة تتألم، وستترتب عليها نتائج ليست لخير البشريّة المتمادية في غيها. أمّا في السنة المقبلة، فستشمل احتفالاتنا كل البلدان التي تضم كنائس أعضاء في المجلس".

وختم: "هذا العمل، مثل كل أعمال المجلس، هو نتاج مجهود جماعي تشترك فيه دوائر المجلس، كما سائر المؤسسات الكنسية. لذلك، لا بد من توجيه الشكر والتعبير عن الثناء لكل من ساهم في تحقيق هذا العمل وإنجاحه".

ثم أشعلت النار في الباحة الخارجية للصّرح البطريركي كرمز لشعار "موسم الخليقة" لهذه السنة، وهو "العليقة المشتعلة"، حيث اجتمع حولها المحتفلون وتشاركوا الفاكهة في جو أخوي مسكوني مشرقي.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o